
بسم الله الرحمن الرحيم
تعزية الشيخ محمد عمرو، بوفاة قداسة البابا فرنسيس
ببالغ الأسى، تلقينا نبأ وفاة قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، الذي ترك في قلوب اللبنانيين جميعًا، مسلمين ومسيحيين، أثرًا لا يُمحى من التقدير والمحبة، لما حمله من مواقف شجاعة وإنسانية تجاه لبنان، الوطن والرسالة.
اتقدّم بأحرّ مشاعر التعزية من إخوتنا في الكنيسة المارونية وسائر الكنائس الكاثوليكية في لبنان، ومن عموم الشعب اللبناني، برحيل قائد روحي قلّ نظيره في هذا العصر، رجل نذر نفسه للفقراء، وانحاز لقضايا الشعوب المنسية، ووضع لبنان في قلب صلاته ونداءاته.
لم ينسَ قداسته يومًا هذا الوطن، الذي قال عنه في أكثر من مناسبة:
” “لبنان هو رسالة حرية، وهو مثال على التعددية بين الشرق والغرب”
وإننا لن ننسى كيف كان صوته من بين الأصوات القليلة التي دافعت عن وحدة لبنان وسلمه الأهلي، وطالب المجتمع الدولي بعدم تركه يتداعى، وكيف رفع صلاته مرارًا لأجل نهوضه من تحت الرماد.
لقد آمن البابا فرنسيس أن لبنان هو المختبر الحقيقي للتعايش، وأنه رغم جراحه، لا يزال يحتضن الأمل، بفضل أهله من جميع الطوائف، الذين اختاروا رغم المحن أن يبقوا شركاء في العيش والكرامة والمصير.
إن رحيل قداسته لا يُمثّل خسارة للمسيحيين وحدهم، بل هو خسارة لنا جميعًا، في لبنان، البلد الذي أحبّه، ودعا للحفاظ على نسيجه وخصوصيته وتنوعه. ونحن نُجدد من موقعنا الدعوة إلى أن نُحسن حمل هذه الوصية الروحية، وأن نبني على إرث البابا فرنسيس من التسامح، الحوار، والرجاء.
نسأل الله أن يُلهِم الكنيسة الكاثوليكية في لبنان والعالم، والشعب اللبناني، الصبر والثبات، وأن يجزي الراحل الكبير على محبته لوطننا، ودعوته الدائمة إلى أن يبقى أرض اللقاء لا الصراع.
“وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا”
صدق الله العظيم
الشيخ محمد عمرو
مسؤول منطقة جبل لبنان والشمال في حزب الله