
تتسارع في الاشهر الاخيرة وتيرة الحديث عن التطبيع بين لبنان واسرائيل، في الوقت الذي يعتقد البعض أن ثمة فرصة تاريخية سانحة لنتنياهو للعبور نحو هذه اللحظة انطلاقا من موقف الإدارة الأميركية ومشروع ترامب لتحقيق الاتفاقيات الابراهيمية بالتعاون والتنسيق والارتباط بصديقه نتنياهو، ولعل ثمة عوامل كثيرة تقف حائلًا في وجه هذا المشروع الذي يخطط له نتنياهو الذي يطمح أن أن يقدم نفسه بن غوريون الثاني في الدولة العبرية.
أولى العوائق التي تقف في وجه هذا المشروع هو أنه لغاية اللحظة ثمة احتلال لجزء كبير من الأراضي اللبنانية الجنوبية، حيث لا يمكن الحديث حتى عن اتفاق هدنة في ظل هذه الوقاحة باحتلال أراض لبنانية غادرها أهلها ولم يعرفوا اماكن منازلهم حتى هذه اللحظة, وإضافة لذلك ثمة عامل آخر وهو ذلك المرتبط بالمملكة العربية السعودية والموقف العربي الذي يرفض الذهاب لأي تسوية في المنطقة قبل اتضاح حقيقة المشهد الفلسطيني واعطاء ضمانات بقيام الدولتين وانهاء أو تسوية هذا الصراع لفترة زمنية بعيدة جدا, ويأتي معطوفا على ذلك رفض شريحة كبيرة من اللبنانيين للفكرة بشكل لا يقبل النقاش وخاصة اولئك الذين فقدوا فلذات أكبادهم وأهلهم في الأحداث الأخيرة التي عصفت بلبنان والتي تشكل نقلة استثنائية كبرى في تاريخ هذا الصراع القديم الجديد.
في خضم هذا المشهد يغدو محالا الحديث عن السلاح الذي يربط الأميركي والغربي عودة المساعدات للبنان والإعمار والاستثمار به، لأن ثمة معطيات باتت واضحة أن الحزب يقارب الملف ببعده التاريخي والإنساني والديني والعقائدي ووجدان شريحة كبيرة من الناس الذي يعتبرون أن مجرد طرح هذه الفكرة هو أمر يبعث على الاستغراب والاندهاش والصدمة الكبرى.
في المحصلة تنتهي كل الحروب بتسوية ولكن هذه التسوية لا يمكن أن تقوم بها حارة حريك وفق مرجع سياسي مراقب بتسليم السلاح الذي تعتبره علة الحضور الفكري والثقافي والصراعي في هذه البقعة الملتهبة من هذا الشرق.
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي الموقع، شكرا على المتابعة.