البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يستقبل في الصرح البطريركي في بكركي المستشار الثقافي للجمهورية الاسلامية
إستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي المستشار الثقافي للجمهورية الاسلامية الايرانية في لبنان السيد كميل باقر الذي شدد على “أهمية الزيارة بعد عامين على توليه مسؤوليته كمستشار ثقافي، واصفاً الأجواء بالإيجابية جدا وقال قدمنا التهاني لنيافته ومن خلاله لكل الشعب اللبناني العزيز والمجاهد والصامد والأبي بانتصاره على العدو الصهيوني وايضا باركنا لنيافته انتخاب رئيس للجمهورية وهو فخامة الرئيس جوزاف عون وأضاف باقر “نأمل ان تكتمل فرحة اللبنانيين في العام الجديد بتشكيل حكومة جديدة وقوية لكي يدخل لبنان في مرحلة جديدة من الازدهار والحركة الايجابية”.
وشدد المستشار كميل باقر امام الكاردينال الراعي على أن رسالة ايران الدائمة والانسانية كأتباع الانبياء هي الرسالة المشتركة بين المسلمين والمسحيين وهي رسالة السلام والمحبة والإيمان والاستقرار وقلنا دائما اننا نتطلع الى مثل هذه الاهداف والرسالة الانسانية والالهية لكن في الواقع إننا نرى على مرّ التاريخ قوى معادية للسلام والمحبة، ومتغطرسة وغاصبة ومستكبرة لا تريد السلام والمحبة.
السيد باقر إستشهد أمام الكاردينال الراعي ببعض الجمل من الانجيل أو الكتاب المقدس عندما يقول “أنقذوا المظلوم من يد الظالم او في مكان آخر يقول هكذا قال الرب” أجروا حقاً وعدلاًوأنقذوا المغصوب من يد الظالم وهذا ما يريده الانجيل والكتاب المقدس منا، ان نُنقذ المظلوم وأن نكون عونا للمظلومين.
المستشار شرح للكاردينال دور ايران في لبنان والمنطقةوالذي يقوم على المبدأ العقائدي المشترك بين المسلمين والمسحيين وهو مبدأ نصرة المظلومين وإنقاذهم وانه الدور الحقيقي الذي تؤديه الجمهورية الاسلامية الايرانية في المنطقة منذ انطلاق ثورتها وهذا المبدأ مُصرح عنه في الدستور.
وشدد كميل باقر على ان دور ايران في لبنان والمنطقة يستند الى المبادىء والتعاليم الدينية والقيم الثقافية والتي تؤكد ان ايران لم ولن تتدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد وايضا في لبنان ، فنحن لم نتدخل لا في انتخاب الرئيس او انتخاب رئيس الوزراء او اي شيء آخر .ايران تدعم فقط خيارات الشعوب ونحن لدينا مبدأ أساسي وهو السيادة الشعبية، والخيار يبقى للشعب اللبناني الأبي لأن يختار من يمثله ويأخذ، قراره بالدفاع عن نفسه ومواجهة المحتلين والظالمين. ايران تدعم هذا الخيار، خيار المقاومة والذي هو خيار الشعب الايراني بكافة مكوناته، وقد رأينا خلال الحرب الاخيرة الاحتضان الشعبي للنازحين من البقاع والضاحية والجنوب من قبل كافة مكونات الشعب اللبناني، من السنة والمسحيين والدروز.
من جهته الكاردينال الراعي حيا السيد كميل باقر على مواقفه التي تنم عن توجه ثقافي وديني وحضاري لدى ايران وتعكس الانفتاح في ايران على الآخر ولو من موقع الاختلاف.
السيد باقر أشاد ايضا بموقف الكاردينال الراعي الذي رفض فيه اقصاء اي طرف لبناني، فأجابه الراعي بأن لبنان لا يقوم الا على التعايش بين أبنائه، لافتا الى ان الدستور يؤكد بان لا شرعية لأي سلطة تناقض العيش المشترك.
وأضاف الراعي مخاطبا باقر : لن يكون هناك من طلاق بين المسيحيين والمسلمين في لبنان استنادا الى مبادئ الدستور.
تخلل اللقاء ايضا بحث في عدد من القضايا المطروحة، حيث أشاد المستشار الثقافي بإنتصار المقاومة والشعبين اللبناني والفلسطيني في لبنان وغزة على الكيان الصهيوني وفي مواجهة عدوانية الاحتلال.
في خلال اللقاء سلم المستشار الثقافي الى الكاردينال الراعي نسخة من رسالة كان قد وجهها قائد الثورة الاسلامية في ايران الإمام السيد علي الخامنئي الى البابا فرنسيس عبر السفير الإيراني في الفاتيكان قبل فترة قصيرة.
ومما ورد في الرسالة الإيرانية التي تسلم الراعي نسخة معرّبة منها الآتي:
“إن قيمة سيدنا عيسى (عليه السلام) في نظر المسلمين، بلا شك، ليست أقل من قيمته ومكانته ومرتبته في عيون المسيحيين المؤمنين بالمسيحية. قضى نبي الله العظيم هذا مدة حضوره بين الناس كلها في جهاد مستمر، ليتمكن من الوقوف في وجه الظلم والعدوان والفساد والأشخاص الذين كانوا يجرّون الشعوب إلى جهنم الدنيا والآخرة بواسطة المغريات أو القوة.
لو كان السيد المسيح (ع) بيننا اليوم، لما كان ليفوّت لحظة واحدة في مواجهة رؤوس الظلم والاستكبار العالميَّين، ولما كان ليتحمّل جوع مليارات البشر وتشرّدهم على يد القوى العظمى، التي تستغلهم وتسوقهم إلى الحروب والفساد والعنف.
إن اتّباع سيدنا عيسى (عليه السلام) يستلزم نصرة الحق والتبرؤ من القوى المعادية للحق، ويُؤمل أن يعمل المسيحيون والمسلمون في كل مكان من العالم بهذا الدرس العظيم للسيد المسيح (عليه السلام) في حياتهم وأفعالهم.”
وفي ختام اللقاء إهدى السيد باقر الكاردينال الراعي سجادة عجمية من نوع “حرير خراسان”، وقد نالت اعجاب الراعي الذي شكر ضيفه على الهدية.