اخبار ومتفرقات

نحن نقول ما يجب أن يُقال…

وما زلت تأمل خيراً،كلما تفاءلت يا صديقي كان قلبك يافعاً،قليلون همُ الذين ينتظرون خيراً.
لا هدايا مجانية هنا ،من قدّم لك وردة انتظر منك ان تهبه سبيل ماء كحسنة جارية دائماً.
لا هدايا هنا،من وهبك رغيف خبز انتظر منك شوال طحين ومن أحسن اليك ولم يطالبك ولو بعد حين بخدمة ما انتظر من الله ان يسجّل عمله كحسنة في دفتره لعلّها تشفع له يوم الحساب.
هؤلاء المتبرعين بمشاريع خيرية مؤمنين بالله من دون اي شك انما هم يحاولون تبديل السيئات بما يسمونه حسنات عبر رجل دين مذ وضع عمامة او قلنسوة او حمل الصليب امتهن الصيرفة،يحوّل السيئات لحسنات في الغيب،صرّاف عند الحدّ الفاصل بين الحياة والموت.
ذاك الذي لا ينتظر من الرب الآب والابن والروح القدس ومن يهوه ومن شيفا ومن الله اي مقابل بحجة الإلحاد انتظر من الناس ان تمجّده وان تخلّده في الأدب او في التاريخ او حتى ولو بقصيدة بائسة.
الإنسان لا يتزهد و لا يتصوّف ولا يتنسّك كرمى اللاشيء واللامقابل إنما يحاول اقناع السماء بفضائله وعباده لعلّه يدخل الجنّة ظافراً.
كل الذين احترقت اصابعهم بالنار في طفولتهم جعلهم خوفهم من جهنم متعصبين للدين لأن الذاكرة الملسوعة بالألم يصعب عليها ان تحذف الوجع الأقدم.
انت أسير وجعك الأول.
لولا براءة اطفالك وتوددهم لك لتطعمهم والاهمّ لولا انهم ملؤوا ايامك بهجة وعطفا وضحكاً لتنصلت منهم او لقمت بواجبك نحوهم بجهد مزعج.

حتى المعلمة التي كانت تعلّمنا في الصف الثالث الابتدائي كانت تمازح الطفل الأجمل إنما المشاغب ابن الاثرياء وتظنّه بشرى خير بينما تهمل الطفل المجتهد الجالس بقربه والمحترِم قوانين الصمت والاذعان في المدرسة.
لغاية الآن لم أفهم ابداً كيف كانت هدية آخر السنة لمن حصل على المرتبة الثانية في الامتحانات النهائية أجمل وامتع واغلا بكثير من هديتي انا الحاصل على المرتبة الأولى.
لولا ناظر المدرسة في الثانوية الذي اعادنا كتلامذة الى الصف في الثانوية منعا لحرب أهلية محدودة إن عرف الاهل لما عرفت اني من اهل الشيعة مع مجموعة كبيرة وان كريم وميشال من اهل النصارى وان عماد وأخيه غسان من اهل الدروز إذ اوّل عبارة قالها لنا استاذ مادة الدين من الاخوة المصريين:
“الشيعة والنصارى والدروزيكلعوا برّا و ينزلوا يلعبوا في الملعب والباقيين يفتحوا كتاب القرآن الكريم”.
الأجمل ان رفاقنا من اهل السنة في المرة التالية خرجوا معنا ليس تضامنا مع أهل البدع إنما لنلعب جميعا كرة القدم تحضيرات للدورة الرياضية المدرسية.
كذبوا وادعوا انهم سألوا أهلهم وعرفوا منهم انهم من الشيعة .
حصل هذا من أجل كرة لا من أجل وطن.
الإنسان أسير هواه وحدسه وقناعاته وخوفه وهواجسه وحاضره وماضيه وقلقه ودنياه والغيب ومصالحه ولذاته.
نقول غالباً ما يجب أن يُقال و لا نحكي لأحد عن حواراتنا في اعماقنا.
هكذا نحن نحاول أن نرتقي ولا نرتقي.

د.احمد عياش

 المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي الموقع، شكرا على المتابعة. 

زر الذهاب إلى الأعلى