
معايدة من القلب في عيد المقاومة والتحرير – 25 أيار 2000
بقلم الشيخ محمد عمرو مسؤول منطقة جبل لبنان والشمال في حزب الله
أيها اللبنانيون الأحبّة،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
ومع إشراقة هذا اليوم المجيد، يوم الخامس والعشرين من أيار، أُعايدكم وأُبارك لكم هذا النصر الذي خطّته دماء الأبطال، وكتبته تضحيات المقاومين، واحتضنته قلوب الأمهات، وصانته وحدة اللبنانيين.
في مثل هذا اليوم من العام 2000، اندحر الاحتلال الإسرائيلي عن أرض الجنوب مذلولًا، دون قيدٍ أو شرط، بعد سنوات طويلة من القهر والمجازر، بفضل مقاومة آمنت بالله، وآمنت بكرامة هذا الشعب، وآمنت أن الحق لا يُؤخذ بالتمني بل يُنتزع بالدم والتضحيات.
لكن أعظم ما في هذا النصر، أنه لم يكن نصر طائفة على أخرى، ولا نصر جهة على جهة، بل كان نصر لبنان، كلّ لبنان، من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال، من قلب البقاع إلى أعماق الجبل، من بيروت إلى صيدا، من كل حبة تراب في هذا الوطن.
نصر جسّده العيش الواحد، واحتضنته اللحمة بين المسلمين والمسيحيين، وفعلته المعادلة الوطنية “جيش شعب مقاومة” تلك اللحمة التي نادت بها السماء منذ الأزل، ورعتها دماء الشهداء على تراب الوطن.
أيها الأحبة،
لقد ثبت في ذلك اليوم أن اللبناني حين يُحب أرضه أكثر من طائفته، ويخاف على أخيه أكثر من نفسه، لا يُهزم… وأننا حين اجتمعنا، كنا أكبر من العدو، وأقوى من القيد، وأشد صلابة من جدران التفرقة.
لبنان الذي حرّرنا أرضه، يجب أن نحرّر قراره من الارتهان لقوى كبرى لانه لا يوجد اكبر من وحدتنا، وأن نحرّر عقولنا وقلوبنا من الأحقاد، وخطابنا من السمّ الطائفي.
أيها اللبنانيون،
في عيد المقاومة والتحرير، تعالوا نُجدّد العهد، للبنان نفسه… ولكل من قدم نفسه على محراب الوطن تحت راية المقاومة والجيش والشعب.
للبنان العادل، للبنان الواحد، للبنان الذي لا مستقبل له إن لم يكن موحّدًا،
على أمل أن يعود لبنان جامعةً لا ساحة صراع، ومنارة لا منصة تجاذب.
وعلى أمل أن يبقى لبنان واحدًا موحّدًا، لأنّه بلا لبنان الواحد، لا أمل ببقاء لبنان.
وكل عام وأنتم بخير،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ محمد عمرو