
هل تساءلت يومًا لماذا تبدو بعض قرارات الحكومات حول العالم غريبة، غير منطقية، بل متناقضة مع مبادئها المعلنة؟
هل لاحظت أن الشعارات الأيديولوجية تُرفع، لكن النتائج دائمًا تصب في جيوب حفنة من الشركات الكبرى؟
هذا ليس مجرد انطباع… بل حقيقة تتشكل منذ عقود.
هندسة العالم ليست مصطلحًا خياليًا. إنها واقع يجري هندسته بدقة، حيث تتحول القرارات السيادية إلى أدوات تنفيذ لمصالح اقتصادية كبرى. الشركات العابرة للحدود أصبحت اليوم اللاعب الأقوى في المعادلة، متقدمة حتى على الحكومات المنتخبة والمؤسسات الدولية.
والمفارقة؟
أننا نعيش في عالم يُقنعنا بأننا أحرار في الاختيار، بينما الخيارات ذاتها يتم تصميمها مسبقًا لتخدم قوى لا نراها.
من الرعاية الصحية إلى الحروب، من التعليم إلى الإعلام، ومن البيئة إلى الذكاء الاصطناعي… كل شيء يُعاد تشكيله بخيوط الشركات.
قريبًا، سأبدأ بكشف هذا العالم الموازي في كتابي المرتقب “هندسة العالم”، الذي يكشف كيف تحولت الديمقراطية إلى واجهة، بينما تُدار اللعبة خلف الستار.
سنفضح معًا لعبة المصالح، ونفهم لماذا تبدو العدالة بعيدة، ولماذا تتحول الشعوب إلى وقود في معارك لا تخصها.
تابعوا سلسلة مقالات تمهيدية، تُمهّد للكتاب، وتُعيد رسم الخريطة كما هي—وليست كما تُعرض علينا..
بقلم خلود وتار قاسم
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي الموقع، شكرا على المتابعة.