اخبار ومتفرقات

صديقي رحمه الله.🌹

رحمة الله عليه كان إن حكى اي شخص امامه ان هناك من هو أكسل و اخمل منه يغضب كثيراً ويحقد على نفسه كيف باستطاعة احد في هذا العالم ان يكون له فلسفة مضادة للعمل وللمهمات وان يتقنّ اللاجهد احسن منه.
كان لا يعطي احدا موعدا كي لا يصبح اسيراً لوقت محدد،يفضّل ان تكون كل الأحداث مجرّد صدفة وان يكون وحده القابض على الاقدار يسيّرها يسارا ويمينا إلى الوراء والى الامام كيفما يرتاح بلا اي عناء او تعب.
كانت الصدفة وحدها تفسّر اختفائه وتشرح ظهوره.
لا عدوّ له لا في السياسة ولا في الدين ولا منافس له لا في العمل ولا في الحبّ ولا في سفر لا في سكن.
لا يعطي عنوانه لأحد ولا حتى رقم هاتفه المتحرك ولا الثابت كي لا يجده احد وكي لا يشعر ان هناك من يربطه في احتمالات المكان والزمان والاقتحام المباشر والمخطط له.
موجود وحاضر وخفيّ وغائب.
لطيفاً وخفيفاً كنسمة صيف،هوايته الضحك وزرع الابتسامة في وجه كل عابس ومهموم.
كان رحمة الله يدخل متجر البسة ليسأل البائعة إن كانوا يبيعون الكنافة ويدخل محل حلويات ليسألهم إن كان بالإمكان ان يجد عندهم زيت محرك لسيارته.
ولا سيارة عنده ولا يعرف ان يقود عربة ولا ان يمتطي حمارا او حصاناً.
يلتقيك بنكتة رائعة ويودّعك بنكتة عنك تضحكك.
عندما عرف اني سأتوجه إلى معرض الكتاب العربي سألني إن كان بإمكاني ان أخدمه بشراء كتاب يعلّم ويبرّر الكسل ليتفوّق عليه.
كان ان التقى بأي غريب يقرأ رسالة من اهله يقترب منه ويسأله بثقة إن ذكره اهله في الرسالة واوصوه به خيرا قبل أن يضحك الاثنان معاً.
صديقي رحمه الله كان يحسد العصافير على حريتها ،
صديقي اختار موته سقوطاً إلى الأعلى ساخراً من الانتحار و الحياة.
صديقي حسّان رحمه الله لم يتزوج ولم ينجب اولادا كي لا يتسبب بالاذية لاحد.

بقلم د.أحمد عياش 

المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي الموقع، شكرا على المتابعة. 

زر الذهاب إلى الأعلى