
ماذا تعني الجامعة لكم يا أسياد لبنان؟
بروفيسور نسيم الخوري
في العالم ٣١٠٩٧ جامعة ومعهد، وتحتل الهند المرتبة الأولى (٥٣٤٩)، والولايات المتحدة المرتبة الثانية (٤٠٠٠)، أما في لبنان فـ ٤٨ جامعة…
ولكن:
هذا نصّ صباحي في موقع يدعو للقراءة.
نعم، للقراءة حول معاناة الأساتذة الكبار الجامعيين المتقاعدين في لبنان، الذين كانوا المدماك الصلب الذي قامت على أكتافه أبنية التعليم العالي في لبنان، وفقًا لروح الأونيسكو التي أطلقها سليمان فرنجية، الذي دعا يوم تأسيس الجامعة إلى تحقيق روح الأونيسكو.
لن أفصح عن الروح هذه.
للسادة المسؤولين: نقر المواقع والقراءة لفهم معنى الجامعة.
في لبنان اليوم، حيث التعليم العالي يشهد تطورًا ملحوظًا مع وجود أكثر من ٤٨ جامعة، يجد الأساتذة الكبار الجامعيون المتقاعدون من الجامعة اللبنانية، بانتظار ٨٠٠ دولار شهريًا، أنفسهم في مواجهة تحديات مادية صعبة لا يمكن وصفها أو تصورها، عبر تدهور الأوضاع العامة في البلد. هؤلاء الأساتذة، الذين كانوا أساس التعليم العالي الصلب في البلاد، يعانون اليوم من أوضاع اقتصادية قاسية نتيجة لتقاعدهم وعدم حصولهم على مستحقاتهم المالية.
يبلغ عدد الأساتذة الكبار الجامعيين المتقاعدين اليوم حوالي ٢١٠٠ أستاذ، وهم الذين تخرّجوا من جامعات عالمية مرموقة، وساهموا في بناء أسس التعليم العالي الرسمي في لبنان.
نعم، ومن دون خجل: عانى ويعاني هؤلاء الأساتذة من انهيار مدخراتهم في المصارف، بالإضافة إلى تقصير الدولة اللبنانية الرهيب في تلبية حقوقهم المالية وطبابتهم، مما أدى إلى تفاقم معاناتهم الصحية والمرضية والعائلية.
يؤدي تقاعد هؤلاء الأساتذة دون تعويض مناسب إلى فقدان خبراتهم، بل ذخائر مساهماتهم في تطوير التعليم العالي وجودته في لبنان، خاصة إذا لم يتم تعويضهم، لأن الأساتذة الجدد يتمتعون بنفس المستوى من الخبرة والكفاءة، لكنهم باتوا يبحثون عن الهروب من الجامعات الرسمية التي تركتهم أسرى الأوضاع الصعبة جدًا، بعدما أفقدتهم مدخراتهم، وأدارت ظهرها لمستقبلهم.
الدولة اللبنانية غائبة رسميًّا عن اتخاذ إجراءات فورية لتعويض الأساتذة المتقاعدين خسائرهم المالية، وضمان حصولهم على مستحقاتهم. وهذا ما يهدّد مستقبل التعليم الرسمي الجامعي في لبنان، إذ ينبغي للحكومة اللبنانية أن تستثمر في التعليم العالي، لدعم الأساتذة الجدد، وضمان استمرارية جودة التعليم في مستقبل النهضة المنتظرة في البلاد.
الخلاصة:
إن معاناة الأساتذة الكبار الجامعيين في لبنان تعكس تحديات كبيرة تواجه التعليم العالي في البلاد. من الضروري أن تتدخل الدولة اللبنانية لضمان حقوق هؤلاء الأساتذة، ودعم التعليم العالي في لبنان لضمان استمراريته وتطوّره.