
لا يتبدلون،يقولون في المجالس الضيقة ما لا يفعلونه في الساحات،يتذمرّون في الظلام ممّا لا يجرؤون على البوح به في النور.
يبدو ان السياسة النقابية بخير الا اننا جاهلين وليس الكثيرين من الأطباء المتألمين من حكايات التأمين والمعاش التقاعدي و دوام الموظفين يوما بعد يوم مع رواتب عالية غير طارئين وكفرة.
وحدهم الكفرة المتمردون محقون الا انهم مستبعدون.
للعمل النقابي طقوساً لا يقوم بها الا الراسخون في علوم طب الجامعة الاميركية واليسوعية والاحزاب الطائفية.
لا مكان ل”لا” هنا.
وحدهم الذين قرروا الصمود والترشح ضد وحدة الاضداد الطائفية والحزبية نالوا شرف المحاولة والمبارزة الشريفة.
اخبرناكم الا ان احدا منكم لم ينتبه:
“كلما حدّثني أحدهم عن الاطباء تحسست مسدسي”.
الذين اصرّوا ان الأطباءالواقفين صفوفا صفوفا سينصفون نواياهم لم يصدقوا ان الأطباء مسرورون ببيت الطبيب العملاق بجدوى ضعيفة وأننم منتشون بزيادات التأمين 20% مع إلزامية الاشتراك بضمان اجتماعي بلا نتيجة وأنهم راضين بالمعاش التقاعدي الهزيل للطبيب .
المهم أن نحافظ على أعراف المعابد.
المضحك ان هناك أعضاء في مجلس النقابة ينوحون في صفوف الاطباء المغبونين وإن سألتهم و رجوتهم مغادرة الخندق لتقاتلهم على تقاعسهم، قالوا:
نحن معكم في الخندق! ضد الامبريالية والفساد والطائفية والاستغلال.
لا نشمل الجميع طبعا إنما نحنّ وموقفنا ثابت ودائم إلى جانب صوت الذين لا صوت لهم.
لولا هؤلاء الأطباء المتمردين الذين واجهوا وحدة الأضداد وفق رغبة بقانون نفي النفي و فضح المستور لحضرت الاحزاب المتعاركة أمام الجمهور التعيس والمتحالفة عند أبواب السلطة والمصالح ولفازت بالتزكية.
الحمدلله ان بعض الأطباء المتحمسين كانوا هنا.
تحالف المستفيدين من خيرات النقابات وتفرّق عشاق الحرية والحقيقة.
ولن تستطيع معهم صبراً وقهراً.
لا بدّ وللامانة من توجيه تحية انصاف لجرأة الذين حاولوا وبارزوا وخسروا بالأرقام إلكترونية الا انهم فازوا بفرز القلوب وبياض الأيدي.
العدّ اليدوي المرفوض اكثر شفافية.
لا موقف عدواني ضد الذكاء الاصطناعي إنما ما زلت اثق بالعقل الطبيعي يا ناس.
وختاما كان على المعارضين ان يتوحدوا في لائحة واحدة تجمع الصلب د.رائف رضا الذي ما سكت داخل المجلس عن قول الحق ولا في المحاكم عن الدفاع عمّا يظنه حقا للأطباء مع مرشح اليسار.
ان تكون ذئبا منفردا جميلا ضد قطيع عليك أن لا تيأس.
من هنا ومن تحت شجرة زنزلخت محررة في حاروف وجالسا على تنكة صدئة ومحروقة ومطعوجة اعلن:
ان المشوار النقابي طويل ولا ينفصل عن بنية وتركيبة دولة غير عادلة.
اقول كلامي هذا واستغفر الله لي ولكم.
والله اعلم.
د.أحمد عياش
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي الموقع، شكرا على المتابعة.