
الإفراط في رمش العين إلى حدّ اغلاقها وكأنّ هناك صعوبة في إعادة فتحها تشي ان المرء متوتر جدّاً لإضطراره على إيجاد كلمات مناسبة لتبرير نفسه في مأزق طارىء من دون ان يبدو كاذباً ومن دون ان يقول رأيه الحقيقي الذي يكبته لتجنب وضع سيء او خطير .
شبك اليدين بقوة بين الفخدين جلوساً محاولة دفاعية للمرء كي لا يفقد السيطرة على كلامه خوفاً من فضح غضبه المكبوت.
التأتأة بالكلام ولو بلغة ليست اللغة الأم محاولة لترتيب الافكار قبل ترتيب الكلمات وتعني ان المرء يفكّر بسرعة المحرج والمتفاجىء والقلق والخوف من ارتكاب خطأ يصعب التراجع او الاعتذار عنه فيما بعد.
لم يكن الملك ملكاً في حضرة الإله الاسبرطي القابض على القوة والمال وحركات الانقلاب العسكري والمخابراتي واللاعب الأساس بقيمة العملات الورقية لاسقاط اقتصاد دولة من العالم الثالث لتأتي زاحفة إلى بيت الطاعة.
كان المشهد واضحاً ان الملك ما كان موافقاً على كلام ورغبة الاله الاسبرطي الا أنّه لم يكن في وارد تحدّيه او معاكسته او تعكير مزاج هوايته الهوليودية.
أدرك الملك انّه سقط في فخّ اعلامي يختلف فيه الكلام عن الأحاديث التي تدور في الخفاء داخل المكتب البيضاوي.
يجب لجم الكلمات الألغام.
الملك إن حكى لا يكذب ،وقار الملك وفي اتعس اللحظات يقول نصف الحقيقة ويسكت عن النصف الآخر الا أنه لا ينطق كذباً أمام اي احد فماذا لو كان هذا الأحد ليس غير العالم كلّه.
ادرك الملك انّه لا يبدو ملكاً أمام الجمهور فخاف ان ينتبه شعبه لإرباكه ما يفقده الهيبة.
عندما يتحدث الإله الاسبرطيّ الاستعراضي يظن انّه يكمل تصوير حلقة مصارعة تتطلب التصفيق طويلاً.
هنا الحكم اكمل العدّ الى الرقم المئة قبل أن يقوم الرئيس عن كتفي الملك الساقط على الحلبة.
إشارات الوجه المتشنج ومحاولة جمع
الكلمات التائهة لتكون عبارات لحديث تشير ان الملك كان في ورطة التصريح عن أمر لا يريده.
المحرج والخائف يستجير بالرب او بالنبي او بالاب او بالام او بالأخ الا ان الملك هنا استجار بمصر والسعودية والعرب.
الملك رتبة عالية إنما تبقى متواضعة أمام الاله.
أُكلَ الملك يوم سقطت بغداد وطرابلس الغرب ودمشق وغزة وجنين والضاحية الجنوبية لبيروت و يوم حاول إسقاط الصواريخ الإيرانية العابرة فوق بلاده باتجاه محتلي فلسطين.
د.أحمد عياش
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي موقع سانا نيوز شكرًا على المتابعة.