
تعيين الوزير السابق علي حمية مستشارا لفخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون لشؤون إعادة الإعمار.
كتب موقع الاعلامي
علي حميّة: وزيرٌ لم يغادر الميدان في زمن الحرب وأعاد الحياة إلى شرايين الوطن
في الأوقات العصيبة التي يمر بها لبنان، حيث تتداخل الأزمات وتشتد التحديات، تبرز قاماتٌ قليلة تضع المصلحة العامة فوق كل اعتبار، وتثبت أن الإرادة الصلبة والعمل الدؤوب قادران على إحداث فارق ملموس. الوزير علي حميّة، الذي تولى حقيبة الأشغال العامة والنقل في فترة من أحلك الفترات، يمثل نموذجاً للمسؤول الذي لم يكتفِ بإدارة الأزمة، بل واجهها بجدية استثنائية وتفانٍ قل نظيره.
صلابة في مواجهة المخاطر واستمرارية في خدمة الوطن:
أثناء فترات التوتر الأمني والمخاطر المحدقة التي شهدها لبنان، وفي الوقت الذي كان فيه القلق والخوف يخيمان على المشهد العام، أظهر الوزير حميّة رباطة جأش لافتة. لم يتوارَ عن الأنظار أو يتقاعس عن أداء مهامه، بل على العكس تماماً، بقي مرابطاً في مكتبه الوزاري، متابعاً لأدق التفاصيل، وحاضراً في الميدان كلما دعت الحاجة. هذه الاستمرارية في العمل، رغم المخاطر المحتملة، بعثت برسالة قوية مفادها أن الدولة ومؤسساتها يجب أن تستمر في خدمة مواطنيها مهما كانت الظروف. لقد جسّد حميّة صورة المسؤول الذي لا تهزه التحديات، بل تزيده إصراراً على العمل، مؤكداً أن خدمة لبنان تتطلب حضوراً دائماً ويقظة مستمرة.
شرايين الوطن أولاً: صيانة الطرقات في قلب العاصفة:
لم تقتصر جدية الوزير حميّة على الحضور الرمزي، بل تجلت في عمل ميداني دؤوب ومتابعة حثيثة للملفات الحيوية. وفي مقدمة هذه الملفات، تأتي صيانة الطرقات التي تعتبر شرايين الحياة الاقتصادية والاجتماعية للبلاد. بالرغم من شح الإمكانيات وتفاقم الأزمة المالية التي عصفت بموارد الدولة، أولى حميّة اهتماماً خاصاً لهذا القطاع. شهد اللبنانيون خلال توليه الوزارة فرق الصيانة وهي تعمل بلا كلل، حتى في ذروة العواصف الثلجية في المناطق الجبلية، لفتح الطرقات وتأمين سلامة المواطنين. لم ينتظر الوفرة المالية التي لم تكن متاحة، بل عمل بمنطق “الممكن والمتاح”، مسخراً كل جهد لتنظيف الطرقات وتأهيلها، مدركاً أن طريقاً سالكة هي حق للمواطن وضرورة للتنمية.
هذا التركيز على صيانة البنى التحتية، وتحديداً الطرقات، في ظل ظروف بالغة التعقيد، يعكس فهماً عميقاً لأولويات المواطنين وحاجاتهم الأساسية. لم تكن الوعود هي ديدنه، بل الإنجاز على الأرض قدر المستطاع، وهو ما لمسه المواطنون بشكل مباشر.
نهجٌ في الإدارة: العمل من أجل الجميع:
لم يكن الوزير حميّة محسوباً على محور سياسي ضيق في أدائه الوزاري بل كان لكل الوطن، وسعى لخدمة جميع اللبنانيين دون تمييز.
هذا النهج، إلى جانب جديته وتفانيه، خاصة في الأوقات الصعبة كفترات الحرب والمخاطر، وصيانته المستمرة للطرقات رغم كل التحديات، هو ما جعل تجربته محط تقدير. لقد أثبت أن المسؤولية الوطنية تتطلب العمل الدؤوب، والشفافية، والقدرة على تحقيق نتائج ملموسة حتى في أحلك الظروف.
في الختام، يمثل أداء الوزير علي حميّة، خاصة فيما يتعلق بتعاطيه الجاد رغم التحديات الأمنية اثناء الحرب على لبنان واستمراره في العمل، وجهوده الحثيثة في وزارة الاشغال سابقا، بارقة أمل في إمكانية وجود إدارة رشيدة تضع مصلحة الوطن والمواطن في المقام الأول، حتى وإن كانت الإمكانيات محدودة والمخاطر كبيرة.