
عندما نتحدث عن العدو الإسرائيلي تلقائيا” يحضر في ذهننا اللا إنسانية ولا القيم الذين هم مدخل لأجرامه وخططه التوسعية ضاربا” عرض الحائط بجميع القرارات الدولية
لقد أستغل هذا العدو الحرب الأخيرة على لبنان واتفاق وقف إطلاق النار الذي لم يلتزم به ليتمدد أكثر فأكثر من الجنوب وصولا” لأعلى قمم جبل الشيخ.
لبنان يتحدث عن خمس نقاط مازال جيش العدو يحتفظ بها ولكن الواقع هو غير ذلك كليا” وكما ذكرت في مقالتي السابقة بأنه يوجد تسع نقاط من منطقة الوزاني الذي يمنع العدو توجه أحد إلى المنطقة السياحية لتفقد المنتزهات
إلى جزء من بلدة كفركلا والعديسة وعيتا الشعب
والأخطر هو ما قام به العدو من إقامة نقطة ثابتة في جبل التجلي وتحديدا” في (قصر شبيب على قمة جبل الشيخ
هذه النقطة الأستراتيجية التي أستولى عليها جيش العدو واحتلها لا يوجد فيها أي موقع للمقاومة ولا يوجد مراكز عسكرية ولذلك كان الهدف منها أولا” السيطرة على أعلى نقطة تشرف على لبنان وسورية وثانيا” لما تحويه هذه المنطقة الجغرافية في باطنها على أثارات تاريخية رومانية وبيزنطية
لذلك إن هذا العدو قد جعل من هذه المنطقة عسكرية ويمنع الأقتراب منها
وهذه المنطقة تعتبر مقصدا” سياحيا” دينيا” للطائفة المسيحية الكريمة فهي من الأماكن المقدسة والتي كان يقصدها المواطنين في رحلات تنظمها الأبرشية الأرثوذكسية والتي قامت بتعبيد الطريق الذي كانوا يسلكونه سيرا” على الأقدام بالتعاون مع بلدية راشيا الوادي التي قامت بعمل جبار لأيصال السيارات الرباعية الدفع لأقرب نقطة وبعد ذلك التوجه لمدة ثلاث ساعات سيرا” للوصول إلى قصر شبيب الذي يستريح على قمة جبل التجلي على أرتفاع 2814 مترا” عن سطح البحر وقد قامت الأبرشية برفع صليب ضخم من مخلفات الصواريخ التي أستخدمها العدو في سبعينيات القرن الماضي وتم أضاءته واليوم حطمه العدو ورفع مكانه العلم الإسرائيلي
ولكن المستغرب بعد هذا الأحتلال لأهم نقطة أستراتيجية لم نرى أي تحرك جَدي بشأن هذا الأعتداء في جبل (التجلي) وغيره من الأنتهاكات اليومية.
العدو الإسرائيلي الذي لا يميز بين أي طائفة بالنسبة له كل مَن هو غير إسرائيلي فهو عدوه وهذا ما نشاهده من مجازره بحق المدنيين والأطفال والقرى ودور العبادة التي قصف مساجدها وحسينياتها ودنس كنائسها كما فعل في دير ميماس قضاء مرجعيون بتدنيسه دير (الشهيد ماما) والذي قوبل بأستنكار كبير من جميع الأطراف السياسية والإجتماعية وعلى رأسهم راعي أبرشية صور وصيدا وتوابعهما سيادة المطران الياس كفوري الذي أصدر بيان أستنكر فيه هذا الأعتداء والذي قال فيه.
فوجئنا بجنود الصهاينة يسرحون ويمرحون في أرض ديرنا المقدس (دير الشهيد ماما في بلدة دير ميماس) وكانوا يسخرون من الطقوس المسيحية ويستهزؤون بمقدساتنا ويوجهون الإهانات لأبناء كنيستنا الذين يؤمنون بسر الزواج المقدس الذي باركه السيد يسوع المسيح في عرس قانا الجليل،هم يستهزؤون لأنهم لم يؤمنوا بالسيد المسيح الذي وصفهم بأولاد الأفاعي ولم يفهموا رسالته الإلهية
وأضاف بيان سيادته بالقول هؤلاء البرابرة لم يدركوا سمو وعمق الفكر المسيحي وعظمة الشهادة والشهداء في الكنيسة
وختم سيادة المطران بيانه بقول للسيد المسيح (ليس حُب أعظم من هذا أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبائه. مشبها الشهيد بحبة الحنطة التي تموت لتعطي الحياة… وأثناء كتابتي لهذه المقالة عن قصر شبيب في جبل الشيخ قمت بالأتصال بسيادة المطران الياس كفوري راعي أبرشية صور وصيدا وتوابعهما وسؤاله عن الموقف الكنسي تجاه ما قامت به إسرائيل من أحتلال لهذه النقطة المتميزة وما تمثل من قيمة روحية ودينية
فقال سيادة المطران معلقا”، بأن هذا العدو لا يعرف قيم دينية وروحية وهذا الأحتلال الجديد لجزء عزيز على لبنان ويمثل الكثير لنا هو مستنكر ومرفوض فهذه الأرض المقدسة هي جزء لا يتجزء من سيادة لبنان
ونحن مع الدولة في العمل لأسترجاع هذه المنطقة
وختم سيادة المطران حديثه بمناشدة الأمم المتحدة بالتحرك السريع والضغط على إسرائيل للأنسحاب من هذه المنطقة حتى يتسنى للمؤمنين من لبنان والدول العربية معاودة زيارة هذا المكان المقدس..
وبدورنا نوجه السؤال لجميع المعنيين في الدولة بالعمل لوضع حد لهذه الأنتهاكات العدوانية وتسليط الضوء على هذه الخروقات التي يقوم بها جيش العدو الإسرائيلي
بقلم الكاتب نضال عيسى
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي الموقع، شكرا على المتابعة.