
يحصل ان تموت الكائنات الحيّة ويحصل ان تهاجر الطيور في رحلتي الصيف والشتاء وان لا تعود.
يحصل ان تدمّر بيوت في الحروب وان تتغير خارطة الخيام وغزة وكفركلا إنما ان تموت آلبيانو فهذا امر عجب.
ان يموت المطرب وان يموت ماضٍ مع موت صاحبه وان تتظاهر الذكريات بالنوم العميق امر يحصل إنما ان تموت النغمات والالحان فهذا امر عجب.
ان تموت القصائد بين صفحات الكتب العتيقة وان يرحل الشاعر إلى غيب لطالما خاف منه ومدحه في الوقت نفسه جائز ويحصل إنما ان يموت نشيد الاممية وان تموت أغنية “جايي مع الشعب المسكين” فأمر عجب.
ان يموت اخلص الناس لقضايا العمال والفلاحين والمقهورين وان يموت المسرح فهذا امر غير قابل للتفاوض.
وان يموت المسرح وان يحتضر العود وان تسقط اليد التي رفعت المنجل واليد التي لوّحت للجمهور فهذا أمر نادر الحصول.
الموت حق إنما ان يصبح الموت واجباً فهذا أمر حزين ومفجع.
ان تموت ذكرياتنا مع حكايا ونكات لطيفة ساخرة سمعناها في العقل زينة من صوت الشعب إنما عميقة التحليل وصالحة لكل زمان مهما تغيّر المكان فذلك امر يستدعي البكاء ولو ان البكاء ليس من شيم الرجال الرجال.
مات الفيلم الأميركي الطويل في سهرية عابرة في نزل سرور ثوري.
مات عباس ومات فهد.
هكذا نموت جزءاً بعد جزء ،ذكرى بعد ذكرى،ضحكة بعد ضحكة،خيبة بعد خيبة، هكذا تتفتت الروح.
قوم فوت نام يا زياد وصير حلام بقرب جوزيف صقر وامام عاصي ومنصور الرحباني.
نهايات اللطفاء دائمة مؤلمة وان تكون فيروز اوّل الباكيات فهذا يعني اننا نحن اللبنانيون جميعا في مأتم وفي حداد وطني نبكي فيه ذكرياتنا واحلامنا.
كيف تموت النكتة ؟
ماتت.
نحن بيرق جامع كل الشعوب شرقية غربية شمال وجنوب…يا عهد الاممية تحية تحية…
هذا زياد.
موت بيانو.
موت ابو الزلف.
موت الدلعونا.
ياااااا رشيييييد .
مات رشيد.
د.احمد عياش
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي الموقع، شكرا على المتابعة.