
رعى العلامة السيد علي فضل الله الاحتفال التكريمي الذي أقامته جمعية المبرات الخيرية لموظفيها في الإدارة العامة للجمعية بمناسبة عيد العمال وذلك في “الساحة قرية لبنان التراثية”، وبحضور مدير عام الجمعية الدكتور محمد باقر فضل الله، الدكتور السيد جعفر فضل الله، ومديري المؤسسات في الجمعية والمكرمون.
استهل الحفل بآيات من القرآن الكريم ثم كلمة ترحيبية من الأستاذ محمد ريحان تلاه عرض كلمة للمرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض) حول “مكانة العامل في الإسلام” تلا ذلك عرض مرئي عن المدير السابق لدائرة تكنولوجيا المعلومات في الجمعية الشهيد نادر يزبك عن إسهاماته وتضحياته. ثم القت فاطمة عيسى كلمة باسم العاملين تناولت فيها روح الانتماء والهدف السامي الذي يجمع العاملين في خدمة المجتمع ثم تحدث الدكتور محمد باقر فضل الله مخاطبا العاملين قائلاً: “أيها الأحبة، أنتم في قلب المؤسسات وذاكرتها وأنفاسها التي تنتظم بها الحياة في أروقتها. أنتم العقل الذي يُحسن التدبير واليد التي تمسك بخيوط التنظيم.. والروح التي تبث في كل زاوية من زوايا العمل حسّ المسؤولية وحرارة الانتماء”.
وأشار إلى أن “العمل في هذا العصر لم يعد صنعةً، العمل في أيامنا هذه علم وفكر وفنّ. لذا، فإن سعيكم للتطوير الذاتي وسيركم نحو اكتساب المهارات الجديدة التي تواكب التحوّلات التكنولوجية يندرج في صلب رسالة المبرّات، أي أن يكون العامل إنساناً في موقعه متفاعلاً مع تطورات عصره ومساهماً في بناء غد أفضل”.
ورأى أنّ أي عمل يحتاج إلى التواصل الذي يتسع للابتسامة، وللأذن التي تصغي، وللكلمة التي تصلح وهذا لا يتم إلا بثقافة تنتمي إلى المبرّات وإطلالة واسعة وعميقة على فكر المرجع المؤسّس الذي آمن بأن الكلمة الطيبة التي تصلح ما تفسده القساوة، وأن الإنسان لا يختصر بموقف، ولا يُفهم خارج سياق حاجاته وتجاربه”.
وتابع: “أنتم أيها الأحبة الصورة التي تنعكس فيها قيم المؤسسات، أنتم الواجهة التي تراها العيون وتثق بها القلوب، وكم نحتاج أن نرعى هذه الصورة باللطف وأن نعبّر عن محبتنا من خلال حسن التصرّف، وأن نحسن الإصغاء حتى في أشد اللحظات حساسية”.
وفي الختام القى العلامة السيد علي فضل الله كلمة عبر في بدايتها عن شكره واعتزازه بالعاملين الذين يمثلون قيمة كبيرة شاكرا تفانيهم وتضحياتهم ووفائهم من اجل نجاح هذه المؤسسة وتطويرها نحو الأفضل.
وأشار سماحته إلى أن استمرار هذه المؤسسات برسالتها وبعملها وتقديماتها ما كان يحصل لولا تفانيكم واخلاصكم في عملكم وجهودكم في خدمة المجتمع والسعي للنهوض به نحو الاحسن مشيرا إلى ان كل التحديات والصعوبات التي تواجهنا في هذا الوطن لم تعرقل عملكم وجهدكم او تدخل الياس والإحباط في نفوسكم بل زادتكم إصرارا على مواصلة رسالتكم في تقوية المجتمع وقدراته وتحصين إنسانه بالتقوى وبالإرادة والثبات في مواجهة أي ضغوط قد يتعرض لها من اجل النيل من ثباته وكرامته.
وتوجه سماحته للموظفين قائلا: عملكم هو عمل رسالي لأنه يسهم في بناء قواعد أساسية لهذا الوطن من خلال إيجاد مؤسسات تربوية وصحية ورعائية وإنسانية واجتماعية تعنى بحاجات الناس وتعمل على التخفيف من الآمهم.
ورأى سماحته ان الإدارة العامة في جمعية المبرات هي القلب الذي تنبض به كل المؤسسات التي انطلقت منها لذلك لا بد ان يكون القلب على الدوام نابضا بالحيوية والحياة والخير والعطاء لينعكس ذلك على عمل هذه الجمعية حركة وفعالية ونشاطا ينمو ويتصاعد من خلال التكامل بينها وتضافر جهود كل العاملين فيها.
وقال سماحته: نحن لا ندعي انه لا يوجد اخطاء هنا او هناك ولكن دائما نعمل على تعزيز مواقع القوة فيها ونعالج كل نقاط الضعف حتى نبقى على هذا التميز على مختلف المستويات.
وختم كلامه بالتأكيد على ان هذه المؤسسات ليست ملكا لشخص او جهة او دولة هي انشئت من الناس والى الناس وليس لغاية شخصية او لمصلحة فردية او طمعا لمنصب هنا او هناك.
واختُتم الحفل بتوزيع الهدايا على الموظفين المكرّمين، تعبيراً عن شكر الجمعية وتقديرها لجهودهم المخلصة.