
إلى عائلتي الكريمة آل أمّهز… مبروك بلدية نبحا بالتزكية
بقلم: ناجي علي أمّهز
يا أهل القلب والنخوة،
يا جذور المجد في تراب نبحا… يا أُسرةَ الطيب والكرامة،
مباركٌ لكم هذا المشهد المضيء، هذا العرس العائلي الذي لم تحتج فيه نبحا إلى صناديق اقتراع، لأنّ الإجماع كان أسبق من الأصوات، ولأن المحبة سبقت التنافس، والتزكية كانت ثمرة التفاهم لا الصراع.
ما أعظم أن تجتمع العائلة على كلمة سواء، في زمنٍ تفرّقت فيه الأمم على الهوامش، وتشظّت فيه القلوب خلف المصالح. إن هذا التوافق الذي شهدناه في نبحا، لا يُقاس بموقع أو مقعد، بل يُقاس بالقلوب التي انصهرت في بوتقة واحدة، لتقول للعالم: إن آل أمّهز، متى توحّدوا، صاروا مثالاً يُحتذى به في العزّ والتعاضد، والوفاء.
يا أحبّتي،
ما أجمل أن نرى هذا التقارب الروحي العميق، المتجذّر في التراب والتاريخ، في زمنٍ عزّ فيه اللقاء، وتكسّرت فيه الأواصر.
إن بلدة نبحا، بتاريخها العريق وعيشها المشترك، تليق بكم كما تليقون بها. فأنتم أبناء التاريخ، وورثة الحميّة والغيرة، الذين كتبوا فصول الشرف على مدى سبعة قرون، منذ أن وطأ أجدادنا هذه الأرض الطيبة.
نحن آل أمّهز، السلالة المتحدّرة من الأمير الضحّاك بن جندل، وأحفاد الجدّ المؤسّس حمّاد بن جابر الحمداني التغلبي الوائلي، الذي نسبنا إلى قرية “أمهز” في جبيل، وحرص على ستر اسمه حين اشتدت العواصف السياسية. نحن تلك العائلة التي حافظت على شرفها حتى في الشدائد، ونساؤها قفزن من الشير، حفاظًا على الكرامة لا الحياة.
يا آل أمّهز،
أنتم العائلة التي تشهد لها الكنيسة كما يشهد لها الجامع، وتُباركها البطريركية كما تحتضنها المساجد. أنتم من أثبتتم أن التعايش ليس شعارًا يُرفع، بل نَفَسًا يُتنفّس، ومحبةً تُروى من جذر القلب.
نبحا، قرية والدتي الراحلة زينب محمد عيسى أمّهز، ليست فقط موطنًا ترابيًا، بل وطن الروح والذاكرة… كل فرد منكم حين أنظر إليه، أرى فيه جزءًا من ذاتي، وأشعر أنكم بين بعضكم روح واحدة تسكن في أجساد متعددة.
ولأنكم أبناء الوفاء، لا ننسى شباب آل أمّهز الذين وقفوا دائمًا في الصفوف الأولى، وقدّموا أغلى ما عندهم لهذا الوطن دون أن يسألوا عن مقابل، ودون أن يطالبوا بشيء. هؤلاء لهم علينا دين لا يُردّ، وعلينا أن نحمل عنهم راية المحبة والتضحية والوفاء.
في لبنان، هناك الكثير من العائلات، لكن في آل أمّهز، هناك قلب واحد، ونبض مشترك، وذاكرة لا تشيخ. من بقي من أجدادنا يرتدي الزي اللبناني التقليدي حتى اليوم، يشبه لبنان الأصيل، لبنان الذي لا يعرف إلا الحبّ والتواضع.
نبحا ليست مباني ولا طرقات، بل طفولتنا، وضحكتنا، وصدى أقدامنا في الأزقة، وأصوات الأذان وجرس الكنيسة وقت الغروب حين كنا نلعب حولها. هي حضن الذكريات، وسكينة النفس، وجمال الحياة كما عرفناها قبل أن تشتد العواصف.
يا لروعتكم… يا لجمال هذا النموذج من التآلف.
مبروك لكم جميعًا، مبروك لآل أمّهز… هذا التوافق هو تاج الشرف، ووسام على صدر كل واحد منّا.
فلنظلّ كما كنا… إخوة في السرّاء والضرّاء، وأوفياء في وجه كل ريح.
وكلما اجتمعنا، انتصر الوطن فينا.