اخبار ومتفرقات

دردشة للتسلية عند الصباح

إن كانت الفلسفة ان تَكتب وان تَقول ما لا أفهمه فالعمارة ان تَبني ما هو غير قابل للسكن والطبابة ان تداوي من دون ان تعالج والمحاماة ان تدافع من دون ان تبرىء والادب ان تركّب الكلمات في عبارات وفق قواعد من دون ثقافة هادفة و مجدية.

في المكان جعجعة وفوضى مضافة وفي الزمان اوقات فراغ مدمّرة بلا اي معنى او راحة.

عندما يصطدم طموح الاقتصاد بالإمكانيّات المحدودة لقوة الشراء عند الناس يتوّلد العنف و تتعمّق الفوارق بين الطبقات وتُرتهن ارادات الدول وتسقط في تبعية عمياء لدولة عميقة مالية لا ترحم.

عندما تنقص الثروات الطبيعية للبلاد و تعجز الشعوب عن الابتكار والابداع يتحوّلون رهائناً لمساعدات قمح و أسلحة وشعير للدواب. 

لا حريّة رأي مع أمعاء خاوية ولا كرامات لأوطان من دون سيوف تحمي الحدود.

امان البيوت ليس بالأبواب المفتوحة وسط النور بل بالابواب القادرة ان تُغلق بإحكام وسط الظلام.

لا متعة لنمر وحتى لقط في صيد فريسة مريضة غير قادرة ان تقاوم وان تهرب وان تختبىء وان تناور لأن النمر ولأنّ القط حريصان ان يأكلان من عرق الجبين وبجهد وبتعب ليشعرا بوجودهما و بأهميّة انيابهما .

كلّ ما ترونه تسوية ،كل العلاقات نتيجة تسوية حتى علاقة الإنسان بنفسه فيها من التسويات المخيفة ما يدعو للجنون فلو واكب الجنس الألم لا اللذة لما كان التكاثر ولو واكبت المرارة طعم الطعام لامتنع الانسان عن التغذية حتى الموت.

الطبيعة ادرى بكائناتها والربّ اعلم بمخلوقاته،نزعة الانسان لتدمير نفسه اشدّ من اصراره على الحياة من دون ان يدري.

كلّ الذين دعوا للعقلانية بشدّة لطالما عانوا من عبثيّتهم وكلّ الذين تطرّفوا في افكارهم الدينية لإثبات وجود الخالق اكثر مَن عانوا من الشكّ الجنوني في وجوده .

وانت تفكك ايّ نص اي فكرة اية مسألة ايّة معضلة احرص ان تُحسن إعادة التركيب من جديد على نحو مفيد اكثر لأن اي تفكيك لمقدّس من دون إجادة التركيب بمهارة مُجدية يُدمّر ويُفجّر ويُطلق اللعنات على الجميع ويَتسبب بأحقاد وبخوف و بحروب. 

إنسان تائه في عالم يتهالك يأمل الخلود ولا يعمل الا لتسريع موته.

اقول كلامي هذا واستغفر الله لي ولكم.

والله اعلم.

بقلم د. أحمد عياش

المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي الموقع، شكرا على المتابعة. 

زر الذهاب إلى الأعلى