
في الكلمة التي ألقاها الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، بمناسبة الذكرى السنوية التاسعة لاستشهاد القائد الجهادي السيد مصطفى بدر الدين (ذو الفقار)، استعرض مسيرة الشهيد ودوره المركزي في المقاومة الإسلامية، مشيدًا ببطولاته وتضحياته في مختلف الساحات، من لبنان إلى سوريا، ومواقفه الثابتة والمشرّفة في وجه الاحتلال الإسرائيلي.
بدأ الشيخ قاسم حديثه بتقديم التعازي والتهاني لعائلة الشهيد بدر الدين، ولكل الشهداء في فلسطين ولبنان واليمن والعراق وإيران، مشددًا على أن هذه الدماء الزكية هي التي ترسم طريق النصر والحرية. وخصّ الشهيد بدر الدين بسرد مفصّل لمسيرته النضالية التي بدأت منذ شبابه المبكر، حيث انخرط في الحراك المناهض لنظام صدام حسين بعد استشهاد السيد محمد باقر الصدر، وشارك في مواجهة الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 في خلدة. ثم انتقل إلى محطات مفصلية في مسيرته، منها اعتقاله في الكويت، ثم عودته إلى لبنان ليصبح قائدًا عسكريًا بارزًا في المقاومة من منتصف التسعينيات حتى استشهاده عام 2016.
وأشار إلى الدور الكبير الذي أدّاه في إدارة العمل الأمني والعسكري في سوريا، مؤكدًا أن وجوده هناك كان من أجل حماية محور المقاومة، وليس ضمن أي صراع داخلي. وأوضح موقف الحزب من الأزمة السورية، داعيًا إلى وحدة سوريا ومشاركة جميع مكوناتها في الحكم، ورافضًا محاولات التصفية الطائفية التي تمارسها بعض الفصائل المسلحة. كما ندد بالعدوان الإسرائيلي المتكرر على الأراضي السورية، مشيرًا إلى أن الشعب السوري لن يسمح لإسرائيل بتحقيق أهدافها.
وعن شخصية بدر الدين، وصفه بأنه قائد ميداني صلب، يمتلك الجرأة والذكاء، ويمزج بين الصرامة والروح الاجتماعية، وله حضور إداري وتنظيمي بارز، كما أنه كان مقربًا من كبار القادة الشهداء مثل عماد مغنية وقاسم سليماني، وعمل تحت قيادة السيد حسن نصر الله. ولفت إلى أن الشهيد كان ملمًا بالسياسة، حاصلًا على شهادة جامعية في العلوم السياسية، ومفاوضًا محنّكًا ساهم في تحرير الأسرى اللبنانيين والفلسطينيين.
ثم انتقل الشيخ قاسم للحديث عن الوضع السياسي العام، معتبرًا أن ما يواجهه لبنان والمنطقة هو مشروع استعماري صهيوني مدعوم من أمريكا والغرب، هدفه قضم الأراضي وإنهاء المقاومة. وأشاد بصمود غزة في معركة “طوفان الأقصى”، حيث واجه الشعب الفلسطيني مجازر الإبادة والتجويع من قبل الاحتلال الإسرائيلي المدعوم أمريكيًا، مؤكدًا أن نتنياهو فشل في كسر إرادة الشعب الفلسطيني.
وفي الشأن اللبناني، ذكّر بمحاولات إسرائيل فرض اتفاقية مذلة في 17 أيار 1983، وكيف أفشلها الموقف الشعبي والرسمي. وأكد أن المقاومة منعت إسرائيل من قضم أراضٍ لبنانية، ومن فرض هيمنتها، وفرضت معادلة ردع استمرت من 2006 حتى اليوم. وشدد على أن المقاومة قدمت للبنان حرية، وكرامة، واستقلالًا، ومنعت الاحتلال من التوسع. وختم بتأكيد أن المقاومة خيار دفاعي وحق مشروع، في مقابل منطق الخضوع والخنوع الذي لا يليق بالأحرار.