في عصر السرعة والتوتر، أصبحت عادة تناول الطعام بسرعة شائعة جدًا بين الناس، خاصةً خلال العمل أو أثناء استخدام الهاتف. لكن الدراسات الحديثة تشير إلى أن هذه العادة ليست بريئة أبدًا، بل قد تكون سببًا خلف مشاكل هضمية، وزنية، وحتى استقلابية مزمنة.
ماذا يحدث عندما تأكل بسرعة؟
عند تناول الطعام بسرعة، لا يُعطى الفم الوقت الكافي لمضغ الطعام بشكل جيد، وبالتالي لا تُخلط اللقمة مع الإنزيمات الهاضمة في اللعاب. هذا يضع عبئًا أكبر على المعدة والأمعاء، مما يسبب:
- عسر هضم
- نفخة غازات
- ارتجاع مريئي
- إمساك أو إسهال
أيضًا، الدماغ يحتاج من 15 إلى 20 دقيقة ليبدأ بإرسال إشارات الشبع. الأكل بسرعة يعني أنك ستأكل أكثر من حاجتك، قبل أن تشعر بأنك شبعت.
ماذا تقول الدراسات؟
1. دراسة في British Medical Journal (BMJ, 2008):
أشارت إلى أن الأشخاص الذين يأكلون بسرعة، يكونون أكثر عرضة بنسبة 84% للإصابة بالبدانة مقارنة بمن يأكلون ببطء.
2. دراسة يابانية (University of Osaka, 2011):
أظهرت أن الأكل السريع يرتبط بشكل مباشر بزيادة خطر الإصابة بمتلازمة الأيض (Metabolic Syndrome)، وهي مجموعة من الحالات تشمل: ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع السكر، وتراكم الدهون حول البطن.
3. دراسة كورية (Korean Journal of Family Medicine, 2014):
لاحظت ارتفاع معدلات الارتجاع المعدي المريئي عند من يتناولون الطعام بسرعة دون مضغ جيد.
كيف تتعلّم الأكل ببطء؟
إليك خطوات عملية تساعدك على تغيير هذه العادة تدريجيًا:
- ضع الشوكة بين كل لقمتين
- امضغ كل لقمة 15 إلى 20 مرة على الأقل
- ابتعد عن الهاتف والتلفاز أثناء الطعام
- استخدم أدوات أكل أصغر مثل الشوكة الصغيرة
- حدد وقتًا ثابتًا للوجبة لا يقل عن 20 دقيقة
وماذا عن الأطفال؟
الأكل بسرعة عند الأطفال قد يؤدي إلى مشاكل في الهضم وتكوين عادات غذائية خاطئة منذ الصغر. لذا من المهم تشجيع الطفل على الأكل بهدوء، والمشاركة العائلية في الوجبات بعيدًا عن الشاشات.
الخلاصة : الأكل بسرعة ليس فقط عادة مزعجة، بل هو سلوك صحي ضار قد يؤثر على وزنك، جهازك الهضمي، وحتى توازن السكر والدهون في الدم. التغيير بسيط: كُل ببطء… واحمِ صحتك.
