
يا عباس،
ما لوّح متعب بيده لآلة تصوير الا وابكر واسرع في موته.
ما خشي مسكين من مصيبة الا واستدرجها نحوه وسقط في البلاء.
ما خاف امرىء من مجهول الا وحضر المجهول بقناعه المرعب و يواكبه ارتفاع في ضغط الدم ومستوى السكر .
يا عباس،
ما رضخ انسان للقهر الا وكانت الذبحة القلبية ثالثهما.
لا تناقش متفائل الا والعصا معك ان المتفائلين لأنجاس مناكيدُ.
ما صفق مواطن لمهرّج الا لأنّه رأى نفسه مضحك .
ما عبّر مواطن عن رأيه بحرية الا وعاد وندم كعبد يحنّ للصبر وللاستسلام.
ما رفع مؤمن حقيقي محب للناس والخير الدعاء لربّه الا واستدعاه الرب اليه فورا.
ما مشى بريء في طريق مستقيم الا ولفظته الطريق جانباً ليكون عبرة لغيره.
ما تمسّك انسان بالقانون الا لأنه عجز عن أخذ حقّه بأسلوب منحرف.
يا عباس،
لا يذكرك الآخرون الّا لحاجة او ليطعنوك في الضهر او ليمدحوك والغصّة والسؤال في صدورهم :
كيف استطعت؟!.
ما مات حبيب او حبيبة لأي كان الا وتمنّى عن قصد موت كل العشاق ليطمئن انّه ليس لوحده فقط.
لستَ غير آخر صديق لنفسك و لست غير آخر شخص يتمنى لك الخير والصحّة :
إحترم نفسك فإن احترمت عمرك ترحّم عليك الناس و عرفوا قدرك.
لا تختبىء ولا تسأل لماذا ما عاد يقصدك احد.
وحدك التاجر الذي يحدد كم هو وزنك وشكلك وسعرك و قيمة حضورك وغيابك.
كن لطيفا على الاقل إن كنت غير قادر على نصرة الحق.!
لا شيء يمنع ان تجمع مع فقرك النظافة والترتيب والتهذيب.
كن محايداً على الاقلّ إن كنت عاجزاً على تقديم العون فالأهم ان لا تؤذي فقط.
يا عباس،
اما زلت هنا؟
ابق حيّا تنجو!
د.احمد عياش
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي الموقع، شكرا على المتابعة.