
الاتحاد الروسي الفدرالي يقرر والاتحاد الأميركي يقرر وجمهورية الصين الشعبية تقرر واليابان تقرر لكن الطبيعة تقرر ايضاً ورأي الطبيعة غالب وحاسم.
الطبيعة تَضرب ولا تُضرب،تقصف ولا مواقع لها لتُقصف،تماما كرجال العصابات الذين يقاتلون جيوش نظامية.
قوى الطبيعة سرّية،تأتي من يهمها امره من حيث يدري و لا يدري لتغتاله ولو برذاذ مطر و تماما كالالوية الحمراء،لا يُعرف لها قائد ولا يُعرف للقائد وجه او صورة.
في كامشاتكا زلزال بقوة 8,8 والتسونامي تهدد الجميع.
سيقول المطارنة من اهل الأرثوذكس والجماعة في اوكرانيا ان الرب يعاقب الروس وسيقول المطارنة من اهل الأرثوذكسي والجماعة في روسيا ان بلاء الرب رحمة لمؤمني البلاد لأن تذكر الرب “بوغ” للروس رحمة ورب الاوكران والروس واحد ومشترك .
سيقول رهبان اليابان والصين ان رب الروس غاضب و يلحق الاذى باتباع رب البوذيين.
لكل طرف حكاية وتحليل وقراءة للمأساة والحقيقة ان الطبيعة تعيد صياغة قوانينها علمياً لتتلائم مع شروط الحياة الحالية.
كلما نهبتم نفط وغاز ومعادن وحديد وحتى كلما تعرضتم لمياه الابار الجوفية لكوكب الارض ردّت الطبيعة بما تيسّر لها من زلازل ومن اعاصير ومن عواصف ومن طوفانات يدلعونها تسونامي.
صار طوفان نوح تسونامي نوح.
لنهب الارض حساب قضائي فيزيائي مفتوح من الطبيعة ضد البشر الاشرار.
ليس للطبيعة تنظيم او هيكل دولة لتردّ على الاعتداءات المتلاحقة على سيادتها ولا جيشا لها وقد اعربت عن غضبها عند كل تجربة نووية في أعماق البحر أو الارض ،الرد على الاعتداءات البشرية يحصل وفق قانون حرب عصابات فيزياء الطبيعة.
تَضرب ولا تُضرب هذا هو القانون الاول للدفاع عن النفس،تغزو قبل أن يعاودوا التفكير بغزوها هذا هو القانون الطبيعي الثاني.
لا مشروعا عربيا او فارسيا او تركياً للطبيعة الا انّها تقاوم.
لا مشروعا اسلاميا او مسيحيا او بهوديا او هندوسيا او بوذيا الا انها تواجه.
لا مشروعا رأسماليا او اشتراكيا لها الا انها تحارب دفاعا عن استقرار قوانينها الفيزيائية وفق قانون حرب رجال عصابات،حرب أشباح.
الا ان كوكب الأرض اعتق من الفدائيين ومن الالوية الحمراء ومن العقل.
في البدء كان الكوكب ثم الماء والهواء والتراب والأشجار ومنها شجرة التفاح وبعدها كان آدم وكانت حواء كصورتين رمزيتين للخلق .
خلاصة:
فكرة حرب رجال العصابات فكرة مسروقة من الطبيعة ومن ردة فعل الكوكب .
اذن المقاومة فعل طبيعة.
المقاومة الصحيحة تكون بالاقتداء بحرب الطبيعة لأن العمل الفدائي عمل طبيعي لرد الاعتداء على قوانين الأوطان وأهل الارض.
لا بدّ من العودة إلى العمل السرّي.
لا بد من التقية الامنية ومن الاستتار بالمألوف السياسي والاجتماعي.
لا بد من الوية حمراء او سوداء تَضرب ولا تُضرب.
تَقصف ولا تُقصف لأنها ليست جيشا او شبه جيش نظامي،لأن كل العناوين عناوينها ولا مركزا لها ولا حتى ناطق رسمي.
لأنها مقاومة طبيعية.
الملثم راية.
هل اقتنعت الان بخطة الغد لننتصر ولننجو.؟
والله أعلم.
د.احمد عياش
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي الموقع، شكرا على المتابعة.