اخبار ومتفرقات

رسائل بين طهران وواشنطن… وأورتاغوس تودّع على صفيح ساخن

يدخل لبنان مجدداً في صلب الاشتباك الدبلوماسي بين إيران والولايات المتحدة، مع زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لبيروت اليوم، وسط أجواء توحي بإمكان تبلور اتفاق قريب في المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن برعاية سلطنة عمان. وعلى الضفة المقابلة، يُتوقّع أن تحطّ الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس في بيروت أواخر الأسبوع، في زيارة قد تكون الأخيرة لها قبل انتقالها إلى موقع جديد داخل الإدارة الأميركية.

في هذا السياق، رأت مصادر سياسية عبر “الجمهورية” أن لبنان بات مجدداً ساحة تجاذب مباشر بين طهران وواشنطن، مشيرة إلى أهمية التوقيت السياسي الحساس للزيارتين، وانعكاسهما المحتمل على مجمل المشهد اللبناني. ولفتت إلى أن مآلات التفاهم الأميركي الإيراني ستترك أثراً مباشراً على لبنان فإذا تمّ الاتفاق، تتهيأ بيئة إقليمية ملائمة لمزيد من الانفراج أما في حال التعثر فإن التداعيات قد تكون سلبية كما توقّفت عند قرب مغادرة أورتاغوس، معتبرة أن أي بديل عنها سيكون أقرب إلى الليونة في مقاربة الملف اللبناني رغم أن السياسات العامة ترسمها الإدارة وليس الأفراد.

في موازاة هذه التحولات، أفادت “القناة 14” الإسرائيلية بأن مغادرة أورتاغوس تُعدّ خسارة لإسرائيل نظراً لدورها في ملف نزع سلاح “حزب الله”. كما كشفت عن طرد ميرف سارين، المسؤولة عن ملف إيران، وإريك تراجر، المعني بشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا داخل مجلس الأمن القومي، ضمن عملية إعادة هيكلة يقودها وزير الخارجية ماركو روبيو الذي يدير مؤقتاً ملفات الأمن القومي بعد إقالة المستشار مايك والتز.

بالتوازي، شهدت بغداد زيارة رسمية لرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، التقى خلالها نظيره العراقي عبد اللطيف رشيد ورئيس الحكومة محمد شياع السوداني في إطار توثيق العلاقات الثنائية وتعزيز الدعم العراقي للبنان. وقد أكد عون على الامتنان اللبناني للمبادرات العراقية وعلى ضرورة التعاون في مجالات الأمن، الاقتصاد، ومواجهة الإرهاب إلى جانب التنسيق الحدودي مع سوريا. كما شدّد على أهمية نصرة القضية الفلسطينية داعياً إلى قيام سوق عربية مشتركة تحقق مصالح الشعوب.

في المقابل، عبّر المسؤولون العراقيون عن دعمهم للبنان وطرح السوداني تشكيل لجان مشتركة للتبادل التجاري والتنسيق الأمني معلناً استعداد العراق لاستكمال دعم مالي أولي بقيمة 20 مليون دولار، في إطار رئاسته الحالية للقمة العربية.

سياسياً، تواصلت المواقف الداخلية حيال الواقع القائم حيث دعا البطريرك الماروني مار بشارة الراعي إلى تغليب الوحدة والتعاون بعد الانتخابات البلدية محذراً من خطابات التشنّج. كما حذّر وليد جنبلاط من قرارات متسرعة قد تعيد لبنان إلى دوامة الأزمات فيما انتقد المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان الأداء الحكومي واصفاً إياه بـ”العشوائي” ومتهماً الحكومة بإغراق الاقتصاد وإفقار الناس عبر قرارات ارتجالية وغير مدروسة.

 زينات دهيني- سانا نيوز


المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي الموقع، شكرا على المتابعة. 

زر الذهاب إلى الأعلى