التوق للتغيير الشامل سمة انسانية ايجابية بعد اي انكسار او خيبة او فشل ذريع.
هناك مَن يضع نفسه عائقاً أمام رغبة الناس في التخلّص من بؤس عام بعد تراكم الويلات وهذا خطأ جسيم.
وحدها الحرباء تفهم وتعي وتدرك السياسة على اصولها فقد تغيّرت الألوان وتغيّرت أشكال أغصان الاشجار وصار لزاماً على مَن يريد الاستمرار ان يتكيّف مع الشروط الجديدة لا ان يركلها بقدمه كالطفل الصغير الذي سلبوه العابه لينام.
هناك واقع جديد ،مزاج شعبي عام يتوق للتغيير.
الاصرار على الاسماء نفسها وعلى وجوه ما اتت على البلاد الا بالنحس ولم تحقق التقدم ولا الرقيّ ولا الرخاء لإصرار على الموت ان يموت اكثر.
تمت عملية اغتيال الكفاح المسلّح بنجاح.
هذا مؤلم.
الا ان هذا دون همّة الرجال الفرسان الذين عليهم اعادة البناء واعادة التموضع للعودة بكفاح مفيد اكثر ولو كان كفاحا مسلحاً خفياً.
لا بد من العودة للتقية الأمنية.
الالوية الحمراء.
ليس وقت عناد و تحمّل خسائر بلا جدوى.
من كان يحلم عليه ان يستيقظ.
من كان يهذي عليه ان يشفى.
من لا يرى الجزمة الاميركية تطالب حتى بكندا وغرينلاند وقناة بنما عليه ان يترك السياسة.
الراسمالية المتوحشة الممثلة بواشنطن في أزمة بقاء لذلك هي تسير كالدب الأعمى والراسمالية الجائعة المتمثلة بموسكو تسير كالنمر الجريح الذي فقد بعضاً من انيابه.
الحرباء افضل.
اجمل.
التقيّة الأمنية اجدى.
حتى الابتسامة الصفراء غير مفيدة.
الكلام عن خدعة ما مرة ومرتين واكثر في العسكر وفي السياسة وفي التحالفات يعني ان هناك سُذّج يديرون الصراع.
هناك من فشل في التقدير وفي إدارة الصراع في الحرب وفي السلم وعليهم ان يتبدلوا كحد أدنى لا ان يعودوا كأن شيئا لم يحدث.
التوق للتغيير الشامل واحدة من اهمّ آليات الدفاعية النفسية الواعية للجماهير بعد اي خيبة او انكسار او فشل لتجدد عزيمتها ولتقنع نفسها ان الحياة جميلة لتستمر.
لا يمكننا أن نموت جميعاً في مسيرة انتحار جماعية واضحة بلا طرح اي بديل ذي جدوى وفعّال.
التوق للتغيير الشامل سمة انسانية من اجل البقاء.
الذين حاولوا في الكفاح المسلح ابطال وتاج على الرؤوس .
ايّا كان اتجاه التغيير سيكون افضل من البؤس الذي نحن فيه.
التوق للتغيير الشامل سمة انسانية بعد السقوط الذريع.
من هنا ومن تحت شجرة تين يابسة إنما محررة في بيروت وجالسا على تنكة نيدو صدئة ومطعوجة أعلن ان وحده الذي يخاف التغيير الشامل هو المستفيد من بؤس الحاضر و الماضي والخائف من المستقبل
والله اعلم.
#د_احمد_عياش
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي موقع سانا نيوز شكرًا على المتابعة.