
في كل جنون غرابة تفكير وغرابة سلوك واتجاه في الخط المعاكس للجماعة.
يحصل ان يكون مسّ الجنون ظريفاً وصاحبه مصدراً لراحة الآخرين.
يحصل صحيح،كلّما كان الإبداع الفنّي رائعاً كان المبدع يعاني من لوثة جنون أعمق إنما غرابة مسالمة و لطيفة.
يحصل ان يكون الرسّام او النحّات او المخرج السينمائي او المسرحي او حتى الأديب والشاعر ملفتاً للجمهور بإنتاجه وان يلقى التقدير من النُخب ذلك لانّه نجح في التعبير بدقّه عن مكنونات خياله المختلف عن تصوّرات وتوقعات الآخرين.
ليس بالضرورة ان يكون كل مسّ بالجنون بوادراً للاصابةبجنون عظمة دون ان نتجاهل ان الناس تشارك في صناعة جنون العظمة لدى الزعيم او رجل الدين او الفنان او حتى الطبيب الجرّاح الذي ينتظره اهل المريض خارج العمليات ويخرج إليهم كمنقذ للروح.
حتى الأنبياء ظنّتهم الناس مجانين لأنّهم في لحظة ما اعادوا خلط المشاعر والأفكار والمعتقدات قبل أن ينالوا اعجابهم.
ما لا تعرفوه ان هناك الآلاف من الرجال والنساء الذين خالفوا المنظومات وادعّوا النبوة الا انهم لم يوفقوا في حركتهم الانقلابية الاجتماعية فاتهموا لانهم سقطوا بالسحر والشعوذة و الاحتيال والجنون.
ومنهم من احرقهم حماة الاصنام او حماة الذين.
في تحدّيهم لمنظومة فكرية سائدة وحاكمة بعضاً من مسّ جنون إذ يصعب جدّاً معرفة الحد الفاصل بين المغامرة والمقامرة بالروح.
حتى الذين يحاربون من هم أقوى عددا وعدّة وتكنولوجيا ومدداً يصعب معهم تحديد الفارق بين الشجاعة والتهوّر الجنوني.
مَن يقفز عن صخرة الروشة ويخرج سالما في البحر تسمّيه الناس شجاعا وبطلاً اما الذي يقفز ويغرق في البحر من نفس المكان فالناس تسمّيه احمقاً او مجنوناً.
يبدو ان في كل نقطة تحوّل لمسار امرىء بعضاً من المسّ بالجنون ومحاولة نهائية منه في اي صفقة تحت شعار إما تتحسن الاحوال جذرياً او انتهي.
كثيرون من الذين انتهوا توضّح فيهم مشهد الجنون بسهولة اكثر.
بين المغامرة الغريبة والمقامرة التعيسة والشجاعه العظيمة والتهوّر السيء والاقدام بلا انتباه لعواقب الامور والعزلة الطويلة والعبادة المفرطةوالالحاد الاستفزازي بعضً من مسّ الجنون.
العبرة ان من ينجح يصبح بطلا وقدوة ومن يفشل ي
تقول الناس عنه مجنونا.
“متفق عليه”
“مسند”
انت بحاجة لمس بسيط من الجنون لتتألق واحيانا لتنتصر بادوات متواضعة .
د.احمد عياش
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي الموقع، شكرا على المتابعة.