
وانت ترى المشهد المأساوي امامك تعرف انّك الهدف التالي،ترتبك،لا تعرف ما عليك فعله كي لا تكون الرجل المسكين الآخر،تُمنّي النفس أن ضعف الذاكرة والضياع سيجعلانك لا تدرك المصيبة التي ستكون فيها،انخفاض مستوى وعيك لنفسك يجعلك تظنّ انّك بخير رغم انك لن تكون بخير.
ستكون جسداً ينتظر دوره للدفن ليس اكثر.
حتى عبارة “ان شاء الله تدوم لك ما دامت تليق بك” لن تعني لك شيئاً،لن تعي انّك ما عدت تعي،لو وعيت مأساتك ولو للحظة لانتحرت إنما الانتحار حرام اذن لتركت الآخر يقتلك على غفلة منه كأن ترمي بنفسك أمام سيارة او قطار او مسيّرة جوية عدوانية مسرعة.
يستجدي الموت مَن كان على يقين ان البقاء صار عبء غير مبرّر و ان مَن هم حولك يتهامسون بدعاء مشترك كأن تموت لترتاح.
لا يرتاح مَن يموت إنّما الآخرون يرتاحون منه.
عندما يصبح يومك التالي ككل ايامك السابقة وعندما تنتظر ولا يطرق بابك احد وحين تنظر إلى هاتفك لعلّ أحدهم يتذكرك بتحية ولا يرنّ حتى عندما تلقي نظرة على لائحة الاسماء التي تعرفها وتتردد بالاتصال بها لشعورك ان الآخرين ليسوا في حال افضل منك ليسعفوك تصبح حياتك منتهية الصلاحية لانقضاء العمر الحقيقي.
انتهى العمر وصرت في الزمان فقط.
سقوط حرّ في الوقت.
عمرك كان لمّا كنت تتمتع باللذّات اما وقد تحوّلت اللذّات لألم صار الرحيل افضل الحلول.
انتبه فالموت ايضاً حلّاً يُرتجى.
إن كان من دعاء رائع و واقعي فبالتأكيد هو الدعاء الذي سمعته من جدّتك و من اهلك ‘”اللهم خذ امانتك عندما احتاج للآخرين لعجز في خدمة نفسي”.
وانت ترى المشهد الصحيّ والاجتماعي امامك تعرف انّك الهدف التالي.
لا حصانة لأحد في هذه البلاد،يفوز من يموت واقفاً على رجليه.
بقلم د. احمد عياش
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي الموقع. شكرا على المتابعة.