
اقتربت من واجهة احد المحلات في سوق المال ،فلفت انتباهي حذاء وحيد لا رفيق له…كانت الإضاءة عليه مدروسة تبين معالم نوعية جلده وطريقة طليه وحقيقة لونه… وكانت تحت نعله قطعة قماش ، فيها من الجمال والأناقة اكثر بكثير من فساتين النسوة اللواتي حضرن يوم زفافي، وعلى جانبه الأيمن ، وضع بعض سنابل قمح يابس ملونة ، اما على جانبه الأيسر فيوجد لوحة صغيرة مزخرفة معلق عليها سعره، كانت العناية بهذا الحذاء ،كالعناية بإحدى رسومات فان غوغ ، او إحدى منحوتات دوناتيلو…
أقتربت من الواجهة بحذر شديد اولا : حتى لا تتسخ من أنفاسي، وثانيا خوفا من ان تقول لي البائعة “تفضل” تجنبا للإحراج لأن سعر الحذاء كان يعادل صبة سطح منزلنا الذي أوانا عائلة من احد عشر فردأ…
أنا لم احسد هذا الحذاء، ولا تمنيت لحظة ان اكون مكانه ،لما يلقى من عناية لجماله ، وسعره، وقيمته، او لجمال الموظفة التي تسوقه ،انما دخلت في عملية حسابية ، على ان سعره يعادل راتب سنة كاملة ، لجارنا الذي يعمل في الفرن، ويخرج من بيته اول الليل ليعود عند شروق الشمس…
كل عام وعمال بلدي الذين لا يجدون عملا بالف خير …
بقلم علي شاهين
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي الموقع، شكرا على المتابعة.