اقلامالسياسيةجبيلجبيل المدينةجبيليات وكسروانيات

كتب ناجي علي امهز، برحيل زياد الرحباني… يُطوى جزء من الروح اللبنانية التي كانت تغني وتحتجّ وتضحك وتفكّر في آنٍ معًا.

برحيل زياد الرحباني… يُطوى جزء من الروح اللبنانية التي كانت تغني وتحتجّ وتضحك وتفكّر في آنٍ معًا.

باسمي،
ناجي علي أمّهز،
أنحني أمام الرحيل الثقيل لهذا العبقري اللبناني، الذي لم يكن فنانًا فقط، بل كان «الدهشة تمشي على قدمين»، وكان يعزف الوطن حين يصمت الجميع.

كما بكَت أوروبا بتهوفن حين توقفت موسيقاه عن البوح، وكما حزن العالم حين سكتت أنامل موزارت، نحزن نحن اليوم لأنّ زياد الرحباني، آخر الرموز الحية لصدق الفن وجرأة العقل، قد رحل.

لم يكن زياد يكتب او يؤلف موسيقى فحسب، بل كان يكتبنا نحن، يرسمنا على خشبة المسرح، ويفككنا جملةً تلو أخرى.
كان يعزف الحزن اللبناني بطرافة، ويضع صرخة الناس في نوتة، وينتزع ضحكتهم من قلب النار.

زياد،
أيها الشاهد المتمرّد،
يا ابن فيروز والأرزة،
يا من كنتَ الحنين والاحتجاج والتهكم والوجع والرؤية في آنٍ واحد…
نمْ قرير القلب، فالفوضى لم تعد خلاقة من بعدك، والكلمة لم تعد جريئة كما كانت في حياتك، والصمت لم يعد له معنى حين توقّفت أصابعك عن العزف، وكلماتك التي تجاوزت الطوائف، لتغني للوطن، للفقراء والمهمشين.

لقد متّ كما يولد الكبار: ضجة تُربك الزمن، وصمتٌ يدوّي أكثر من كل الكلمات.

رحمك الله يا زياد،
يا من صارت روحك الآن مقطوعةً سماوية،
لن تُعزف بعدك، ولن تُفهَم قبلك.

زر الذهاب إلى الأعلى