اخبار ومتفرقات

كتب ناجي علي أمّهز – إلى غالبية الإعلاميين “الوزاوظ” في محور المقاومة

أيها الأحبة، كفى ندباً!

هذا البكاء على الأطلال لا يقدّم ولا يؤخّر، لا يبدّل شيئًا، لا يُنقذ بيتًا تهدّم، ولا يُحيي شهيدًا سقط، ولا يعيد كرامةً امتهنتها غرور الشعارات وتضليل الشاشات.

 

عندما كنت أصرخ منذ سنوات، وأحذّر، وأكتب، وأحلّل، كنتم أنتم، يا من تتباهون اليوم بالحسّ النقدي والجرأة، تتفنّنون في فنون التبخير والتطبيل والتهليل للحلفاء.

 

مليون كلمة نشرت خلال 20 سنة تقريبا ولم اغير فيكم حرفا واحدا لانكم لا تصغون الا لصوت عداد الجمهور على وسائل التواصل الاجتماعي، والسباق للجلوس في الصفوف الاولى لا لتدافعوا عن الطائفة بل لتشاهدوا دمارها وما صنعتم انتم بهذه الطائفة المظلومة.

 

كان دوركم فقط الكذب والكذب، لا ليصدق الاعداء والخصوم، لانه بالاساس اسلوبكم لا ينطلي الا على الحمقى والاغبياء، ولتبقوا انتم طيلة النهار على الشاشات والفضائيات، وتحصدون الاعجابات واليكات.

اعميتم الطائفة بالكذب والخداع.

 

لم تتركوا مفردةً في قاموس المدح إلا واستخدمتموها: “عبقري”، “الحليف الاصدق”، “المفكر الإستراتيجي”، “الملهم”، “المخضرم”… حتى أعتقدت الطائفة أن بعض الحلفاء أنبياء أو أوصياء، وأنهم وحدهم يملكون مفاتيح النصر والهزيمة، الحياة والموت، المصير والقدر.

 

كنت أراقب، وأتوجّع، وأتساءل: أين المهنية؟ أين التوازن؟ حتى مجرّد الإشارة إلى خلل ما، أو ملاحظة بسيطة على أداء حليف، كانت تُواجَه بالمنع، أو الحذف، أو المقاطعة، أو التشهير…

حتى عندما اكتب وانتقد الدور الروسي المقصر، كنتم تهاجموني، لانني اكتب عن ابو علي بوتين.

 

الفضائيات، بدلاً من أن تكون منابر للحقيقة، تحوّلت إلى أبراج عاجية يحرّم فيها نقد الحلفاء، ولو من باب الحرص أو التقييم أو التفكير.

 

رجائي—بل صرختي إليكم:

توقّفوا!

اصمتوا، من باب الحدّ الأدنى من الاعتراف، والحدّ الأدنى من الشجاعة.

أنتم، يا فريسيّي الكلمة، يا كهنة الميكروفونات، يا كتبة “اليك والسكوب الأعمى”،

أنتم الذين سخّرت لكم المنابر والشاشات ومواقع التواصل لتكونوا أصوات شعبكم،

فحوّلتموها إلى أبواق تُلمّع وتزيّن وتخدّر.

 

أنتم المسؤولون، لا عن صورة الطائفة فقط، بل عن نكباتها السياسية، عن دماء شبابها، عن تهميش عقلها، عن تهشيم روحها، عن كلّ منزل تهدّم ولم يسأل عنه أحد.

 

أنتم باقلامكم واطلالتكم وفضائياتكم امعنتم بنحر الطائفة.

 

إن كان هناك من يجب أن يُحاسب اليوم، فأنتم أولهم.

إعلام محور المقاومة، بأكثريته الساحقة، صار مأساةً بحد ذاته:

ببغاوات…

 

سبيكرات تردّد دون فهم، دون إدراك، دون حتى القراءة لفقرة بسيطة من السياسة المكرّسة.

أقولها لكم الآن:

اصمتوا،

لأن صراخكم يزيد الضياع،

ومن يقرا لكم اليوم ويقرا لكم بالامس او يستمع اليكم اليوم ويصغي الى كلماتكم لا يجد نفسه الا انه مستعد ان يضربكم بالاحذية او يبصق على وجوههكم وافكاركم العفنة. 

 

وأناشد، بكلّ ألم وإيمان،

رجال الدين الذين يخافون الله،

أن يصدروا فتوى أو موقفًا واضحًا وصريحًا بوقف هذه المهزلة الإعلامية،

لأننا، والله، إذا استمرّ هذا العراء، لن يبقى شيء من الشيعة، لا كرامة، لا فكر، لا وجود.

أما إلى القيادات الشيعية:

آن الأوان لتتحرّكوا، بإطلاق حراك شيعي حقيقي:

من المثقفين، من النخب، من كلّ من ما زال يحتفظ بعقله وضميره،

قبل أن نُدفن، لا كأفراد، بل كهوية كاملة.

والسلام.

المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي الموقع، شكرا على المتابعة. 

زر الذهاب إلى الأعلى