دولة الرئيس نواف سلام،
حين سمعنا تصريحكم الأخير بشأن وزارة المال، تنفّسنا شيئًا من الأمل، وقلنا: لعلّنا على أعتاب مرحلة جديدة تُعيد لنا صورة لبنان الذي نريده، لبنان الذي تقوده كفاءات وطنية تحمل راية المؤسسات وتُدير الوزارات بمنهجية علمية وإرادة خالصة. نعم، إن الوزارات ليست ملكًا لأي حزب، وليست رهينة لطائفة تختبئ خلف شعارات لا تخدم إلا مصالحها الضيقة.
ولكن، اسمحوا لي أن أتوقف عند عبارة لافتة في تصريحكم: “حقيبة المال كسائر الحقائب، ليست حكراً على طائفة لكنها لا يمكن أن تكون ممنوعة على أي طائفة.”
هنا، يبرز سؤال ملحّ: لماذا تُخصَّص الحقائب الوزارية للطوائف أصلًا؟ أليس في لبنان رجال ونساء يشهد لهم التاريخ بالنزاهة والكفاءة والعمل الجاد بعيدًا عن أي انتماءات ضيقة؟
لقد وضع اللبنانيون ثقتهم في رئيس جمهورية يحمل سيرة ناصعة وخدمة وطنية مشهود لها، وفي رئيس حكومة من طراز رفيع، يُعرف بخبرته الدولية وإنجازاته الراقية. فلماذا لا نكمل المسار على ذات النهج؟ لماذا لا تكون الوزارات بيد أشخاص وطنيين نثق بأنهم سيضعون مصلحة لبنان فوق كل اعتبار؟
لبنان الذي نريده هو لبنان المؤسسات، لبنان المواطنة الحقيقية، لبنان الذي تتوقف فيه الطوائف عن أن تكون معياراً لأي منصب. كفانا عقودًا من الانقسامات والحروب والدمار. آن الأوان لنقلب الصفحة، لنخطّ تاريخًا جديدًا يُعيد بناء هذا الوطن، ويضعه على سكة السلام، والازدهار، والتطور الذي يليق بشعبه.
دولة الرئيس، نحن لا نطلب المستحيل. كل ما نريده هو قيادة تُدرك أن لبنان وطن يستحق الأفضل، وطن يجب أن يكون موحدًا برؤية صلبة وإرادة حازمة، ليواكب العصر ويواجه تحدياته.
ليبقَ الأمل حيًّا في نفوسنا، وليكن خطابكم هذا بداية تغيير حقيقي.
كان الله معكم
كان الله مع وطننا الحبيب #لبنان
#خلودالوتارقاسم
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي موقع سانا نيوز شكرًا على المتابعة.