اخبار ومتفرقاتالسياسيةجبيلجبيل المدينةجبيليات وكسروانيات

المؤسسة الخيرية الإسلامية لأبناء جبيل وكسروان تقيم إفطارًا جامعًا هدفه التأكيد على اللحمة الوطنية التي تحفظ كيان الوطن.

في مساءٍ رمضاني مميز، وبمشاركة واسعة من مختلف أطياف المجتمع اللبناني، أُقيم حفل الإفطار السنوي الذي نظمته المؤسسة الخيرية الإسلامية لأبناء جبيل وكسروان بالتعاون مع لجنة الحوار الإسلامي المسيحي تحت عنوان “الصوم وبناء القيم الوطنية والإنسانية” . وقد شهد هذا الحدث الذي اقيم في “قاعة مدرسة رسول المحبة – المبرات – جبيل” حضوراً لافتاً من شخصيات دينية، سياسية، إعلامية، وثقافية، إضافة إلى ممثلين عن البلديات والنخب الاجتماعية في منطقة جبيل وكسروان.

وتجمع الحضور على طاولة واحدة، مسلمون ومسيحيون، في جو من التآخي والمحبة يعكس روح الوحدة الوطنية والتآلف بين مختلف فئات المجتمع اللبناني. بدأ الحفل بتلاوة عطرة من القرآن الكريم، ثم النشيد الوطني اللبناني، تلتها كلمات من عدد من الشخصيات البارزة التي قدمت رؤاها حول أهمية الصوم في بناء القيم الإنسانية والوطنية، في مقدمتهم المطران ميشال عون، مفتي محافظة كسروان والفتوح وجبيل الشيخ عبد الأمير شمس الدين، مفتي جبيل الشيخ غسان اللقيس، والمطران موسى سلوان ممثلًا بالأب بولس جبور، إضافة إلى كلمة رئيس المؤسسة الخيرية الإسلامية لأبناء جبيل وكسروان سماحة الشيخ محمد عمرو.

هذه الفعالية كانت بمثابة رسالة قوية من الوحدة والتضامن، حيث قدم الحضور رؤى عميقة حول أهمية تعزيز الحوار بين الأديان والطوائف، وترسيخ القيم الإنسانية التي تساهم في بناء لبنان القوي والمستقر.

وقد شارك الافطار السادة النواب، رائد برو، سيمون ابي رميا، النائب السابق الدكتور وليد الخوري، القائمقام نتالي مرعي الخوري، الشيخ القاضي يوسف عمرو الأباتي طنوس نعمة، الشيخ جمال كنعان، الشيخ محمد حيدر، الشيخ حسين شمص، الشيخ محمود عمرو، الاستاذ علي خير الدين، الحاج محمد صالح، رئيس بلدية جبيل المهندس وسام زعرور، رئيس بلدية بلاط عبدو عتيق ، رئيس بلدية المعيصرة زهير عمرو، مديرة مركز الصليب الاحمر رندا كلاب،  الدكتور جوزيف الشامي، السيد احمد مشرف، المحامي فراس الحسيني، الاعلامي ناجي امهز، الاستاذ ربيع عواد، د. ربيع حيدر، الدكتور بسام الهاشم، الدكتور معاذ شعبان، الشيخ محمد الزعبي، الشيخ فراس السنكري، المحامي شربل لطيف، المهندس جهاد حيدر، الاستاذ محمد سليم، الاستاذ ميشال شاهين، الاعلامي فوزي عساكر، المحامية رولا ايليا، ريتا بشارة، الدكتور بيار ادة، رئيس بلدية عنايا وكفربعال بطرس طانيوس عبود، الدكتور عماد فغالي، الدكتور حسن حيدر، الدكتور حكمت الحاج، الدكتورة فاتن الحاج حسن، الحاج حسن المقداد،  الدكتور سمير عبد الساترـ الدكتور جرجس هاشم ، السادة روبير زعرور، طلال زين الدين، وجيه حيدر، وليد حيدر، جمال حيدر، نجيب حيدر، فادي حيدر،

قدّم برنامج الإفطار رئيس منتدى الشعر والثقافة الشاعر جورج لطيف، الذي رحّب بالحضور بكلمات مؤثرة، ثم ألقى قصيدة شعرية مستوحاة من روح المناسبة.

بعد ذلك، قدّم لطيف الشخصيات البارزة التي ألقت كلماتها خلال الحفل، يتقدمهم راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، الذين شددوا على أهمية الصوم في ترسيخ القيم الوطنية والإنسانية، وتعزيز ثقافة الحوار والتسامح بين مختلف مكونات المجتمع اللبناني.

المطران ميشال عون: الصوم طريق لبناء وطن موحد قائم على القيم

في كلمته خلال الإفطار  شدّد راعي أبرشية جبيل للموارنة، المطران ميشال عون، على أن هذا الإفطار يجسد صورة لبنان الذي نطمح إلى تحقيقه، لبنان الموحد في محبته وقيمه، وطن يسع جميع أبنائه ويضمن لهم حقوقهم ويحفزهم على أداء واجباتهم.

وأكد المطران عون: “الهدف الذي نسعى إليه هو بناء مواطنة حقيقية، حيث نتجرد من كل الفوارق ونعتمد على لبنان أولًا، فلكي يحصل الفرد على حقوقه، عليه أن يؤدي واجباته ويقدم التضحيات اللازمة.”

وأشار انه من خلال هذا اللقاء نتطلع أن يكون فرصة للاحتفال بالقيم الروحية والإنسانية ، وعندما يطيع الإنسان الله، فإنه يضعه أولاً، وبالتالي يستطيع أن يرى أخاه الإنسان ويخدمه.

وتابع المطران عون قائلاً: “الصوم هو مدرسة حقيقية للقيم، حيث يقوم الإنسان بترويض نفسه وأفكاره ليمتلك القيم التي تعزز إنسانيته ووطنيته.”

في الختام، تمنى المطران عون أن يكون صوم هذا العام مناسبة لاكتساب غنى الرب، وأن يكون حافزًا للمحبة والعمل من أجل بناء الوطن وتحقيق السلام بين الجميع.

المفتي الشيخ عبد الأمير شمس الدين: الصوم وسيلة لتزكية النفس وبناء الدولة على أسس متينة

أكد المفتي الشيخ عبد الأمير شمس الدين أن الفساد الذي يبتلى به المجتمع يعود إلى أسباب أخلاقية ومعنوية، وأن المعالجة يجب أن تكون على نفس الأساس، من خلال التوجيه التربوي والنفسي والإيماني. وأشار إلى أن معرفة الله تعالى تشكل قاعدة أساسية للتوجيه في مواجهة الانحراف والضلال.

وأوضح المفتي شمس الدين أن العبادات، ومن بينها الصوم، تعتبر من أهم وسائل تزكية النفس وتنمية عناصر الخير فيها، مما يبعدها عن مكائد الشيطان. وأشار إلى خطبة الرسول (ص) التي ذكر فيها أهمية شهر رمضان في تعزيز الرحمة والبركة، ودعا المسلمين إلى استغلال هذا الشهر في العبادة، التوبة، والقيام بالأعمال الصالحة.

وأشار أيضًا إلى أهمية الاهتمام بالفقراء والمساكين في ظل الأزمات الحالية التي يمر بها لبنان، ودعا إلى بناء الدولة على أسس متينة من المواطنة والمساواة، معتبراً أن أولى خطوات بناء القوة هي تحرير الأرض وإعادة الإعمار.

كما شدد على ضرورة الدعوة إلى طاولة الحوار بين اللبنانيين، والخروج باستراتيجية دفاعية في أقرب وقت، مؤكداً أن لبنان لم يُهزم والعدو لم ينتصر حتى يفرض علينا شروط الهزيمة والاستسلام.

======

الصوم كمسار لبناء القيم الوطنية والإنسانية – الأب بولس جبور

أكد الإيكونوموس بولس جبور ، أن الصوم ليس مجرد امتناع عن الطعام، بل هو مسيرة حب واتحاد مع الله، تهدف إلى ضبط النفس وتحرير الإنسان من أهوائه وسلبياته. واستشهد بآيات من سفر أشعيا ويوئيل، مشيرًا إلى أن الصوم الحقيقي يتجلى في تحقيق العدالة، مساعدة المحتاجين، وإطلاق المسحوقين أحرارًا.

وأوضح جبور أن الإقامة في وطن واحد لا تكفي لبناء المواطنة، بل يجب التحرر من الفردانية والتبعية العمياء، مؤكدًا أن الوطنية قناعة والمناقب روحية المصدر. وأضاف أن الرجوع إلى الله بالصلاة والصوم والدموع يعزز المحبة غير المشروطة بين الناس، ويدفعهم إلى خدمة الخير العام بعيدًا عن الخصومات والنزاعات.

وختم كلمته بدعوة الجميع إلى العمل معًا بروح الأخوة والتسامح، مشددًا على أن خلاص الفرد مرتبط بخلاص المجتمع، وأن القانون هو الضامن للعدالة والمساواة بين الجميع.

======

كلمة الشيخ محمد عمرو: دعوة للوحدة والمقاومة في وجه التحديات

ألقى سماحة الشيخ محمد عمرو، رئيس المؤسسة الخيرية الإسلامية لأبناء جبيل وكسروان، كلمة شاملة أمام شخصيات دينية وسياسية بارزة، من بينهم راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، ومفتي جبيل وكسروان الشيخ عبد الأمير شمس الدين، والمطران موسى سلوان ممثلًا بالأب بولس جبور، إضافة إلى نواب ومسؤولين رسميين.

تناول الشيخ عمرو في كلمته مفهوم الصوم باعتباره فعل ارادة يمنح القدرة على الصبر والتحمل والمواجهة، مؤكدًا أن الإرادة القوية هي السبيل لمجابهة التحديات. كما شدد على أهمية مقاومة الشر، سواء أكان عبر الشيطان ومغرياته، أو من خلال الطغاة والمفسدين الذين يعتدون على حقوق الشعوب.

وأشار إلى محاولات قريش إغراء النبي محمد (ص) بالسلطة والمال لثنيه عن دعوته، إلا أن ثباته على المبادئ جعله يرفض تلك العروض، معتبرًا أن الدين هو طريق العدالة والمساواة. كما تطرق إلى سيرة السيد المسيح (ع) الذي لم يكتفِ بالدعوة السلمية، بل واجه الظلم والفساد، مما أدى إلى اضطهاده ومحاولات القضاء عليه.

وانتقل الشيخ عمرو إلى الواقع السياسي الراهن، متحدثًا عن السياسات العالمية القائمة على فرض السيطرة والهيمنة، مشيرًا إلى ممارسات الإدارة الأميركية الحالية ودعمها لتوسّع الكيان الصهيوني على حساب الدول المستقلة، ومن بينها لبنان.

وقد وضح الشيخ عمرو: بان ترامب المتسلط  ينظر  إلى خريطة الكيان الصهيوني، ويقول إن دولة إسرائيل صغيرة ويجب أن تتوسع؟

تتوسع إلى أين؟

إلى دول مستقلة باعتراف الأمم المتحدة والعالم؟

إلى أراضٍ مملوكة لدول حسب القانون الدولي؟

وعلى حساب من سيكون هذا التوسع والتمدد الإسرائيلي الذي يمنحه ترامب؟ هل سيكون على حساب أمريكا أو أوروبا؟ أم أنه على حساب سوريا، وهذا ما نراه يحصل، وعلى حساب مصر والأردن، وعلى حساب لبنان؟

نعم، لبنان!

فهو حلمهم التاريخي التلمودي، وهم يعتقدون أن لبنان لهم، وكتاباتهم تدل على ذلك، وجماعة الآثار لديهم تعمل على إيجاد أدلة تاريخية.

هم لن يكتفوا بجنوب الليطاني، ولا بشماله، ولا بنهر الأولي، هذا ديدنهم.

ثم إن لبنان بلد يتمتع بموقع جيوسياسي واقتصادي وسياحي هو الأهم، وأقرب نقطة وصل بين غرب آسيا وأوروبا وإفريقيا.

هل نعتقد حقًّا أن الأميركي سيحمينا، وهو الراعي الرسمي لكل ما تقوم به إسرائيل؟

هل نعتقد أن الدول الحليفة لأميركا، التي ترتجف حاليًا أمامه وتنصاع له، ستحمي لبنان؟

قليل من التفكر والتعقل والتروي، وسنرى الحقيقة التي يريد الشيطان وأتباعه أن يغيروها إلى أوهام.

نحتاج في بلدنا الصغير، لبنان:

أولًا: إلى وحدتنا الداخلية، وتماسكنا بين السلطة والشعب، بجميع مقوماته وطوائفه وأحزابه، دون استثناء.

ثانيًا: إلى التمسك بقوة لبنان، وقوته تكمن في جيشه ومقاومته، والاستراتيجية الدفاعية لحماية الوطن كل الوطن، برًّا وبحرًا وجوًّا.

واختتم كلمته بالتأكيد على أن قوة لبنان تكمن في وحدته الداخلية، وتمسكه بجيشه ومقاومته، مشددًا على ضرورة الاستراتيجية الدفاعية لحماية الوطن. كما دعا اللبنانيين إلى التحلي بالوعي لمواجهة المخططات التي تستهدف أرضهم وسيادتهم.

حمى الله لبنان وأهله.

زر الذهاب إلى الأعلى