اخبار ومتفرقات

وزير تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعيّ: مستقبل رقمي متطور بلبنان

رغم المخاض العسير والمحفوف بالتعقيدات، الذي شهده تشكيل الحكومة برئاسة نواف سلام، إلّا أن التركيبة الّتي أُعلن عنها أخيرًا، يُشهد لها باختيار غالبية الوزراء في مناصبٍ تُناسبهم ولديهم الخبرات الكافيّة الّتي تؤهلهم لتوليها. واللافت كان استحداث وزارةٍ جديدة تحت مُسمى “وزارة الدولة لشؤون تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعيّ”، الّتي عدّها المراقبون واحدةً من المؤشرات الإيجابيّة لهذه الحكومة، ومحاولة منها للالتحاق بركب الحداثة العالميّة، الّتي تخلّف لبنان الرسميّ عنها طويلًا.

وزيرٌ لحقيبتان

وتمّ تعيين كمال شحادة وزيرًا للمهجرين ووزير الدولة لشؤون تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعيّ في حكومة الرئيس نواف سلام، بعدما اُقترح اسمه عن حزب القوّات اللبنانية. ويُعد شحادة الوزير الوحيد في الحكومة الذي يحمل حقيبتين وزاريتين. وفي أول تصريحاته بعد تعيينه، أكدّ شحادة أنّه سيعمل على وضع استراتيجيّة لتعزيز قدرات الدولة اللّبنانيّة في مجال تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعيّ، مشدّدًا على أهمية هذين المجالين في دفع عجلة التنمية المستقبليّة للبلاد. كما أوضح أن الحكومة اللّبنانيّة، وفقًا للدستور، هي السّلطة التنفيذيّة الّتي تتحمل مسؤولية إدارة شؤون الدولة، وأن كل وزير مسؤول أمام الشعب اللّبنانيّ بأسره، وليس أمام أي حزبٍ أو كتلةٍ سياسيّة، في ردّه على أحد الأسئلة عن تسميته كوزيرٍ عن القوّات.

والحال أن شحادة، يتمتع بخبرةٍ واسعة في مجالي الاتصالات والتكنولوجيا، حيث يحمل شهادة البكالوريوس بمرتبة الشرف من جامعة هارفارد في بوسطن، إلى جانب شهادة الدكتوراه من جامعة كولومبيا في نيويورك. وقد عمل أستاذًا في كلتا الجامعتين، بالإضافة إلى الجامعة الأميركيّة في بيروت. وشحادة هو شريك في THX Ventures، حيث يساهم في بناء مشاريع التكنولوجيا منذ عام 2024، كما يعمل مستشارًا للشركات الناشئة الرقميّة. وهو أيضًا عضوٌ في مجلس أمناء الجامعة اللّبنانيّة الأميركيّة (LAU).

وشغل شحادة مناصب رفيعة في قطاع الاتصالات، حيث كان الرئيس التنفيذي للشؤون القانونيّة والتنظيميّة، ومن ثمّ الرئيس التنفيذيّ للشؤون الاستراتيجيّة لمجموعة الاتصالات العالمية “Group &e” في الإمارات العربيّة المتحدّة بين عامي 2010 و2023. وتعتبر هذه المجموعة واحدة من أكبر شركات الاتصالات في العالم. وعلى الصعيد الدولي، ترأس المنتدى الدولي للهيئات المنظمة للاتصالات التابع للاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) عام 2009، كما كان رئيس مجموعة الرؤساء التنفيذيين للسياسات والتنظيم في جمعية شركات الاتصالات العالمية (GSM Association) بين 2014 و2016. كما شغل منصب رئيس الهيئة المنظمة للاتصالات في لبنان بين 2007 و2010، حيث أسس نمطاً حديثاً وشفافاً لإدارة قطاع الاتصالات في البلاد، وأشرف على إصدار أنظمة الاتصالات والمزايدة العلنية لمنح تراخيص شركات الاتصالات الخلوية.

مساهمات أكاديمية واستشارية

إلى جانب دوره في القطاعين العام والخاص، ساهم شحادة في العديد من الدراسات والمنشورات الأكاديمية، خصوصًا في مجالات الماليّة العامّة اللّبنانيّة، التصحيح الماليّ، والشراكة الأوروبيّة-المتوسطيةّ. كما كان مستشارًا للبنك الدولي لشؤون الخصخصة ومشاركة القطاع الخاص في البنى التحتية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بين عامي 2000 و2003، حيث قاد مشاريع في أكثر من 10 دول. وشملت إنجازاته الاستشارية تصميم عقد تشغيل وصيانة مستودع الحاويات في مرفأ بيروت عام 2004، بالإضافة إلى تطوير استراتيجية تحرير وتنظيم قطاع الطيران المدني في المملكة العربية السعودية.

ومع تبوئه منصبه الجديد، يحمل كمال شحادة رؤية طموحة لدفع لبنان نحو مستقبل رقميّ متطور، حيث يسعى إلى تعزيز تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعيّ كعنصرين أساسيين في التنمية المستدامة. ويرى أن أحد أبرز أولوياته هو تزويد المواطنين اللبنانيين بالمعرفة اللازمة لمواكبة التطورات المتسارعة في هذا المجال، ما من شأنه أن يضع لبنان على خريطة الابتكار والتكنولوجيا عالميًا.

ويأمل اللبنانيون أن تشكل هذه الحكومة نقطة تحول إيجابية، وأن يتمكن الوزراء من الاستفادة من خبراتهم لتقديم حلول عملية للأزمات التي تواجه البلاد، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية والتكنولوجية الراهنة.

كتب في المدن – لبنان

زر الذهاب إلى الأعلى