السياسية

أبرز ماجاء في مقالات الصحف لهذا اليوم

مانشيت الصحف ليوم السبت ١٠أيار٢٠٢٥

الانتخابات البلدية في طرابلس: كوكتيل مرشّحين بلا مشاريع ولا مبالاة الناخبين

الأخبار:لينا فخر الدين-

تحوّلت الانتخابات البلدية في مدينة طرابلس إلى حفلة تعطّش للسلطة، يبدو الجميع مشاركاً فيها، مع بلوغ عدد المرشحين لملء 24 مقعداً بلدياً، 218 مرشحاً، في سابقة غير معهودة في عاصمة الشمال.

وفيما يخوض بعضهم الانتخابات منفردين، أسفرت الترشيحات عن ست لوائح (بعضها غير مكتمل).

ورغم هذا الازدحام، لاحظ مراقبون إضافةً إلى عدم الوضوح في الملف الإنمائي، غياب العناوين السياسية عن المعركة الانتخابية، الأمر الذي يؤشر إلى عدم انسحاب تحالفات الانتخابات البلدية، على الانتخابات النيابية المقبلة.

ويُشار، في هذا الإطار، إلى أن أسباب الخلافات السياسية التقليدية بين القوى والشخصيات السياسية في المدينة، قد انتفت بعد تطورات الأشهر الماضية في لبنان والمنطقة.

وقد بات الجميع في «الحضن السعودي»، ليختصر تحالف النواب: أشرف ريفي وفيصل كرامي وطه ناجي (جمعية المشاريع الخيريّة الإسلاميّة) وكريم كبارة، التغيّرات السياسية في الشارع الطرابلسي.

وفي المقابل، لا يظهر على اللوائح المضادة، وبينها لائحة يدعمها النائب إيهاب مطر، أي «بصمات سعودية»، ما يُدلّل على عدم تدخل المملكة في المعركة الطرابلسية.

وما يزيد الطين بلّة؛ ضعف الانسجام بين المرشحين على اللائحة الواحدة، ولا سيما في الخيارات السياسية والرؤى الإنمائية.

«موزاييك» مجلس بلديكثرة اللوائح والمرشحين، عدا التركيبة الهجينة، ستؤدي حتماً إلى ضعف إقبال الناخبين (من المتوقع ألّا يقترع أكثر من 25% من الناخبين، أي نحو 60 ألف مقترع).

ويبدو ذلك واضحاً من الآن، في برودة تعامل النّاخبين مع المرشحين، وغياب المكاتب والمهرجانات الانتخابية، واقتصار الحملات الانتخابية على مواقع التواصل الاجتماعي.

كما ستنتج كثرة اللوائح، نقصاً في تمثيل جميع المُكوّنات الطرابلسيّة، وتحديداً المسيحيين والعلويين، في ظلّ غيابهم عن الترشيحات (تسعة مسيحيين فقط انسحب منهم خمسة).

ومن المتوقّع أن تنخفض مشاركتهم في عملية الاقتراع، إلى ما دون النسب المعتادة.

كما ستكون هناك مظاهر تدل على الإرباك، مثل عمليّات التشطيب الواسعة، ولا سيما مع اختلاط الطابع السياسي بالعائلي في المدينة، ما سيُنتج «موزاييك» داخل المجلس البلدي، من دون تفاهمٍ أو انسجام في ما بينهم.

وقد يُهدّد ذلك بإطاحة المجلس الذي ستفرزه صناديق الاقتراع.

تتركّز المنافسة بين 3 لوائح أساسية من أصل 6 وترشيحات محدودة جداً لمسيحيي المدينةفي العلن، شُكّلت اللوائح في إطار سياسي أو إيديولوجي.

لكن، عملياً، يتداخل الطابع السياسي بالعائلي والديني والخدماتي، حتّى بات يُحكى عن «شوربة» لوائح بأهواء وانتماءات مختلفة، فيما تغيب الماكينات الانتخابية الفاعلة القادرة على «التحشيد»، كما لا تظهر الأموال الانتخابية بشكل جدّي، إذ إن غالبية النواب والشخصيات السياسية ترغب بالمُشاركة عبر الدعم المعنوي، من دون أن تتكلّف مادياً، أو حتى تتحمّل أعباء تشغيل ماكيناتها الانتخابية، فيما وجد البعض في الانتخابات البلدية فرصة لاختبار ماكيناتهم و«تزييتها» استعداداً للانتخابات النيابية.

ويجري الحديث في المدينة عن ماكينات إعلامية تتشابه في عمليات التصوير والمونتاج ونشر الأخبار المُزيّفة، مع ماكينات بعض التنظيمات المُسلّحة السورية.

ويربط البعض ذلك بماكينات للوائح تُحسب على «الإخوان المسلمين» وجماعات سلفية مقرّبة من تركيا.

ويلفت متابعون إلى أن هذه الماكينات تعمد إلى «الرشق» على أعضاء من الجو الإسلامي، فيما يؤكّد آخرون عدم وجود ماكينات فعليّة، باستثناء ماكينة «المشاريع»، وماكينة مطر، الذي يُريد للمعركة البلدية مدخلاً للانتخابات النيابية.

في المقابل، يُعلن الرئيس نجيب ميقاتي أنه على الحياد؛ فلا يتدخّل في تشكيل اللوائح، ولا يُعلن دعم أيّ منها.

وإن كان البعض يتحدّث عن مرشحين على مختلف اللوائح محسوبين عليه.

وكما يغيب ميقاتي، كذلك يغيب الأمنيون، على اعتبار أن الانتخابات البلدية كانت تُخاض تقليدياً بدعم من بعض الشخصيات الأمنية، التي تبدو بعيدة عن المشهد حالياً.

وهو ما تبدّى في حملات قمع المخالفات، التي بدأت قبل أسابيع قليلة.

لوائح السياسيين والعائلات يُمكن القول إن غالبية اللوائح سيأكل بعضُها من صحن بعض، على أن تتركّز المنافسة بين ثلاث لوائح أساسيّة، هي:

– لائحة «رؤية طرابلس»، برئاسة عبد الحميد كريمة، ويدعمها النواب الأربعة. (كرامي، ريفي، ناجي وكبارة).

– لائحة «نسيج طرابلس»، برئاسة وائل إزمرلي، ويدعمها النائب مطر و«حركة عمران» المحسوبة على الجو الإسلامي.

– لائحة «حراس المدينة» برئاسة خالد تدمري، ويدعمها (من تحت الطاولة) الجماعة الإسلامية و«هيئة الإسعاف الشعبي» وبعض المجموعات الإسلامية القريبة من تركيا.

وتُعد هذه اللوائح الأبرز داخل الشارع الطرابلسي، وتمتلك ماكينات انتخابية، تُمكّنها من تحريك بلوكات انتخابية، مع العلم أن «نسيج طرابلس» و«حراس المدينة» تتشاركان الجمهور نفسه، ما سيُعزّز التشطيب بينهما.

ويُتوقع أن تصبّ العائلات الطرابلسية، كما بعض الحركات الإسلامية وجمعيات المجتمع المدني والمستقلين في صالح اللوائح الأخرى، وهي:- لائحة «الفيحاء»، برئاسة سامر دبليز، وهي غير مكتملة (15 عضواً من أصل 24)، وتدعمها جمعيات المجتمع المدني.

– لائحة «طرابلس عاصمة» برئاسة أحمد ذوق، وما يفرقها عن بقية اللوائح، هو الحركة اللافتة التي تقوم بها، حماة رئيس حزب الكتائب سامي الجميل، جمانة تدمر الشهال، علماً أن لا صلة بين الحزب واللائحة.- لائحة «سوا لإنقاذ طرابلس»، برئاسة محمد مجذوب.

الميناء: معركة طاحنة على الزعامة المسيحيّةتنسحب التحالفات الانتخابية في مدينة طرابلس على «جارتها»، بلدة الميناء، حيث يدعم النائب إيهاب مطر لائحة «الميناء أولاً» برئاسة فادي السيد، في مواجهة النواب فيصل كرامي وأشرف ريفي وكريم كبارة وطه ناجي، الذين يدعمون لائحة «الميناء أحلى» برئاسة عبدالله كبّارة.

وتتنافس معهما لائحة «روح الميناء» برئاسة عامر حدّاد، مع الإشارة إلى أنها غير مكتملة بعد انسحاب عدد أعضائها، وغير مدعومة من أي طرف سياسي.

ورغم أن المجلس البلدي مكوّن من غالبيّة مسلمة (نحو 15 عضواً من أصل 21)، إلّا أن معركة طاحنة تجري بين الشخصيات المسيحية، على النفوذ والزعامة المحلية، بعيداً من الأحزاب السياسية.

وستُشكّل نتائجها مؤشراً إلى أحجام كل منها، ولا سيما المحسوبين على التيار الوطني الحر والمستقلّين، تمهيداً للسباق النيابي المقبل على المقعدين الماروني والأرثوذكسي.

وفيما تغيب «القوات اللبنانية» عن المواقف العلنية، يشير البعض إلى إمكانيّة أن يدعم مسؤولوها بشير دمج، المرشّح على لائحة السيّد، المدعومة من رجل الأعمال روبير أيوب، المقرّب من «القوات»، علماً أن رموز تيارَي «الوطني الحر» و«المردة»، ليسوا بعيدين عن اللائحة أيضاً.

وعلى عكس طرابلس، يبرز المال الانتخابي في أزقّة الميناء، على اعتبار أن الكباش المحموم يجري بين مجموعة من رجال الأعمال الذين يدعم كلّ واحد منهم لائحة، وأبرزهم أيوب وسمير الرّطل، والمرشح السابق للتيار الوطني الحر إلى الانتخابات النيابية، ألفرد دورة. ويقف في وجههم رجل الأعمال إيلي واكيم (صهر النائب السابق إسطفان الدويهي)، الداعم الأول للائحة كبارة.

وخلافاً لـ«الفيحاء» أيضاً، أدّى صراع الرؤوس المسيحية الحامية إلى فتح «حنفيّة» الأموال على مصراعيها. ويتناقل أهالي الميناء روايات عن دفع مبالغ خيالية مقابل التأييد.

ويروي أحدهم حصول أحد أصحاب الدكاكين على مبلغ مالي مقابل عدم رفع صور انتخابيّة، فيما قام أحد العرّابين بتركيب ألواح الطاقة الشمسية لتوزيع الكهرباء مجاناً على الأحياء المسيحية.

ووصل الأمر إلى حدّ دفع أموال مقابل انسحاب أعضاء من لائحة، وانضمامهم إلى أُخرى!المعارك النيابية تُظلّل انتخابات بلديات الضنيةتطغى المعارك العائلية على الانتخابات البلدية في قضاء الضنية.

ففي الأصل، تخشى الأحزاب السياسية خوض المعارك جهاراً في ريف الشمال، حيث الخلافات ضمن العائلة الواحدة أو الصراع التقليدي بين عائلتين، تتقدّم على السياسة.

ومع ذلك، فإن لبعض القرى والبلدات رمزيتها السياسية، وأبرزها بخعون، مسقط رأس نائبَي القضاء: جهاد وعبد العزيز الصّمد، اللذين يدعم كلّ واحد منهما لائحة.

وتبدو معركة الأحد بالنسبة إلى النائب جهاد عبد الصمد مختلفة، عن المعارك السياسية التي لم يخسرها منذ عام 1998، عندما واجه تحالفاً بين النائب عبد العزيز الصمد والنائب السابق قاسم عبد العزيز وفق ما يقول عدد من أهالي البلدة.

وستُحدد نتائج الانتخابات حجم النفوذ السياسي لكلّ منهم، تمهيداً لمعركتهم النيابية.

كذلك، يخوض النائب السابق أحمد فتفت في سير الضنية، معركةً لاسترداد البلدية التي خسرها في الدورتين الماضيتين، في وجه منافسه أحمد علم الدين، في عزّ نفوذ تيار المستقبل، على أن يستتبعها أيضاً بمعركة لاسترجاع مقعده النيابي.

ويدعم فتفت، ونجله سامي، النائب السابق أيضاً، لائحة «نبض سير» برئاسة سامر دياب هوشر، فيما تدعم العائلات لائحة «سير أوّلاً» برئاسة مصطفى درباس، بينما يتردّد عن تلقّي اللائحة دعماً غير مباشر من الرئيس الحالي أحمد علم.

وكانت المفاوضات بين الطرفين قد استمرّت أشهراً، من دون أن تنجح في التوافق على لائحة مُوحّدة.

كما يتنافس على رئاسة بلدية السفيرة، المرشح براء هرموش، نجل القيادي السابق في الجماعة الإسلامية، أسعد هرموش، وقريبه بلال درويش، الذي سبق أن ترشّح على لائحة النائب أشرف ريفي وتحالف مع «القوات اللبنانية».

أمّا كفرحبو، التي تُعدُّ البلدة الأكبر مسيحياً في الضنية، فتخوض العائلات ومن خلفها الأحزاب المسيحية، معركة طاحنة يطغى عليها الطابع العائلي، في ظلّ تنافس تاريخي بين آل صوّان وآل بيطار.

وتشبه كفرحبو المعركة العائليّة الدائرة في حقل العزيمة، التي فازت ببلديتها في عام 2016 «القوات اللبنانية».

كباش الخير – علم الدين يطغى على بلديات المنية

تكتّلت العديد من الشخصيات السياسية في قضاء المنية، على رأسها النائب عثمان علم الدين ورئيس «المركز الوطني في الشمال» كمال الخير، في وجه النائب أحمد الخير، ليطبع هذا الكباش عناوين المعارك البلدية في العديد من بلدات القضاء، ولا سيما مدينة المنية، حيث يدعم كلّ طرف لائحة، بينما يقف النائب السابق كاظم الخير على الحياد.

وتهدف هذه المعركة إلى تثبيت مرجعيّة كلّ طرف في القضاء، تمهيداً لخوض الانتخابات النيابيّة المقبلة، فيما يغيب تيار المستقبل عن المعركة الواقعة بين «أبنائه».في المقابل، تطغى المعارك العائلية المحمومة على البداوي وبحنين ودير عمار وبرج اليهودية.

الأخبار

زوّار عين التينة نقلًا عن برّي: هذا سبب عدم الردّ على الاعتداءات الإسرائيلية

بعض ماجاء في مانشيت الجمهورية:

نقل زوار رئيس مجلس النواب نبيه بري عنه تكراره «انّ اسرائيل من خلال اعتداءاتها تسعى إلى فرض واقع جديد على لبنان، تُظهر من خلاله أنّ يدها هي العليا، وأنّ في مقدورها، من خلال تكثيف اعتداءاتها، أن تجرّ لبنان إلى التطبيع معها، وهو ما لن يحصل على الإطلاق، ذلك انّ التطبيع مع إسرائيل خيانة».

وبحسب الزوار، فإنّ بري، ورداً على سؤال عن سبب عدم الردّ على الاعتداءات الإسرائيلية، أكّد «اننا ملتزمون باتفاق وقف اطلاق النار، ولبنان لن ينجرّ إلى ما تريده إسرائيل، فسلاحنا في هذه المرحلة هو الصبر، وبهذا الصبر نقاتلهم».

الجمهورية

مصادر عين التينة: نحن من جانبنا ملتزمون باتفاق وقف إطلاق النار

بعض ماجاء في مانشيت الجمهورية:

في وقت كثر فيه الحديث عن زيارات محتملة لموفدين أميركيين إلى لبنان، ولاسيما لنائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الاوسط مورغان اورتاغوس، التي قيل إنّها قد تحمل معها خطة جديدة لخفض التصعيد وتثبيت اتفاق وقف اطلاق النار، أبلغت مصادر عين التينة إلى «الجمهورية» قولها: «بمعزل عمّا إذا كانت هذه الزيارات ستحصل أم لا، فالمسألة مرتبطة بما إذا كانت هناك جدّية في احترام اتفاق وقف اطلاق النار وإرادة حقيقية في تطبيقه على النحو الذي يُلزم إسرائيل بالتقيّد به».

وقالت المصادر: «نحن من جانبنا ملتزمون باتفاق وقف إطلاق النار، ولم يبدر من قبل لبنان وتحديداً من قبل «حزب الله» أي خرق له، والجيش اللبناني يقوم بواجباته على أكمل وجه في منطقة جنوب الليطاني بالتعاون مع قوات «اليونيفيل» التي قدّمت بالأمس شهادة على ذلك بإعلان قائدها العام الجنرال ارولدو لاثارو بأنّ احتلال إسرائيل للأراضي اللبنانية وانتهاكاتها المستمرة هي التي تشكّل العائق أمام فرض سيادة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها في الجنوب.

وفي مقابل ذلك تتفلّت إسرائيل منه، بتغطية ضمنية وعلنيّة لها وتحديداً من قبل الاميركيين، وليس صعباً على أحد التيقّن من أنّ اتفاق وقف اطلاق النار يصبح سارياً فعلاً، عندما تقرّر الولايات المتحدة الاميركية ان تكون جادة في دفع إسرائيل إلى احترامه والالتزام به»

الجمهورية

ترامب – نتنياهو: أكبر من خلاف وأقلّ من طلاق

الأخبار:يحيى دبوق-

هل يمكن فهم التوتّرات الحالية بين إسرائيل والولايات المتحدة، باعتبارها أكثر من مجرّد خلاف شخصي بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، والرئيس الأميركي دونالد ترامب؟ وهل يُعدّ ما نشهده اليوم، بداية تحوّل استراتيجي عميق في العلاقة بين الجانبين، وليس مجرّد ردّ فعل عابر على قرارات سياسية آنية؟ يبدو جليّاً أن التطورات الحاصلة ليست مجرّد تباين مؤقت أو اختلاف في الرؤى حول ملفّ واحد أو اثنين، بل نتيجة مسار طويل من التحوّلات والحسابات الاستراتيجية التي تغيّرت تباعاً لدى الجانب الأميركي أولاً، وكانت تجري بعيداً من الأضواء وفي الغرف المغلقة، لتعود وتطفو على سطح العلاقات الثنائية، عبر تبنّي الإدارة الأميركية خطوات مستقلّة وغير متوقّعة بالنسبة إلى تل أبيب، تمسّ مباشرة بمصالحها، ومن دون تنسيق مسبق معها.وفي مقابل التحوّلات الأميركية، لا تزال إسرائيل أسيرة مقاربة ومحدّدات عفا عليها الزمن، في علاقاتها مع الراعي الأكبر. ولعلّ ممّا فاقم السلبيات، أن الدولة العبرية، بتركيبتها الحالية وطاولة قراراتها، عاجزة عن التكيّف مع المتغيّرات الأميركية الجديدة، وهي تأمل في إبقاء الأمور على ما كانت عليه في ما مضى.

ويَظهر أيضاً أن نتنياهو فقد القدرة على التأثير المباشر في القرارات الكبرى التي تتّخذها الإدارة الأميركية، وأن العلاقة الشخصية التي كانت تجمعه إلى ترامب، لم تَعُد كافية لضمان التفاهم الاستراتيجي، أو حتى التنسيق العملي بينهما.

ومع ذلك، يبدو الحديث عن «انفصال استراتيجي كامل»، أو «طلاق سياسي بين الطرفين»، مبالغاً فيه.تعاني إسرائيل، وكذلك مبلورو سياساتها، من ثقة زائدة أثّرت في قراراتهم وتوجّهاتهم.

ولكن، إلى أيّ مدى يمكن أن تمتدّ التوتّرات والقطيعة، التي جرى الإعلان عنها مواربةً، وعن طريق تسريبات؟ هل هي ردّ فعل على تملّص إسرائيلي من قرارات وتوجّهات أميركية، أم أن طبيعة القطيعة مرتبطة بشخصَي ترامب ونتنياهو فحسب؟ والأهمّ، هل يقع المحلّلون في خطأ مقاربة القطيعة التي حكمت العلاقة بين نتنياهو وإدارة الرئيس الأميركي السابق، جو بايدن، مع نسج الكثير من السيناريوات، التي لم تصمد على أرض الواقع؟ في إسرائيل، ثمّة مبالغة مفرطة في التعليقات: فمنهم مَن شبَّه تعامل ترامب مع نتنياهو، بتعامله مع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي؛ ومنهم مَن نعى العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، و»التي أصبحت من الماضي»، فيما تساءل آخرون عن مستقبل إسرائيل، وما إذا كانت ستصمد في وجه الضغوط الدولية والتحدّيات الإقليمية منفردة، بعيداً من أميركا، خصوصاً أن ترامب لا يضعها في مركز اهتماماته؟على أن تلك الأسئلة التي اعتاد الإعلام العبري على طرحها في وقت الأزمات مع الولايات المتحدة، لا تعبّر عن الواقع.

فالعلاقة بين واشنطن وتل أبيب «فوق – استراتيجية»، ومبنيّة على مصالح مشتركة غير آنية، وهي تراكمت وتعاظمت على مدى سنوات طويلة من التعاون والتخادم والتكامل الأمني والسياسي والاقتصادي.

وعلى رغم التباينات التي تَظهر بين الحين والآخر، وآخرها في ظلّ الإدارة الحالية، فإن الواقع يشير إلى أن العلاقات لن تنكسر أو تنقلب، لأسباب كثيرة، لعلّ أبرزها:- سيكون صعباً على الولايات المتحدة أن تجد بديلاً لإسرائيل في المنطقة، وتحديداً ما يتعلّق بدورها الوظيفي فيها، مهما تطوّرت علاقاتها مع دول إقليمية أخرى، من مثل تركيا والسعودية، وغيرهما؛ إذ تبقى تل أبيب، من منظور واشنطن ومصالحها، واحدة من الركائز الأساسية في المنطقة، على رغم اختلافهما على بعض الملفات ذات الصلة بهما.- من جانب إسرائيل، لا يمكن الحديث عن مستقبل سياسي أو أمني وربّما أيضاً وجودي، من دون رعاية الولايات المتحدة ودعمها.

– تعاني الدولة العبرية، وكذلك مبلورو سياساتها وقراراتها، ممَّن هم في الائتلاف الحاكم الحالي، من ثقة زائدة أثّرت في قراراتهم وتوجّهاتهم حول قضايا استراتيجية، بُنيت على أنه يمكن «ترويض» ترامب أو استخدامه لتحقيق مصالح إسرائيل، تماماً كما تتبلور على طاولة القرار في تل أبيب.

– يُرجّح، كما حصل في محطّات سابقة من التوتّر بين إسرائيل والولايات المتحدة، أن يصل الجانبان إلى تسوية ترضيهما، وتعيد ضبط العلاقة ضمن حدود المصالح المشتركة.

فعلى رغم طبيعة التباينات الحالية، وتأثير الأسلوب غير التقليدي الذي يتّبعه ترامب في التعامل مع القضايا الدولية، إلا أن العلاقة الاستراتيجية بين الطرفين لا تزال أعمق من أن تسمح بانفجار كامل أو انقطاع تام.

– العوامل الجديدة، خصوصاً الطريقة التي يتعامل بها ترامب مع الآخرين، حلفاء كانوا أو خصوماً، وميزان القوّة والاقتدار بين الجانبين، ترجّح أن يكون الجانب الإسرائيلي هو الذي سيضطرّ إلى التراجع أو التكيّف مع مطالب الإدارة الأميركية، وذلك من خلال التوجه إلى بلورة تسوية تلبّي رغبات واشنطن، سواء في ملفّ غزة، أو في العلاقات مع دول الخليج.

– يرى بعض المحلّلين أن الأزمة الحالية ناتجة من عجز إسرائيلي فعلي عن تلبية بعض الشروط السياسية التي يضعها ترامب على الطاولة، وأن التصعيد في العلاقة جاء نتيجة هذا التعذّر.

ويقول أصحاب الرأي المتقدّم، إنه لو كانت إسرائيل قادرة على تنفيذ ما يطلبه ترامب

– إنهاء الحرب في غزة أو تليين موقفه لإبرام صفقات وهدن طويلة، أو تقديم تنازلات في ملفّ التطبيع الخليجي -، لَما وصلت الأمور إلى هذا الحدّ من التباين والخلاف.

لكن، هل سيكون نتنياهو قادراً على «تأمين البضاعة»؟ وماذا عن الثمن في الداخل الإسرائيلي، في حال تجاوب مع رغبات واشنطن وشروطها؟- لن تكون الاستجابة، إنْ توجّهت إليها إسرائيل، سريعة كما يعتقد البعض، كما لا يُتوقّع أن تكون كاملة؛ إذ سيكون على نتنياهو أن يوازن بين مطالب وشروط ومصالح متضاربة: بين العامل الأميركي الذي يضغط بقوّة ولا قدرة على مواجهته، والعامل الداخلي، الذي يهدّد حكومته واستمراره في السلطة.

مع ذلك، قد يجد رئيس الحكومة شيئاً من هذا وذاك، أي أن ينهي الحرب مع الإبقاء عليها، في ما قد يبدو للوهلة الأولى مستعصياً، لكنّ مقوّماته موجودة ويمكن العمل عليها.

على أي حال، ستحافظ إسرائيل، في المدى القريب، على مستوى تهديداتها، في ظلّ مواصلتها استعداداتها للقيام بعملية عسكرية كبرى في قطاع غزة، كانت قد وعدت بها.

وهو موقف يشير إلى نيّتها إبقاء سلاح التهويل بالعملية، قائماً وفاعلاً، لزوم المرحلتَين الحالية والمقبلة، حيث التركيز الأكبر سيكون على المفاوضات والمسار الدبلوماسي؛ علماً أن القيادة العسكرية الإسرائيلية ليست مقتنعة بنجاح الخيار العسكري المتطرّف في تحقيق أهدافه، وهو ما يضيف طبقة جديدة من التعقيد على العملية.كما الخلافات العميقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول جدوى ذلك الخيار، من شأنها ربما أن ترفع من سقف توقّعات حركة «حماس»، إذ إن كل مؤشر إلى تراجع الدعم الأميركي غير المشروط لإسرائيل، يُقرأ في غزة – وهو صحيح – ضعفاً استراتيجيّاً، بما يدفع الحركة إلى التشدّد والإصرار على مواقفها أمام أيّ محاولات جديدة لإبرام صفقة تبادل وتسويات وهدن.

الأخبار

«اللواء»: زيارة الرئيس عون الى دولة الكويت تستكمل التوجُّه القاضي بعودة العلاقات بين لبنان ودول الخليج الى سابق عهدها

بعض ماجاء في مانشيت اللواء:

قالت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» انه مع زيارة رئيس الجمهورية العماد جوزف عون الى دولة الكويت يستكمل التوجُّه الرئاسي القاضي بعودة العلاقات بين لبنان ودول الخليج الى سابق عهدها من حيث تميزها ومتانتها، ولفتت الى ان هذه رغبة الرئيس عون الذي تحدث عن حرصه على هذه العلاقات وفي الوقت نفسه هناك تجاوب عربي سريع مع هذه الرغبة، موضحة ان الرئيس عون سيشكر دولة الكويت على وقوفها الدائم الى جانب لبنان في كافة المجالات.

وأوضحت ان لهذه الزيارة أصداء ايجابية كما سابقاتها، ومن المتوقع ايضا صدور بيان لبناني- كويتي مشترك حول تفاصيلها، وما تم التوافق عليه بين رئيس الجمهورية وأمير دولة الكويت.

اللواء

زر الذهاب إلى الأعلى