السياسيةجبيلجبيل المدينةجبيليات وكسروانيات

حزب القوات اللبنانية يكرّم المفكّر الدكتور نبيل خليفة في جبيل.

حزب القوات اللبنانية يكرّم المفكّر الدكتور نبيل خليفة في جبيل

في احتفال ثقافي – فكري مهيب، كرّم جهاز الإعلام والتواصل في حزب “القوات اللبنانية” برعاية رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع، الكاتب والمفكر السياسي الدكتور نبيل خليفة، في المركز الثقافي لبلدية جبيل، بحضور حشد سياسي وثقافي وديني وإعلامي كبير، يتقدمه النائبان زياد الحوّاط وغياث يزبك، والمطران منير خيرالله، والوزير السابق كريم بقرادوني، وعدد من الشخصيات الحزبية والفكرية من بينهم الكاتب والاعلامي ناجي علي امهز.

النائب غياث يزبك، والدكتور المكرم نبيل خليفة والكاتب ناجي علي امهز
النائب غياث يزبك، والدكتور المكرم نبيل خليفة والكاتب ناجي علي امهز

الاحتفال الذي قدّمته الإعلامية جوزيان الحاج موسى، استُهِلّ بكلمة لرئيس دائرة الإعلام الداخلي مارون مارون الذي ألقى قصيدة بالمناسبة، ثم ألقى رئيس جهاز الإعلام شارل جبور كلمة اعتبر فيها أن تكريم الدكتور خليفة هو في حقيقته تكريم للقيم والمبادئ التي يمثلها، مؤكدًا أن الفكر هو العمود الفقري لأي مشروع وطني ناجح، وأضاف:

“لماذا أصرّ الحكيم على تكريمه؟ لأن فكر الدكتور خليفة هو صخرة تأسيس لا تهزّها عواصف القومية ولا البعثية ولا الخمينية، ولأن الإنسان يحيا بالفكر لا بالسلطة، ولأن الأحزاب التي تفقد فكرها تتحوّل إلى آلات سلطة فارغة.”

كريم بقرادوني، الذي شارك خليفة مراحل النضال الأولى، وصفه بالمناضل المتكامل، من ساحات الجامعات إلى ميدان الفكر والسياسة، مستعرضًا مشاريع فكرية عديدة وضعها المكرَّم، من إلغاء الطائفية السياسية إلى طرح مفاهيم الحياد والعلمنة والدولة المدنية.

أما النائب غياث يزبك، فتحدث بشغف وتقدير عن أستاذه ومعلمه، واصفًا إياه بـ”العالم الماروني” الذي جمع بين المحراث والقلم، وحافظ على الهوية اللبنانية في فكره وممارسته، مشيرًا إلى أن خليفة لم يكن فقط مفكرًا بل مرجعية وطنية وروحية، وصوتًا يُقرأ في الجامعات والدبلوماسيات.

وأكد يزبك أن هذا التكريم:

“ليس مجرّد احتفال بل رسالة مقاومة ثقافية، ومنارة لكل تائه عن الهوية اللبنانية، ومرساة أمان في بحر الشكوك والهويات المتداعية”.

زياد الحواط

أعرب عن فخره بتكريم مفكّر ومناضل سياسي مثل نبيل خليفه، واعتبره من رموز المقاومة الحقيقية ضد الاحتلالات كافة، من السوري الى الفلسطيني، وصولاً اليوم على القرار اللبناني. شدّد على أهمية قيم العطاء المجاني، الاستقامة، والوطنية التي تمثّلها عائلة خليفه. ودعا إلى اعتماد الحياد واللامركزية كطريق لبناء وطن سليم، منتقدًا بشدة سياسة المحاور والسلطة المركزية التي دمّرت مؤسسات الدولة. ووجّه دعوة لنشر فكر خليفه بين الأجيال الجديدة، لبناء لبنان المستقبل.

الدكتور سمير جعجع

استعاد بداية علاقته بخليفه في أواخر السبعينيات، واعتبره أول من فتح أمامه باب الفكر الاستراتيجي. أشاد بشغف خليفه العميق، ورأى فيه جنديًّا مجهولًا حمل سلاح الفكر بدل البندقية، محاربًا أفكارًا مستوردة مثل الشيوعية والقومية. واعتبر أن فكره لم يكن شعبويًا، بل مبنيًا على وقائع وتحليل علمي، مما جعله ركيزة لبناء أي مجتمع. أكّد أن التكريم ليس شكليًا، بل استحقاقًا لرجل استثنائي، ووجّه له شكرًا باسم القوات اللبنانية على عطائه الهادئ والفعّال.

المكرم الدكتور نبيل خليفه

بدأ كلمته بتمجيد العذراء مريم لإنقاذها له من خمس محاولات اغتيال. شكر عائلته والدكتور جعجع صاحب المبادرة في هذا التكريم، مؤكدًا عمق العلاقة الوطنية بينهما منذ الستينات. نوّه بجهاز الإعلام والمنظمين والمتكلمين، ثم استعرض أفكاره المركزية:

  • شرعة الكيانية اللبنانية

  • أهمية جبال لبنان الجيو-استراتيجية

  • تصنيف لبنان كدولة حاجز

  • الحياد كمبدأ سياسي

  • العلاقة بين مار مارون، المارونية، ولبنان الحر

وختم بإهداء هذا التكريم إلى مدينة زحلة، كرمز للوفاء والانتماء.

ثم أُلقيت قصائد تحية للمكرم، أبرزها من الدكتور ميشال الشمّاعي الذي قال:

“فكرك قمر ضاوي بسما معراب”، مشدداً على أن تكريم خليفة هو تكريس للكيانية اللبنانية التي أسهم المفكر الكبير في ترسيخها.

واختُتم الحفل بعرض فيلم وثائقي عن حياة الدكتور خليفة، أعدّه رئيس الدائرة الثقافية جورج حايك، وكلمة للدكتور ساسين عساف بعنوان “نبيل خليفة مفكّر الكيانيّة”، أبرز فيها تأثير خليفة في صوغ المفاهيم اللبنانية المعاصرة.

الاحتفال كان أكثر من تكريم، كان حدثًا وطنياً ثقافيًا بامتياز، أحيا فيه الحاضرون روح الفكر المقاوم، والفكر البنّاء، وشكروا خليفة على عقود من النضال بالقلم والكلمة والهوية.

الحضور تكريم الدكتور نبيل خليفة
الحضور تكريم الدكتور نبيل خليفة
الحضور تكريم الدكتور خليفة
الحضور تكريم الدكتور خليفة
زر الذهاب إلى الأعلى