
أكد المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان، خلال كلمته بمناسبة النصف من شعبان من على منبر مسجد الإمام الحسين(ع) في برج البراجنة، أن لبنان يحتاج إلى حكومة شراكة حقيقية تخدم مصالحه الوطنية بعيدًا عن أي إملاءات خارجية.
وشدد على أن ما يجري في مطار بيروت الدولي يمثل مسألة خطيرة تتطلب موقفًا حازمًا، معتبرًا أن “المطار لبيروت وليس لواشنطن”، في إشارة إلى قرار منع الطائرة الإيرانية، الذي وصفه بالسياسي بامتياز، مؤكداً أنه مرفوض تمامًا ولن يتم القبول بأي إجراءات تهدد السيادة الوطنية.
وأشار قبلان إلى أن التطورات الحاصلة في البلد تستهدف شريحة معينة، مؤكدًا أن “العين كانت وما زالت على رأس المقاومة”، محذرًا من “اللعب بالنار”، ومذكّرًا بأن لبنان خرج مؤخرًا من حرب إسرائيلية لم تتمكن خلالها إسرائيل من احتلال بلدة كالخيام رغم الدعم الأميركي والأطلسي لها.
وأضاف أن بعض المستجدات في لبنان تُعتبر استكمالًا لهذه الحرب، مشددًا على رفض أي خنق اقتصادي أو أمني، مؤكدًا أن المقاومة لن تقبل بأي تهديد لوجودها، وأنه لن يكون هناك سكوت على مشاريع وسياسات غير وطنية. ودعا إلى حماية لبنان من أي كارثة قد تدفعه إلى الفوضى، مشيرًا إلى أن “زيف الشعارات والمواقف لا يخدم بناء وطن حقيقي”.
وفي ما يخص الذكرى العشرين لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وصف قبلان استشهاده بأنه “وجع وطني جامع”، مشددًا على أن التمسك بإرثه السيادي ضرورة وطنية لضمان استقرار لبنان.
أما في ما يتعلق بوقف إطلاق النار، فأكد قبلان أن الحكومة مطالبة بأن تكون سيادية في تعاملها مع لجنة وقف النار، مشددًا على أن أي بقاء إسرائيلي في بعض النقاط أو البلدات الجنوبية يُعدّ احتلالًا يجب التصدي له. وأكد أن لبنان قوي بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، وأن الشراكة الوطنية والميثاقية هما أساس شرعية العمل الحكومي، محذرًا من الانجرار وراء أجندات خارجية تسعى إلى تمزيق البلد.
وفي ختام كلمته، أكد قبلان أن قضايا المنطقة والعالم العربي هي جزء لا يتجزأ من قضايا لبنان، معتبرًا أن ما يجري في غزة ينعكس بشكل مباشر على الوضع اللبناني. كما أشار إلى أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب غير قادرة على قلب موازين القوى في المنطقة، مشددًا على أهمية الوصول إلى تسوية عربية – إسلامية في ظل الفوضى الدولية الراهنة. واعتبر أن التعاون بين السعودية وإيران ضرورة استراتيجية لاستقرار المنطقة، مشيرًا إلى أهمية تأمين المصالح المشتركة بين لبنان وسوريا بما يحترم سيادة البلدين.