
باسم الله تعالى والوطن …
– فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية
– دولة رئيس مجلس النواب
– دولة رئيس مجلس الوزراء
من أبناء الجالية اللبنانية في القارة الأفريقية .
نتوجّه إليكم، من موقع المسؤولية التي تفرضها علينا الغربة والانتماء والوفاء للبنان الذي نحمله معنا في كل مدينة وشارع وسوق وميناء وغابة على امتداد القارة السمراء.
في معركة النقاش المتجدد حول ملف الانتخابات النيابية وحق المغتربين في التمثيل،
تبرز خصوصية الجالية اللبنانية في إفريقيا بوصفها واحدة من أعرق الجاليات وأكثرها فاعلية في دعم لبنان المقيم ،
وبكل أسف ومرارة تُعامَل الجاليات وكأنها ملحق هامشي، لا كتجمّع فاعل ووازن له جذوره الاجتماعية الاقتصادية والثقافية والسياسية.
أولاً: خصوصية الجالية اللبنانية في إفريقيا .
يمثّل اللبنانيين في إفريقيا عنصراً حيوياً في النسيج الوطني، لا من حيث العدد فحسب، بل من حيث الدور البنّاء في تطوير العلاقات الاقتصادية بين لبنان ودول القارة. أبناء هذه الجاليات يديرون شركات ومؤسسات كبيرة توفّر فرص العمل لمئات الآلاف من المواطنين في الداخل والخارج، ويساهمون بشكل مباشر في دعم الاقتصاد الوطني عبر التحويلات المالية، والشراكات التجارية، والمبادرات التنموية في كل الاتجاهات .
ورغم هذا الدور الريادي، تم تغييب الجاليات عن أي تمثيل نيابي مباشر،
ما يحرمها من حقها الطبيعي في إيصال صوتها إلى البرلمان اللبناني، وتحصيل حقوقها، وتنظيم علاقاتها القانونية والاقتصادية مع دول الإنتشار ، تحت مظلة رسمية لبنانية واضحة.
ثانياً: التحديات الانتخابية والأمنية
إن البيئة الإفريقية، على تنوعها السياسي والقانوني، تُشكّل تحدياً فريداً للناخبين اللبنانيين ، فغياب التمثيل الرسمي الحقيقي يترك الجاليات عرضة لفراغ قانوني ومؤسساتي في علاقاتهم مع السفارات، ومع الحكومات المحلية، ويحول دون نقل همومهم إلى الدولة اللبنانية بطريقة مجدية.
كما أن الانخراط في الحياة السياسية اللبنانية، من باب التصويت أو الترشّح، يبقى محصوراً في السياقات الطائفية والحزبية، مما لا يعبّر بالضرورة عن أولويات اللبنانيين في إفريقيا، الذين يريدون نائباً يمثل مصالح الجالية لا التوازنات الداخلية في لبنان.
ثالثاً: المطلوب أن يكون نائب للجاليات اللبنانية في إفريقيا
من هنا، نؤكد على أولوية مطلبنا بانتخاب نائب عن القارة الإفريقية من أبناء الجاليات ، يُنتخب حصراً من المقيمين في دول القارة الأفريقية، ويكون حلقة الوصل مع البرلمان اللبناني، ناقلاً هموم الجاليات، ومدافعاً عن مصالحهم، وساعياً لتنظيم حضورهم ضمن إطار رسمي، بعيداً عن الفوضى والاجتهادات الفردية والشخصية .
نائب إفريقيا ليس ترفاً تمثيلياً للوجاهة والمصالح الشخصية، بل ضرورة وطنية تمليها الجغرافيا والديموغرافيا والعلاقات الإنسانية والمصالح المشتركة. نائب يعرف هموم وشؤون وشجون الجاليات وعنده خبرة في الأسواق الإفريقية، ويفهم قواعد اللعبة السياسية هناك، ويُتقن مخاطبة الحكومات الأفريقية باسم لبنان، ويُعيد دمج الجاليات في مشروع الدولة، لا على هوامشها.
رابعاً: مطالبنا الأساسية ،
– تثبيت الحق في مقعد نيابي للجاليات اللبنانية في إفريقيا ضمن الكوتا الاغترابية القانونية.
-ضمان حرية الاقتراع دون ضغط أو محاذير سياسية أو قانونية.
-إشراك ممثلين عن الجاليات في اللجان النيابية المعنية بالاغتراب والاقتصاد والتجارة الخارجية.
-إنشاء مكتب رسمي في وزارة الخارجية يعنى حصراً بشؤون الجاليات اللبنانية في إفريقيا،
أركان الدولة الكرام ،
نضع أمامكم وبكل احترام هذه المطالب، مستندين إلى إيماننا العميق بحرص على الشراكة الوطنية الحقيقية، وعلى صيانة موقع اللبنانيين في الاغتراب، ورفض التعاطي معنا كأتباع في معركة سياسية، أو كمواطنين درجة ثانية ، بل كشركاء في بناء مشروع وطني لبناني إفريقي مستقبلي واعد.
لا تتركوا هذه الجاليات لقدرها مجدداً خارج حضن الوطن .
نحن في إفريقيا لم نغادر الوطن يوماً بل حملنا دائماً همومه وشجونه .
مع خالص التقدير والاحترام،
الجاليات اللبنانية في القارة الإفريقية …