فرع المعلومات يطوي مرحلة الـ 2005: عهد إقصاء «الحريريّة» بدأ!
الأخبار:لينا فخر الدين-
فوْر عودة الرئيس سعد الحريري من أبو ظبي لإحياء الذكرى العشرين لاغتيال الرئيس رفيق الحريري في شباط الماضي، سارع إلى زيارة السراي الحكومي للقاء الرئيس نوّاف سلام، قبل أن يُعلن من ساحة الشهداء دعمه الكامل للعهد الجديد. ومنذ تسمية سلام لرئاسة الحكومة، جرى تناقل كثير من الكلام المعسول عن كل من «المستقبليين» وسلام، عن علاقة فيها الكثير من الودّ بين الطّرفين.
لكن ما يحصل في الحقيقة غير ذلك، إذ إن «ساكن السراي»، منذ تسميته، يعتبر نفسه أوْلى بالحصّة السنيّة والاستفراد بها من دون الزّعامات الأُخرى. تبدّى ذلك في إصراره على تسمية الوزراء السنّة، قبل البدء في «نفضة» التعيينات الأمنية التي أرخت جواً يوحي بأنّ معركة «قصقصة أجنحة» تيّار المستقبل داخل الأجهزة الأمنية بدأت، وتحديداً من المديريّة العامّة لقوى الأمن الدّاخلي، وذراعها الأقوى شعبة المعلومات التي لطالما عُدّت، منذ عام 2005، واحدةً من أدوات «الحريريّة السياسيّة»، نَمَت في ظلّها وتوسّعت نفوذاً في عهدها، وبالتالي، فأيّ تعديل في توازن القوى داخلها هو بمثابة «تَعدٍّ» على تيّار المستقبل نفسه.
مخاوف من أن تؤدّي
التشكيلات إلى إضعاف
أقوى الأجهزة الأمنية
وهذا ما حصل أمس مع تعميم المدير العام لقوى الأمن الدّاخلي، اللواء رائد عبدالله برقيّة تتضمّن فصل عدد من المسؤولين الأمنيين الأساسيين في المديريّة، ما فُسّر إفراغاً لـ«المعلومات» والمديريّة من رموز «المستقبل» وإقصاء التيّار من السّلطة السياسيّة والأمنيّة، وأشبه ما يكون بـ«عمليّة إبادة» لـ«الحريريين» من الشعبة، علماً أنّ المعلومات عن هذه التشكيلات ليست وليدة ساعتها، بل تسرّبت مع تولّي سلام تشكيل الحكومة، وحتّى قبل تعيين عبدالله في مركزه، ما يؤكّد أنّ تعميم المدير العام هو أشبه بتنفيذ لـ«تمنيات سياسيّة»، في ظلّ ما نُميَ عن ضغطٍ يُمارسه الرئيس فؤاد السنيورة لتسليم العميد محمود قبرصلي المديريّة أو شعبة المعلومات.
وبعدما نجحت ضغوط رئيس الجمهوريّة جوزيف عون في وجه «محاولات الانقلاب» التي يُريدها السنيورة في المديريّة، جاء تعيين عبدالله حلاً لعدم فرض «السادات تاور» سطوتها على التعيينات. إلّا أنّ السنيورة لم يستسلم، بل تقاطعت ضغوطه مع رغبة بعض الأطراف السياسيّة بالإطاحة برئيس شعبة المعلومات، العميد خالد حمود، واستبداله بقبرصلي.
قرارٌ متوقّع
وعليه، لم يُفاجأ «الحريريون» الذين كانوا ينتظرون القرار «المتوقّع»، على حد تعبيرهم، خصوصاً أنّه تسرّب إلى جميع المرجعيّات، ومن بينهم حمّود الذي نُقل عنه أنّه كان يعدّ كتاب استقالته، بعدما وُضع في الديوان، بتصرّف المدير العام الذي كان حتّى الأمس القريب مرؤوسه في العمل.
وإذا كان «تطيير» حمّود (وقبله المدير العام السابق اللواء عماد عثمان) جاء بناءً على تقاطعات محليّة وخارجيّة، فإنّ إبعاد رئيس القوة الضاربة في شعبة المعلومات العميد خالد عليوان أتى بشكلٍ مفاجئ. «رجل المهمّات الصعبة» الذي كان اسمه مطروحاً لتولي منصب المدير العام، تمّت تنحيته فعلياً، بعدما وُضع في تصرّف المدير العام.
ومثلهما، كان مصير قائد معهد قوى الأمن الدّاخلي بالوكالة العميد بلال الحجّار، الذي كان أيضاً مُرشّحاً محتملاً لخلافة عثمان، قبل أن «يُخفى» اسمه عن لائحة العهد الجديد ويتم وضعه في تصرّف وزير الدّاخليّة والبلديّات.
في حين يبدو إقصاء رئيس فرع معلومات بيروت، العميد عبدالله السمروط، مُختلفاً عن زملائه، لكوْنه يمتلك أقدميّة على مديره الجديد، ما يجعله فعلياً أعلى منه.
هكذا، بجرّة قلم، «قضى» عبدالله على أكثر الضبّاط السُّنّة قوّة ونفوذاً داخل المديريّة، مع ما يُمثّلون من قوّة سياسيّة لالتصاق أسمائهم بـ«المستقبل». وهو ما قُرئ على أنّه صفحة جديدة في عهد الانقلاب على «الزرق»، وإن كانت معركة إضعاف «الحريريّة» وإبعادها عن السُّلطة تُخاض تحت عنوان «المعايير والسير الذاتية الحسنة».
في المقابل، أراح المدير العام الجديد نفسه من عناء التصرّف مع الضباط الكبار، كما أراح مسيرة قبرصلي، الذي سقط بطريقة غير مفهومة على فرع أمني يتطلب اختصاصاً ومعرفة سياسية، سيما أن قبرصلي يُعد من الضبّاط الإداريين الذين لا يمتلكون خبرةً بآليّة العمل داخل «الشعبة» التي لم يتسلّق درجاتها، كما حصل مع أسلافه، وفق تعبير عدد من ضبّاط المديريّة.
واعتبر هؤلاء أنّ «تعيينه قد يؤثّر سلباً على سيْر العمل»، وسط انطباع واسع، بأن اللواء عبدالله الآتي من الشعبة نفسها، سيكون هو الرئيس الفعلي لها، وليس قبرصلي. ما عزّز مخاوف الضباط المعترضين من أن هذه التشكيلات قد تكون مقدّمة لإضعاف الشعبة التي تُعدّ أكثر الأجهزة تطوّراً ودقّة والإجهاز عليها، بعد إفراغها من أهمّ ضبّاطها وأكثرهم خبرةً.
ولم يُعرف كيف سيملأ عبدالله «المقاعد الشاغرة» داخل المديريّة، وتحديداً منصب رئيس القوّة الضاربة، وإذا ما أعدّ «اسماً استفزازياً» لـ«المستقبليين».
وإن كان بعض المتابعين يلفتون إلى أنّ كل الأسماء المطروحة من العمداء السُّنّة، ومن بينهم قبرصلي، ليسوا بعيدين عن «المستقبل» باعتبار أنّ جميعهم يدورون أصلاً في فلكه.
وإلى جانب التشكيلات في ما خصّ الضبّاط السُّنّة، برزت في تعميم عبدالله الإطاحة برئيس المكتب الإقليمي لشعبة المعلومات في الجنوب العميد زاهر عاصي، المقرّب من رئيس مجلس النوّاب نبيه بري. فيما شُكّل العميد جورج خيرالله رئيساً لديوان المدير العام.
الأخبار
محاولات للملمة فوضى الساحل: الأزمات تحاصر حُكم الشرع
الأخبار:أمجد حداد-
يواجه الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، واحداً من أكثر الأوقات المفصلية في تاريخه»؛ إذ وجد نفسه، فجأة، أمام صراع متعدّد الأطراف، داخلي وخارجي، يهدّد بشكل مباشر الكرسي الذي وصل إليه من جهة، وشكل ومستقبل سوريا التي أصبح يحكمها، من جهة أخرى، إذ انتهت «أيام العسل» بين حكومة الشرع والمجتمع الدولي، وبشكل خاص الاتحاد الأوروبي، على وقع المجازر التي شهدها الساحل السوري، وراح ضحيتها آلاف المدنيين من الطائفة العلوية، إلى جانب «الإعلان الدستوري» الذي توّج الشرع نفسه عبره حاكماً مطلقاً لسوريا، المنهكة اقتصادية، والمشرذمة اجتماعياً، في وقت تستمر فيه المعارك في شمال شرق البلاد، بين فصائل تابعة لـ«الجيش السوري الجديد» (فصائل الجيش الوطني التابعة لتركيا)، و«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، الشريك الجديد في هذا الجيش. ويأتي ذلك في وقت يتابع فيه الاحتلال الإسرائيلي تغوّله جنوباً، فيما يشتعل صراع داخلي يستند إلى أيدٍ خارجية في السويداء.
وكشف مؤتمر المانحين الذي انعقد في بروكسل، قبل أيام، عن فقدان حكومة الشرع الثقة التي حاولت أوروبا منحها له؛ فإلى جانب تراجع حجم التعهدات المالية بنحو الثلث، مقارنة بالاجتماع الماضي، تجاوز المؤتمر أي تعامل مالي مباشر مع تلك الحكومة، عبر حصر آلية تقديم الأموال بمنظمات مستقلة، علماً أن قسماً كبيراً من التقديمات سيذهب إلى الدول التي لا تزال تستضيف اللاجئين السوريين، بما فيها الأردن وتركيا ولبنان، الذي شهد أخيراً موجات لجوء لسوريين فرّوا من مجازر الساحل، الأمر الذي يفتح الباب أمام استمرار أزمة اللجوء.
وفيما يُعتبر لبنان محطة آنية، تشكّل أوروبا المقصد النهائي لكثيرين، وهو ما سلّط الضوء عليه مجدداً غرق قارب قبالة السواحل القبرصية، كان يحمل نحو 70 سورياً، بعدما انطلق من طرطوس. ومن شأن ذلك أن يوجّه صفعة إلى الجهود الأوروبية المستمرة لوقف تدفّق اللاجئين، وعكس الرحلات عبر تسهيلات لعودة اللاجئين، وهو ما لم يتم حتى الآن، ولا يبدو أنه سيحصل في الأفق القريب.
وإلى جانب التغيّر الأوروبي الناعم، والذي قد يشهد تسارعاً في أي وقت، رغم التطمينات المستمرة، يعيش الشارع السوري على وقع أزمات متداخلة ومتشابكة، بعضها معيشي، وبعضها الآخر يرتبط بتركيبة السلطة الحاكمة غير المتجانسة، والمتناحرة في ما بينها، في ظلّ وجود فصائل عديدة تحمل أجندات متشددة وتكفيرية.
يعيش السوريون على وقع طبقات متتالية من الضغوط، الاقتصادية والمعيشية والأيديولجية،
وحتى الوجودية، في ظل استمرار حالة الانفلات الأمني
ويأتي هذا في ظل عدم قدرة الشرع على فرض كلمته على تلك الفصائل، أو على أقل تقدير، الحدّ من نشاطها بشكل يتوافق مع وعوده المستمرة بالحفاظ على سوريا المتنوعة المتجانسة، الأمر الذي يبدو أنه شكّل تهديداً عابراً للطوائف، يشمل جميع السوريين، ما يفسّر ظهور الغضب الشعبي المتواصل، حتى من الأوساط السنيّة، من سلوكيات الفصائل المتشددة، والتي لا تزال تسعى لإقامة «إمارة إسلامية».
وثمة مواقف عديدة في سوريا توثّق هذا المشهد، أبرزها أحداث الساحل السوري، الذي لا يزال يعجّ بالفصائل المتشددة، وبينها جماعات من جنسيات غير سورية، مثل الشيشان والإيغور والتركستان وغيرهم، والذين لا يزالون يصرّون على البقاء في مراكز عديدة، بينها مثلاً نادي الضباط المقابل لحي دمسرخو. ودفع ذلك «الأمن العام» إلى تسيير دوريات كبيرة، ووضع حواجز على الطريق لمنع أي تسلّل لتلك الفصائل نحو الحي، وارتكاب مجازر جديدة، بعد أن فشلت جميع محاولات إقناعها بالخروج والعودة إلى إدلب.
وفي محاولة لخلق صورة جديدة، موازية للأوضاع التي يعيشها الساحل، أعلنت «لجنة السلم الأهلي» عن اتفاقية جرت مع وجهاء مدينة القرداحة، التي تنحدر منها عائلة الرئيس السوري السابق بشار الأسد، بهدف تنظيم شكل الحياة ومنع أي انفلات أمني قد يفتح الباب أمام عودة المجازر. وبحسب ما تسرّب، فإن الاتفاق تضمّن وضع خط ساخن للإبلاغ عن أي تقدّم من الفصائل المتشددة، بالإضافة إلى تكثيف الحواجز الأمنية على الطرق الرئيسية، والعمل على إبعاد تلك الجماعات. وفي حال نجاح هذا الاتفاق، تأمل «اللجنة» بتوسيع نطاقه بشكل يطوي صفحة المجازر.
وبالتوازي مع ذلك، نشر المسؤول «الشرعي» في «هيئة تحرير الشام»، التي يترأّسها الشرع، وقيل إنها قامت بحل نفسها للاندماج في الجيش السوري الناشئ، يحيى الفرغلي (وهو مصري الجنسية)، مقالاً يدعو فيه إلى تغيير ديموغرافي في الساحل السوري، عبر تهجير سكانه وتوطين «الجهاديين».
وجاء هذا في وقت عادت فيه النشاطات الدعوية بكثافة إلى شوارع العاصمة دمشق، وبشكل خاص الأحياء المسيحية، عبر تسيير مركبات تحمل مكبّرات صوت تقوم ببثّ أدعية وأناشيد بعضها متطرف، وسط صمت مطبق من قبل الإدارة.
هكذا، يعيش السوريون على وقع طبقات متتالية من الضغوط، الاقتصادية (في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردّية)، والمعيشية (بسبب تدنّي الخدمات، وظهور تمييز في شأنها عبر تنشيطها في بعض المناطق على حساب أخرى ما زالت مهمّشة)، والأيديولوجية، وحتى الوجودية، في ظل استمرار حالة الانفلات الأمني، واستمرار نشاط الفصائل «الجهادية» التي تتمتع بسطوة كبيرة.
ويفسّر ذلك إسراع الشرع في عقد اتفاقات مع «قسد» (القوة العلمانية)، ومحاولة ضم فصائل السويداء، لتحقيق توازن يضمن له على أقل تقدير بناء قوة متوازنة لتحصين سلطته، ومحاولة كبح جماح «رفقاء الأمس القريب، وشركاء الجهاد»، لتفادي غليان الشارع السوري الذي بدأ يستشعر لهيب الأيام المقبلة.
الأخبار
الحدود الشرقية منطقة جديدة متنازع عليها؟
الأخبار:
تنفيذاً للاتفاق الذي تمّ التوصل إليه بين وزير الدفاع ميشال منسى ونظيره السوري مرهف أبو قصرة، بعد الاشتباكات التي شهدتها الحدود الشرقية مع سوريا في منطقة الهرمل، أعلنت قيادة الجيش اللبناني أمس أن «الوحدات العسكرية بدأت تنفيذ تدابير أمنية في منطقة حوش السيد علي – الهرمل، بما في ذلك تسيير دوريات، لضبط الأمن والحفاظ على الاستقرار في المنطقة الحدودية، بعد التنسيق بين السلطات اللبنانية والسورية». فيما أقام الجيش اللبناني حاجزاً على مدخل القسم اللبناني من البلدة، أعلن قائد اللواء الأول في الفرقة 52 في الجيش السوري عبد المنعم ضاهر أنّ الاتفاق ينص «على انسحاب وحدات الجيشين السوري واللبناني من أراضي قرية حوش السيد علي وضمان عودة المدنيين إليها من دون أي وجود عسكري داخلها، حيث يتمركز الجانبان على أطراف البلدة»، مؤكداً أن «الجيش السوري ملتزم بتنفيذ الاتفاق، وأي خرق لهذا التفاهم من قبل حزب الله سيواجه برد حازم ومباشر من دون إنذار مسبق».
وعليه، فإن القسم اللبناني من البلدة، بموجب الاتفاق، أُدخل على ما يبدو في إطار الحدود المتنازع عليها بين البلدين، رغم أن سكانه لبنانيون يحملون إفادات عقارية من الدوائر العقارية اللبنانية، كما يضم مدرسة رسمية منذ أكثر من 50 عاماً.
ورغم تراجع حدة التوتر وتبادل جثتي شهيد لبناني من آل الحاج حسن وقتيل من الفصائل السورية أمس، بقيت الحشود العسكرية على جانبي الحدود، فيما لم يعد معظم أهالي البلدة إليها بعد تعرّض كل منازلها للنهب والحرق.
الأخبار
شروط أميركية… لبنان امام مشكل مركب؟
بعض ما جاء في مانشيت الديار:
لبنانيًا: طين الازمات اضيفت اليه بلة تصريحات مبعوث الرئيس الاميركي للشرق الاوسط ستيف ويتكوف، الشديدة الاهمية والخطيرة جدا، في اعنف موقف من ادارة الرئيس ترامب ضد المسؤولين اللبنانيين الرسميين، تحديدا الرؤساء الثلاثة، الذي فضح المستور الاميركي، في ظل مقاطعته ومساعدته «مورغان اورتاغوس» لبيروت بناء لقرار البيت الابيض، الذي ينتظر الحصول على الرد اللبناني في غضون اسبوعين.
كلام ويتكوف الذي جاء من الدوحة، التي التقى على ارضها عددا من الشخصيات اللبنانية بناء لطلبه، اكد ان المرحلة التي يمر بها لبنان حساسة ودقيقة للغاية، عسكريا وسياسيا، عشية العاصفة الاقليمية المتوقعة، حيث تحييد الساحة اللبنانية، واخراجها من المعادلة اساسي، اذ ترى مصادر مواكبة زيارة ويتكوف الى الدوحة، ان الاخير، كان حازما في كلامه، معتبرا ان «التسويف وتدوير الزوايا» الذي درج عليه المسؤولون اللبنانيون لم يعد ينفع، «فقطار المنطقة اقلع وعلى المسؤولين اللبنانيين حسم خياراتهم بعيدا عن الحجج والمبررات التي درجوا عليها لسنوات».
- عدم رضى واشنطن عن المسؤولين اللبنانيين، ما يمكن ان يتحول في القريب العاجل الى انسحاب اميركي كامل من التسوية التي انتجت اعادة تكوين السلطة.
- اعلانه ان تل ابيب تحظى بتغطية اميركية كاملة ، للبقاء في النقاط التي تحتلها، طالما ان بيروت تمتنع عن فتح حوار ومفاوضات مع اسرائيل لحل المسائل العالقة
- وتتابع المصادر بان المسؤول الاميركي توقف عند النقاط التالية:
- عدم رضى واشنطن عن المسؤولين اللبنانيين، ما يمكن ان يتحول في القريب العاجل الى انسحاب اميركي كامل من التسوية التي انتجت اعادة تكوين السلطة.
- اعلانه ان تل ابيب تحظى بتغطية اميركية كاملة ، للبقاء في النقاط التي تحتلها، طالما ان بيروت تمتنع عن فتح حوار ومفاوضات مع اسرائيل لحل المسائل العالقة.
- تاكيده ان الاعمار له شروطه السياسية، وان الرهان على احداث خرق، على هذا الصعيد، من خلال دول الخليج هو امر في غير محله.
تاكيد واشنطن لاول مرة عن اتجاهها لوقف المساعدات للجيش اللبناني، وهو ما قد يعرض السلم الاهلي للخطر. - تاكيده على ان القرار 1559 هو اساس في اي عملية، كما في تقييم مدى التزام لبنان بالخطة المرسومة.
-على بيروت ان تنجز ترسيم كافة حدودها البرية والبحرية، مع «اسرائيل» ومع سوريا.
اذن، الوضع حساس ومهلة الاسبوعين للرد على «اللغم» الاميركي، تضع البلاد في وضع خطير ومفتوح على كل الاحتمالات،وهو ما دفع بالرؤساء الثلاثة الى الاتفاق على عقد لقاء قبيل افطار بعبدا، لوضع رد مشترك، اذ بالتاكيد ستكون هناك مواقف اميركية اكثر خطورة وتشددا، وترجمة عملية للتهديدات، على ما تشير المصادر، التي اكدت ان على لبنان الرسمي ان ياخذ بجدية الموقف الاميركي
بصفته الرسمية الواضحة والمباشرة، في وقت ولحظة حساسة تمر بها المنطقة، وسط وضع هش يزنر الحدود اللبنانية كلها.
وختمت المصادر، بان لبنان امام مشكل مركب ، حيث سيستمر الاستقرار الهش الذي تعيشه البلاد لفترة لن تطول، في حال استمرت الولايات المتحدة
في منحاها التصاعدي من الضغوط، فنتيجة المخاض العسير، اما ان «يزمط «البلد ويباشر ورشة اعادة الاعمار والنهوض، واما سيكون على خط الزلازل والحروب في المنطقة، مع ما سيعنيه ذلك.
الديار
المتظاهرون يملؤون شوارع المدن التركية الكبرى
بعض ما جاء في مانشيت البناء:
الحدث الجديد الذي فاجأ المنطقة والعالم كان ما شهدته تركيا مع الحملة التي شنتها حكومة الرئيس رجب أردوغان على المعارضة التي يمثل حزب الشعب الجمهوري ومرشحه الرئاسي أكرم إمام اوغلو الذي جرى اعتقاله بتهم رشى وفساد وإرهاب مع مئة من مناصريه، ولم تتأخر الحركة الاحتجاجية على العملية عن الظهور بقوة تمثلت بآلاف المتظاهرين الذين ملأوا شوارع المدن التركية الكبرى، وسط حظر للتجول أعلن في اسطنبول، وحظر شمل وسائل التواصل الاجتماعي، بينما بدأت الاتصالات بين أحزاب المعارضة لتنظيم تحركات حاشدة يتوقع أن تشهدها المدن التركية اليوم مع دعوة حزب الشعب الجمهوري لأعضائه إلى الحضور الى مراكز الحزب في كل أنحاء تركيا العاشرة صباح اليوم لتنظيم التحركات الاحتجاجية. والأحداث التركية تأتي على خلفية انقسامات عميقة ممتدة إلى تاريخ بدء الحرب على غزة والاتهامات التي واجهت أردوغان بالخداع وتقديم الدعم لحكومة بنيامين نتنياهو اقتصادياً والإحجام عن إغلاق سفارة الاحتلال في أنقرة، وجاءت أحداث سورية ودخول الجماعات المسلحة المدعومة من حكومة أردوغان إلى دمشق وتسليمها الحكم فيها، مع ارتفاع صيحات العثمانية المتطرفة التي تصفها المعارضة بـ الفاشية الجديدة، لتنفجر الأوضاع مع مجازر الساحل السوري التي فوجئت الجماعات التركية العلوية بعدم اتخاذ حكومة أردوغان أي خطوة لوقفها، ما وضع العلوييين في تركيا في حالة تصادم مع الحكومة على خلفية اتهام الحكومة برعاية أعمال تطهير عرقي ضد الطائفة العلوية. وتتابع الأوساط الدولية ما يجري في تركيا باهتمام مع مواقف صدرت عن الاتحاد الأوروبي تصف ما جرى بالخطير والمثير للقلق.
البناء
مع دخول الجيش إلى حوش السيد علي في البقاع الشمالي… ساد التفاؤل…
بعض ما جاء في مانشيت البناء:
لبنانياً، مع دخول الجيش إلى بلدة حوش السيد علي في الشمال الشرقي للبقاع، ساد التفاؤل الأجواء بين الأهالي بعدما قام الجيش بالتصدّي للاعتداءات التي تعرّض لها أبناء البقاع من الجماعات المسلحة خلف الحدود، وكان للحدث البقاعي ترددات في الجنوب حيث يواصل الاحتلال اعتداءاته اليومية ويتمسك باحتلال أراضٍ لبنانيّة تزيد عن مساحة التلال الخمس، وسط موقف أميركيّ يقدم التغطية للاحتلال والعدوان ويدعو لبنان لقبول الدعوة للتفاوض السياسي، وتتحدّث أوساط جنوبية
عن تفاؤل بأن يقف الجيش اللبناني في الجنوب وقفة شبيهة بوقفته البقاعية، كترجمة لتحمله المسؤولية الحصرية لحمل السلاح في جنوب نهر الليطاني، وامتلاكه حق الدفاع عن النفس بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
البناء
آلية التعيينات الإدارية يفترض أن تسلك طريقها في مجلس الوزراء
بعض ما جاء في مانشيت اللواء:
قالت مصادر سياسية لـ«اللواء» أن آلية التعيينات الإدارية يفترض أن تسلك طريقها في مجلس الوزراء اليوم بعد ما اشبعت درسا ورأت أنه بمجرد إقرارها فإن هناك شروطا تتم مراعاتها قبل أن تكون الكلمة الفصل لمجلس الوزراء.
إلى ذلك تحدثت المصادر نفسها عن أن التطورات على الحدود مع سوريا وما جرى في منطقة حوش السيد علي قد يحضر في مجلس الوزراء حيث يتم التأكيد على دور القوى العسكرية الشرعية ومن غير المستبعد أن يتم التطرق إلى ما وجِّه للجيش من اتهامات بالتخوين لحظة دخوله المنطقة.
اللواء
واشنطن لا تمانع ان تعاود اسرائيل الحرب في لبنان
بعض ما جاء في مانشيت البناء:
كشف مصدر على صلة بالادارة الاميركية ان واشنطن لا تمانع ان تعاود اسرائيل الحرب في لبنان، عبر اجتياح بري واسع، يهدف الى تهجير شيعة الجنوب، في حال رفضوا الرضوخ لما يمكن وصفه بـ«سايكس – بيكو» جديد، وهو يعني معاهدات وتسولات مع اسرائيل للتنازل عن مساحات حدودية شاسعة جنوباً لصالح توسيع دولة الاحتلال.
وتحضر هذه الاوضاع الخطيرة وانعكاساتها على جدول اعمال مجلس الوزراء اليوم، والمخصص اصلاً لإعادة قراءة آلية التعيين في وظائف الدولة، ثم اقرارها بصورتها النهائية.
وكشف مصدر مطلع انه صرف النظر عن جلسة كانت متوقعة غداً، لتعيين حاكم لمصرف لبنان.
البناء
التشكيلات الدبلوماسية
بعض ما جاء في مانشيت اللواء:
تبقى التشكيلات والتعيينات الدبلوماسية موضع عناية وزير الخارجية يوسف رجّي الذي قال لـ «اللواء»: لا شيء بعد على صعيد التشكيلات الدبلوماسية ونحن نقوم بدرسها بالتنسيق مع الرئيسين جوزاف عون ونواف سلام على ما يجب ان نقوم به.
وحول معالجة الوضع مع سوريا قال الوزير رجّي: التنسيق قائم بين وزيري دفاع البلدين في هذا الموضوع، ونحن نعمل دوماً على متابعة الوضع وندرس الخطوات المقبلة، لكن الامر بحاجة الى بعض الوقت.
اللواء
الشرق الأوسط السعودية: عشرات القتلى والجرحى فجراً في سلسلة غارات إسرائيلية على قطاع غزة
الشرق الأوسط السعودية: غزة-
أعلن الدفاع المدني في غزة مقتل 44 فلسطينيا على الأقل وإصابة عشرات آخرين بجروح في غارات إسرائيلية استهدفت منازل في جنوب وشمال القطاع فجر الخميس.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل «استُشهد 20 مدنيا على الأقلّ وأصيب عشرات آخرون بجروح في غارات جوية إسرائيلية استهدفت ستة منازل شرق خان يونس في جنوب قطاع غزة فجر الخميس». وأفادت مصادر محلية بأن هناك عددا من المفقودين تحت ركام المنازل التي استهدفها القصف في خان يونس.
كما شن الطيران الإسرائيلي غارات على منطقة بيت لاهيا شمال القطاع، حيث أفادت وزارة الصحة في غزة عن «سقوط 24 شهيداً وعشرات الجرحى في قصف الاحتلال بيت عزاء في منطقة السلاطين في بيت لاهيا». وهربا من القصف الإسرائيلي الدامي في شمال القطاع الفلسطيني، استأنفت عائلات رحلة النزوح التي تكررت عدة مرات أثناء الحرب، حاملة معها بعض الأغراض.
الشرق الأوسط
الشرق الأوسط السعودية: اعتقال عمدة إسطنبول يفجّر أزمة سياسية في تركيا
الشرق الأوسط السعودية: أنقرة-
فجّر اعتقال السلطات التركية رئيس بلدية إسطنبول المعارض، أكرم إمام أوغلو، أزمة سياسية في تركيا، ووُصف بأنه محاولة «انقلاب على الديمقراطية» سيُخلّف تداعيات ثقيلة على دولة القانون، واستقلال القضاء، وأداء الاقتصاد.
واعتُقل إمام أوغلو، الذي يُعدّ أبرز منافسي الرئيس التركي رجب طيب إردوغان على رئاسة تركيا، في مداهمة على منزله في إسطنبول فجر أمس (الأربعاء). وجاء توقيفه بعد ساعات من إعلان جامعة إسطنبول إلغاء شهادته الجامعية الحاصل عليها من الجامعة.
وتسبّب اعتقال إمام أوغلو في تداعيات حادّة على الاقتصاد التركي، وأدّى إلى انهيار غير مسبوق لليرة التركية التي فقدت 12 في المائة من قيمتها أمام الدولار.
الشرق الأوسط
الأنباء الكويتية: لهذا السبب فتحت الجبهة على الحدود الشمالية في البقاع
الأنباء الكويتية: لا تستبعد المصادر المطلعة ان يكون فتح الجبهة على الحدود الشمالية في البقاع، يأتي ضمن تصعيد الضغط على لبنان لاتخاذ القرار الصعب، خصوصا ان النظام الجديد في سورية لا يقدم على أي رد فعل على التوسع الإسرائيلي والغارات التي شملت مختلف المناطق السورية، بعدما اقتطع الاحتلال الإسرائيلي مساحات واسعة من الأرض، وهدد بإشعال فتنة طائفية في الجنوب السوري بعد المعارك الشرسة بين النظام الجديد ومجموعات مناوئة على الساحل الشمالي.
الأنباء
دخول نحو 60 آلية للجيش إلى حوش السيد علي
بعض ما جاء في مانشيت الجمهورية:
على الجبهة الشمالية الشرقية يسود هدوء حذر، بعد دخول وحدات من الجيش اللبناني إلى بلدة حوش السيد علي بعد انسحاب المسلحين السوريِّين، حيث سُجِّل دخول نحو 60 آلية للجيش الذي استحدث مجموعة من النقاط العسكرية والأمنية داخل البلدة.
الجمهورية
الجمهورية: حزب الله إسرائيل لا تحتاج إلى ذريعة للقيام بأي عدوان
بعض ما جاء في مانشيت الجمهورية:
جاء تأكيد مطلعين على أجواء «حزب الله» في الثنائي، رداً على سؤال لـ«الجمهورية»، بأنّ «إسرائيل لا تحتاج إلى ذريعة للقيام بأي عدوان» إلّا أنه قلّل من احتمال تمدّد التصعيد الإسرائيلي من غزة إلى لبنان، فالحزب لا يبدو أنّه في وارد الإنجرار إلى التصعيد، وقراره ألّا يتجاوز الدولة اللبنانية التي هي المسؤولة وأخذت على عاتقها التحرّك السياسي والديبلوماسي.
وأمّا الأهم فهو أنّ «إسرائيل التي تبدو وكأنّها تتحرّك بكامل حرّيتها في غزة برعاية مباشرة من الولايات المتحدة، قد لا تتمكن من ذلك على جبهة لبنان، خصوصاً أنّ «حزب الله» ما زال يملك من القدرات من حيث القدرة والتأثير من النوع الذي يُهدِّد العمق الإسرائيلي».
الجمهورية
الأسابيع المقبلة شديدة الخطورة.. ضغوط واغتيالات!
الجمهورية:جوني منير-
التهبت المنطقة فجأة من اليمن إلى غزة، وارتفع مستوى الحماوة في لبنان. وبخلاف أيام إدارة جو بايدن، فإنّ إدارة دونالد ترامب أعلنت بدء حملة جوية قاسية على الحوثيين بهدف تدمير إمكاناتهم الهجومية، وجاهرت بدعمها المباشر لتجديد إسرائيل حربها على غزة. ولكي لا نخطئ في حساباتنا، فإنّ بدء «حملة الضغوط القصوى» تتزامن مع ظروف دولية تعتقد الإدارة الأميركية أنّها مؤاتية في حملتها التي تستهدف إيران.
فالعلاقات الأميركية ـ الروسية دخلت فعلياً وعملياً في مرحلة جديدة. والاتصال الطويل بين الرئيسين الأميركي والروسي، والذي دام نحو ساعتين ونصف ساعة، يوحي بأنّه لم يقتصر على الوضع الأوكراني فقط، بل إنّه طاول الوضع الأوروبي والمطالب العسكرية والأمنية والاقتصادية الروسية، إضافة إلى وضع إيران والشرق الأوسط. وبعد الاتصال ظهرت إشارات إيجابية من واشنطن وموسكو على حدّ سواء. وتزامن ذلك مع تسريبات أميركية حول نية واشنطن التنازل عن رئاسة حلف «الناتو». وهو ما يدفع إلى الاستنتاج بوجود «صفقة» كبرى بدأت بوادرها بالظهور. وتكفي الإشارة إلى تفاؤل ترامب وبوتين باحتمال حصول تعاون اقتصادي بين بلديهما في حال تحقق السلام. وتُعتبر هذه
النقطة مكسباً ثميناً للاقتصاد الروسي الذي رزح منذ بدء هجوم الجيش الروسي على أوكرانيا تحت وطأة العقوبات الأميركية والأوروبية، إضافة إلى افتقاده للأسواق الأوروبية أمام صادراته من الغاز، وهو ما حرمه من مردود مالي مهمّ.
ويؤشر ذلك إلى استعجال ترامب في ترتيب الساحة الدولية للتفرّغ لتطبيق خطة احتواء التمدّد الصيني. ويتزامن ذلك مع مواصلة الجيش الأميركي تدريباته العسكرية الواسعة النطاق في المحيط الهادئ، وهي المنطقة الأكثر حساسية وأهمية لمواجهة النفوذ الصيني. وتشمل مناورات «درع الحرّية 25» إشراك طائرات مقاتلة من نوع «الشبح»، أي تلك التي لا تستطيع الرادارات رصدها، إضافة إلى طائرات مقاتلة من الجيل الرابع.
ولكن ترامب يدرك جيداً أنّ إغلاق، أو على الأقل السيطرة والتحكّم بلهيب الحرب الأوكرانية، لا يكفي للتفرّغ للمواجهة مع الصين. فهنالك لهيب الشرق الأوسط، والمقصود هنا تحديداً الواقع الإيراني والذي يشكّل ثغرة كبيرة في الخطة
الأميركية لمحاصرة التمدّد الصيني. فعدا الحاجة إلى إغلاق كل ثغرات الشرق الأوسط لمنع نفاذ الصين من خلالها، هنالك ما يتعلق بالواردات النفطية الإيرانية إلى الأسواق الصينية، والتي تحتاجها بشدّة القطاعات الصناعية الصينية.
وإذا كان التواصل المباشر بين البيت الأبيض والكرملين يوحي بمقايضات وتفاهمات ستطاول الواقع الإيراني بطريقة أو بأخرى وسيدفع بها لخسارة سند دولي مهمّ، فثمة مؤشرات أخرى على المستوى الإقليمي قد لا تكون في مصلحة طهران. فالإعلان في تركيا عن اعتقال رئيس بلدية اسطنبول أكرم إمام أوغلو إنما يعطي دلالات أبعد من الساحة التركية. ذلك أنّ نجاح الرئيس التركي أردوغان في إبعاد منافسه الرئاسي الأقوى ما كان ليحصل بهذا الهدوء لولا اطمئنانه إلى أنّه لن يواجه حملة دولية ضدّه. وهو ما يعني بشكل من الأشكال وجود تفاهمات وأدوار تمّ إيكالها إلى تركيا ستمنع حصول «عاصفة» إنتقادات ضدّه. ولا حاجة إلى جهد كبير للإشارة إلى الدور الجديد الذي باشرته تركيا في سوريا والمنطقة، والذي يرتكز على معادلة جديدة لا تقوم فقط على مبدأ التوازن مع النفوذ الإيراني بل أيضاً على مبدأ حائط الصدّ له.
وثمة مؤشر إضافي له دلالاته البعيدة. فمطلع الأسبوع المقبل ستوقّع إسرائيل مع أذربيجان إتفاقية تسمح بالتنقيب عن الغاز الطبيعي في الساحل الإسرائيلي. والعلاقة التي نجحت إسرائيل في ترسيخها مع أذربيجان أو الجار المزعج لإيران، أنتجت بناء مقر إستخباراتي إسرائيلي عند منطقة قريبة من الحدود مع إيران، وحيث جرى تجهيزها بأحدث معدات الرصد والتجسس. وقيل إنّ معظم العمليات الأمنية التي نفّذتها إسرائيل على الأراضي الإيرانية ساهمت فيها هذه القاعدة الإسرائيلية. مع الإشارة إلى الحساسية المطلقة للعلاقة بين إيران وأذربيجان بسبب وجود ما نسبته 20% من التركيبة السكانية الإيرانية من أصول آذرية.
كل تلك المؤشرات قد تكون شجعت إدارة ترامب على بدء مرحلة الضغوط القصوى لترويض إيران ودفعها للموافقة على التفاوض مع واشنطن وفق الشروط التي باتت معروفة: الملف النووي، وتحديد مدى الصواريخ البالستية والفرط صوتية، والانسحاب من الساحات المعروفة بساحات نفوذ إيران في المنطقة.
ووفق أوساط ديبلوماسية عربية، فإنّ الرسالة الأميركية التي حملها الموفد الإماراتي إلى طهران مفادها أنّه، إما الموافقة على المطالب الأميركية عن طريق المفاوضات أو عن طريق القوة.
ولذلك لا بدّ من الإقرار بوجود رابط واضح بين التصعيد ضدّ الحوثيين وبين استعادة
نتنياهو لمسار الحرب المدمّرة على غزة، وأيضاً لتصاعد التوتر في لبنان جنوباً وبقاعاً. والرابط هنا ليس بالتوقيت فقط بل أيضاً بالأهداف. صحيح أنّ المطلوب في اليمن إزالة قدرة الحوثيين على تهديد الممرات البحرية، لكن الهدف الأساس هو النفوذ الإقليمي الإيراني. وصحيح أنّ نتنياهو يريد استئناف الحرب على غزة لتحقيق مشروع اليمين الإسرائيلي والقاضي بتهحير الفلسطينيين من أرضهم، لكن المطلوب أيضاً إنهاء النفوذ الإيراني في الساحة الفلسطينية. ولا شك في أنّ لنتنياهو أسبابه الداخلية أيضاً، لذلك استبق استئناف حربه بإعلانه إقالة رئيس جهاز «الشاباك» المناهض له، في سابقة في الحياة السياسية الإسرائيلية، وهو ألغى أيضاً شهادته في محاكمة الفساد المتهم
به، واستعاد في الوقت نفسه مشاركة اليمين المتطرف في حكومته، ما جعلها أكثر تحصيناً. هو استغل اللحظة التي يريدها ترامب لتحقيق نقاط عدة. لكن العنوان الأميركي العريض يبقى في تقليم أظافر إيران الإقليمية. لذلك هنالك من يتوقع أن تتدرج الحملة العسكرية الإسرائيلية صعوداً في موازاة تدرج الحملة الجوية الأميركية ضدّ الحوثيين. ولا يستبعد المراقبون أن تتطور الحرب الإسرائيلية لتصبح هجوماً برياً، خصوصاً انّ إسرائيل طلبت إخلاء المناطق السكنية المجاورة لحدود قطاع غزة معلنة إياها «ساحة حرب»، مثل رفح وخان يونس ومدينة غزة وغيرها.
أما في لبنان، فعدا «حرب الإغتيالات» التي تستمر فيها طائرات «الدرون» الإسرائيلية وسط التمنع عن الإنسحاب من الجنوب، هنالك جبهة أخرى اشتعلت عند الحدود اللبنانية ـ السورية في الهرمل. وقد تكون أعمال التهريب هي التي أشعلت فتيل المواجهات الأخيرة، لكن استثمارها جاء كبيراً وبخلفيات أبعد، وسط همسات حول وجود تشجيع خارجي لها. وقيل إنّ الهدف هو إقفال مسارب التهريب الموجودة في المنطقة، والتي تمّ بناؤها خلال المراحل السابقة ولا تزال تعمل ولو بوتيرة أضعف، لتأمين الترابط بين «حزب الله» وإيران بأشكال صعبة. من هنا يمكن تفسير الردّ الإيراني الرسمي تعليقاً على الإشتباكات
التي دارت، خصوصاً أنّ الحل المنطقي المطروح هو أن يمسك الجيش اللبناني بالحدود والمسارب، وأن يضبط الوضع ويمنع أي احتكاكات أو اشتباكات يمكن أن تتطور وتنزلق في اتجاهات دراماتيكية، كون اللعبة هنا لها علاقة بالنزاع الكبير في المنطقة.
ومكمن القلق لا يقف عند حدود ما أعلنه ترامب من أنّ الحملة على الحوثيين وبالتالي «التصعيد الأقصى» سيستمر لأسابيع عدة وغير محددة. فالقلق هو من احتمال تطور الضغوط لتأخذ أشكالاً أمنية في حال لم يؤدِ الواقع العسكري المطلوب منه. وتهمس الأوساط الديبلوماسية بوجود اقتناع داخل الإدارة الأميركية بأنّ الحرب الأمنية التي اعتمدتها إسرائيل، والمقصود هنا حرب الإغتيالات، قد أدّت إلى النتائج المطلوبة. فمن جهة اغتيال قادة «حزب الله» في لبنان، ومن جهة أخرى حملة الاغتيالات والتصفيات الإيرانية في سوريا، وكذلك تلك التي طاولت قادة وزعماء حركة «حماس» والتي جاءت ذروتها مع اغتيال زعيم حركة «حماس» اسماعيل هنية خلال وجوده في طهران. ويعتبر أصحاب هذا التوجّه أنّ استهداف جيل القادة مجدداً أنّ في لبنان أو في إيران أو اليمن أو غزة قد يؤدي إلى قلب المعادلة نهائياً
في المنطقة. وهنا مكمن الخطورة، خصوصاً أنّ هؤلاء يعتبرون أنّ نجاح ترامب في اغتيال الجنرال الإيراني وباني استراتيجية محور المقاومة قاسم سليماني أدّى إلى توجيه ضربة قوية لهذا المشروع يومها. أضف إلى ذلك، إنّ الظروف الدولية وحتى الإقليمية تسمح بالذهاب في هذا الإتجاه
واستطراداً، فإنّ الأسابيع المقبلة تبدو شديدة الخطورة، خصوصاً مع وجود اقتناع بأنّ الاغتيالات الكبيرة قادرة على تحقيق واقع جديد من دون الدخول في أتون الفوضى التي لا تجيد واشنطن إدارتها عادة. إلّا إذا إنقلب السحر على الساحر، ونجح طرف ما في اغتيال الرئيس السوري أحمد الشرع وسط انقسامات عميقة لا تزال تعيشها الساحة السورية ولم تستطع الإدارة السورية ضبطها وتنظيمها. عندها تصبح الحسابات مختلفة من دون شك.
الجمهورية