
حذر المفتي الشيخ أحمد طالب من أننا أمام أشهر صعبة ومعقّدة في لبنان وأن الأيام المقبلة قد تكون
حاسمة في الإضاءة على المشهد ومعرفة اتجاهات الريح أكثر.
وأشار الى استعجال الجانب الأميركي لربط لبنان بالملف الذي تعمل له ادارة الرئيس ترامب على مستوى المنطقة والاستمرار في منع البلد من التقاط أنفاسه من خلال تواصل الاعتداءات الاسرائيلية لإبقائه في دائرة الضغط حتى يتجه الى الخيارات التي يتم رسمها
سياسيا واقتصاديا وربما ما هو ابعد من ذلك لبلدان المنطقة كلها.
وأكد أن الكلام الأخير للمبعوث الأميركي بشقّيه والذي أوحى من جهة بالخطر الوجودي الذي يحيق بلبنان ثم بتوضيحه يحمل الكثير من الرسائل ويوحي بأن مرحلة التطمينات أوشكت أن تنتهي لتبدأ مرحلة التهديدات .
ورأى سماحته أننا في الوقت الذي يعرف الجميع أن ما يُطلق من مواقف يدخل في نطاق التهويل ، إلا أن هذا التهويل قد يتحول الى تصعيد ميداني من خلال رفع وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية
وحتى في بعض الحوادث الأمنية التي تهدد الاستقرار اللبناني من الداخل، ليضاف الى بعض ما يصدر من مواقف داخلية لا تراعي وحدة اللبنانيين ومصلحة البلد بقدر ما ترفع من سقف الضغوط على الدولة والشعب معا، ما يوحي بعدم صلابة الموقف امام العدو وفي وجه الضغوط الأميركية.
وأكد سماحته أن هذه الصورة للمشهد الحالي
والتوقعات القادمة تثير الريبة في الإصرار المتواصل على عدم الذهاب للحوار اللبناني الداخلي الذي يشترك فيه الجميع في وضع رؤية حقيقية حيال مقاربة هذا الملف الوجودي وكذلك حول الخطة الفعلية لبناء الدولة.
وخلص سماحته الى التحذير من أن الكلام الأميركي المزدوج ومراوحته بين الترغيب والترهيب هو بمثابة الإشارة الى أن مرحلة الخيارات الفعلية أمام اللبنانيين أزفت وللأسف فإن الرد على هذا الكلام سيبقى منخفضاً ما لم ينطلق من قاعدة واحدة ترتكز على وحدة اللبنانيين جميعا سواء على مستوى الموقف الرسمي وصولا الى كل المكونات الداخلية، وهو الأمر الذي لا نزال نفتقد اليه لنفقد معه آلية الرد الحقيقية على العروض والتهديدات.