
يوم القدس العالمي: يومٌ أبعد من حدود الدول الإسلامية
يوم القدس العالمي هو مناسبة أطلقها الإمام الخميني تضامنًا مع القضية الفلسطينية ورفضًا للاحتلال الإسرائيلي. ويُحيي المسلمون وأحرار العالم هذا اليوم سنويًا ليؤكدوا دعمهم لنضال الشعب الفلسطيني في مواجهة القمع والعدوان الإسرائيلي، سواء في الأراضي المحتلة أو في قطاع غزة المحاصر.
يومٌ للمستضعفين في وجه المستكبرين
يوم القدس ليس مجرد يومٍ لفلسطين وحدها، بل هو يومٌ عالميٌ يرمز إلى مواجهة المظلومين للمستكبرين. إنه يومٌ ترتفع فيه أصوات الشعوب التي عانت من سياسات الاستعمار والاستبداد، يومٌ تُعلَن فيه المواجهة بين الحق والباطل، حيث يقف المظلومون بكل شجاعة في وجه قوى الاستكبار التي سلبت حقوقهم لعقود.
يوم الإسلام ووحدة الأمة
ليس يوم القدس مجرد مناسبة للتضامن مع فلسطين فحسب، بل هو يومٌ يُجسّد هوية الأمة الإسلامية ويؤكد على وحدة المسلمين في وجه المؤامرات التي تسعى لتفتيتهم. إنه اليوم الذي يجب أن تتجدد فيه العزائم وترتفع فيه راية الأمة ضد الهيمنة الأجنبية والتدخلات التي تستهدف استقلالها وسيادتها. على الأمة الإسلامية أن تكون على قدر المسؤولية، فتقف صفًا واحدًا أمام المشاريع التي تحاول فرض واقع جديد يخدم الاحتلال الإسرائيلي ويكرّس الضعف والانقسام داخل الأمة.
واجب دعم المقاومة بكل السبل
إن دعم الشعب الفلسطيني المقاوم ليس مجرد تعاطف أو تضامن، بل هو واجب ديني وأخلاقي يقع على عاتق كل مسلم وكل إنسان حر. من الضروري تقديم كل أشكال الدعم للمجاهدين في فلسطين، سواء بالدعم المادي أو السياسي أو الإعلامي، لأن معركتهم ليست معركتهم وحدهم، بل هي معركة الأمة جمعاء في وجه الاحتلال والظلم.
يوم القدس هو يوم حياة الإسلام
يوم القدس هو نداءٌ لكل الشعوب المسلمة بأن تستفيق من غفلتها وألا تسمح للمؤامرات بأن تمحو القضية الفلسطينية من وجدانها. لقد حاولت القوى الاستعمارية دفع المسلمين إلى نسيان فلسطين عبر الحروب والفتن والانقسامات، لكن القضية لا تزال حيّة في ضمير الأمة. وإذا لم تتحمل الأمة مسؤولياتها، فإن الأيام القادمة ستكون أكثر سوادًا، ولن تقتصر تداعيات الاحتلال على فلسطين وحدها، بل ستمتد إلى كل الدول الإسلامية.
القدس كانت وستبقى قلب الأمة الإسلامية
القدس هي القبلة الأولى للمسلمين، وهي جوهرة الأمة الإسلامية التي لا يمكن التفريط بها أو مقايضتها بأي مشروع سياسي. كل شبرٍ من أرض فلسطين هو حقٌ خالصٌ لشعبها وأمتها، ولا يملك أحدٌ الحق في التنازل عنه أو بيعه تحت أي ذريعة. على الفلسطينيين أن يواصلوا مقاومتهم بكل الوسائل الممكنة، وعلى الأمة أن تساندهم بكل ما تملك حتى تتحرر الأرض من الاحتلال.
إسرائيل كيانٌ مغتصب وزائل لا محالة
إسرائيل كيانٌ استيطاني غاصب لا مكان له في المنطقة، ولن يكون له مستقبل مهما حاول الاحتلال فرضه بالقوة. لا يمكن أن يكون هناك حل حقيقي للقضية الفلسطينية إلا بزوال هذا الكيان الاستعماري وعودة الأرض إلى أصحابها الحقيقيين. إن الذين يراهنون على التسويات السياسية والمفاوضات العبثية إنما يخدعون أنفسهم، فالتاريخ أثبت أن الحقوق لا تُستعاد إلا بالمقاومة، وأن المحتل لا يفهم إلا لغة القوة والصمود.
فلسطين ليست قضية الفلسطينيين وحدهم
القضية الفلسطينية ليست قضية محلية تخص الفلسطينيين فقط، بل هي قضية الأمة الإسلامية وأحرار العالم أجمع. إن التخاذل عن دعم فلسطين اليوم هو تخاذل عن المبادئ والقيم التي يؤمن بها كل إنسان حر، والتخلي عنها يعني السماح بتمدد الاحتلال والاستعمار ليصل إلى كل الدول الإسلامية والعربية.
إن يوم القدس هو أكثر من مجرد مناسبة سنوية، إنه ميثاق شرف للأمة بأن تبقى القضية الفلسطينية حيةً في وجدانها، وأن لا تسمح للمحتل بفرض رؤيته وسياساته الاستعمارية. إنه يومٌ يُعيد التأكيد على أن القدس وفلسطين لن تكونا إلا لأصحابهما الشرعيين، وأن الاحتلال إلى زوال مهما طال الزمن.