اخبار ومتفرقات

انّه يوم حزين.

حالتي تزداد سوءاً فبعد فقدان رغبة السفر ورغبة تناول الاطعمة اللذيذة وارتداء الثياب الجميلة وبعد فقدان ميزة الاغواء والاغراء و جذب الإناث والسهر أصابني ما هو أخطر من إكتئاب إنما ما بعد بعد فصام الشخصية بإمتياز،فقدت رغبة القتل.

انه نبأ حزين أزفّه للقراء وللمستمعين وللمشاهدين. 

فقدت رغبة القتل آخر اللذات الانسانية المستحيلة،حتى أنّي فقدتُ رغبة إغتيال زوجتي التي ما زلت أدلّعها ومنذ سنوات طويلة بتسمية “الجريمة المؤجلة”.

امر خطير.

لم أغتالها لتزاحم اسماء المرشحين للقتل على لائحة انتقامي.

تهت بالاسماء،بالمقتولين وبالمنتحرين.

كثرت ثاراتي إلى حدّ ضعت فيها بالأولويات .

بمن ابدأ؟

هل ابدأ جرائمي بقتل “الجريمة المؤجلة”ام اليساريين المرتدّين او المثقفين الحاقدين او اليمينيين المتطرّفين او الاسلامويين المكفّرين لكل من لا يتفق معهم في العبادة او أصحاب المصارف او الفاسدين او ناهبي الاموال العامة.

كثرت الاسماء إلى حدّ اني فقدت رغبة زرع متفجرة او أن اكمن للسحرة والمشعوذين .

يوم حزين فقد فقدت رغبة قتل حتى الضعفاء والمساكين والذين لا حول لهم ولا قوّة.

وضعي تعيس،بائس،تائه،شحاد على ابواب موتى،من مال الله يا محسنين.

من مال الله يا محسنين،جريمة ولو يتيمة،واحدة ولو غير مكتملة.

فقدت كل رغباتي في الحياة ولم أتأسف ،حزنت بشدة لفقداني رغبة القتل وهذا حدث جلل،حدث عظيم،كيف أعيش؟

كيف اكمل ما تبقى من عمر بلا معنى.

الزمن الذي لا أقتل فيه،لا اصطاد،غير محسوب من عمري.

انتِ عمري الذي لم احياه.

انت الذكريات التي تخيلتها ولم اعيشها.

انت الحب الذي تمنيته ولم القاه.

انت احلام الطفولة التي بقيت خيالا إنما هذياناً مؤلماً.

انا الهذيان المؤلم يا حبيبتي.

ما عدت طبيعياً مذ فقدت شهوة الجريمة.

ابني يعزف قطعة موسيقية على آلة البيانو،بحثت عن اسمه في لائحة المقتولين.

قلق في الوطن،قلق في الانسان،قلق في الوطن، يأس في الحضارة. 

من مال الله يا محسنين،جريمة ولو يتيمة،واحدة ولو غير مكتملة.

انّه يوم حزين.

والله اعلم.

د.احمد عياش 

المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي الموقع، شكرا على المتابعة. 

زر الذهاب إلى الأعلى