تجمع العلماء المسلمين، ينعى عضو هيئته العامة سماحة الشيخ محمد خليل حمادي:
بمزيد من الافتخار والتسليم بقضاء الله وقدره، ننعى إلى الأمة الإسلامية عالماً ربانياً من أهل الحق والعرفان، وشخصية قرآنية وناشطاً وحدوياً، هو عضو الهيئة العامة في تجمع العلماء المسلمين سماحة العلامة “الشيخ محمد حمادي” الذي ارتقى شهيداً بعد اغتياله من قبل مسلحين مجهولين أمام منزله في بلدة مشغرة المجاهدة والصابرة، فسماحة “الشيخ الشهيد محمد حمادي رضوان الله تعالى عليه” رفض النزوح من قريته، وأصر على الصمود إلى جانب من تبقى من الأهالي الصامدين، مؤدياً دوره في تقديم العون والمساعدة لهم في كل المجالات، خاصة على صعيد الأمور الدينية والروحية، وكان لصموده هذا أثر كبير في صمود البلدة والبلدات المجاورة، ولذلك أقدمت يد الغدر على اغتياله لما له من دور في المقاومة، ورعايته للأهالي وتأمين حاجياتهم، وهو كان متفرغاً في الفترة الأخيرة لمسح الأضرار وتأمين التعويضات وتوفير العودة الآمنة لمن ترك بيته نتيجة للعدوان الصهيوني في بلدات البقاع الغربي.
لقد كان للشيخ الشهيد العلامة الشيخ محمد حمادي نشاطات وفعاليات مهمة وكبيرة الأثر في تمتين العلاقات مع البلدات المجاورة لمشغرة، والتي تحتوي نسيجاً طائفياً متعدداً يشمل تقريباً كل الطوائف في لبنان، ويشبه التعدد الطائفي في هذا البلد ككل، فكان يعمل على التواصل مع فعاليات المنطقة وحرصاً منه على الوحدة الوطنية والإسلامية التي كانت شغله الدائم.
إننا في تجمع العلماء المسلمين نعتبر أن الذي يقف وراء هذا الاغتيال الآثم هو الموساد الصهيوني، وإن يكن قد نفذ بأدوات محلية، فقد أثبتت الأيام القليلة الماضية أن عدداً كبيراً من العملاء تم كشفهم من قبل الأجهزة الأمنية، ما يعني أن العدو الصهيوني يعمل على تفعيل نشاطاته الاستخباراتية في لبنان، مما يستدعي اليقظة والحذر من قبل الأجهزة الأمنية، وكذلك من قبل المواطنين للإرشاد عن أي ظاهرة مشبوهة داخل مناطقهم، وهذه المعركة الاستخباراتية سيخرج منها العدو الصهيوني مهزوماً كما خرج في معاركه العسكرية المباشرة.
إن شخصية ريادية كسماحة الشيخ الشهيد محمد حمادي، عاشق الشهادة، والمجاهد في سبيل الله لا يمكن أن يختم حياته إلا بالشهادة التي تليق به ويليق بها، ونحن في تجمع العلماء المسلمين إذ ننعى إلى الأمة الإسلامية، وإلى سماحة الإمام القائد السيد علي الخامنائي (دام ظله)، ولمحور المقاومة قيادة ومجاهدين هذا العالم المجاهد، نتقدم من عائلته الكريمة بأسمى آيات العزاء والتبريك، سائلين المولى عز وجل أن يلهمهم الصبر والسلوان، ونعاهد الشيخ الشهيد على الاستمرار على نهجه الوحدوي الإسلامي الأصيل حتى تحقيق الأهداف السامية المتمثلة بتحرير فلسطين من رجس الاحتلال الصهيوني.