
ما أجملك، وما أبهاك ،وما أعظمك… يا سيادة الرئيس القائد…
الكاتب السياسي الروائي الاستاذ سامي الساعدي
هذا اليوم 8/8 تذكرت فيها إنتصاراتك وشجاعتك، حيث كنت تدفع بالشباب في زهرة أعمارهم بلا خوف عليهم ولا وجل …حتى أمرت ذات مرة أن ضحوا بكل الجنود ولتكن خسائرنا مية بالمية ونعتبرهم شهداء…كم أنت شجاع وبطل ..!!؟؟ياسيادة الرئيس أجدني محتاراً من أين أبدأ وإلى أين أنتهي وفضائلك ومحاسنك ملأت الخافقين وطوقتها سفوح دجلة والفرات..…. فلقد بنيت نصب الشهيد ورفعت قواعد الجندي المجهول….وغزوت بلداً عربياً وجعلت منه محافظة شهراً ومضى عقدان يدفع العراق الخسائر وطالت يدهم إلى أرض العراق….وجدت في سجونك أطفال بعمر الأثني عشرة سنة، لأنه ضد الحزب والثورة …جعلت الجار يغدر بجاره والأخ يغدر بأخيه جعلت الشعب العراقي بين متابع بكسر الباء ومتابع بفتح الباء…جعلت من طلاب المدارس والمعاهد والجامعات وجعلت من العمال والموظفين وجعلت من القوميات والعشائر بعضهم ينهش لحم بعض طمعاً بأوهام ودرجات حزبية لامعنى لها …. رفعت شعاراً ( الوحدة والحرية والإشتراكية) فتفاقمت خصومات الدول العربية وتعمقت أخاديد المشكلات بين البلدان العربية …..والحرية زادت الشعب عبوديتاً ورعباً وخوفاً، وتعاسة .. ….والإشتراكية ماهي إشتراكيتك !!؟؟ إذ أنشأت (169) قصراً وطعامك الرئاسي لايتناوله غيرك ويأتيك الطعام من المطبخ الفرنسي والعهدة على الراوي….ياسيادة الرئيس كم قتلت وأعدمت من العراقيين إذا رأى أحدهم فيما يرى النائم….ما لا يرضيك….كم أنت هيبة بطولك المديد وأنت تطوق خاصرتيك بقبضتيك وتبتسم إبتسامة عريضة تشبه أبطال الأفلام العربية و يقطع الرائي لك بهذه الهيئة أنك تقلد فريد شوقي ، فأدركنا أن بطولاتك و (همبلاتك)تمثيل في تمثيل…….ترى من الجاني على من!!؟؟
أنت أم الذين خدعوك….(الشواذي) من حولك يصفونك بالقائد الملهم بفتح الهاء أما نعيم حداد فصار يكسر الهاء….حتى أخطائك جعلوها حكماً وشعارات وسيئاتك حسنات….وصدرت سلسلة في مجلتك ألف باء في الثمانينيات (سر جاذبية السيد الرئيس) وكانت إحدى حلقاتها (وسامته) وجعلوا منك عارض أزياء أو ملكة جمال العالم تحسدك على وسامتك……ياسيادة الرئيس جعلت من نساء الوسط والجنوب لا يرتدين إلا السواد ولا تمر الإبتسامة على شفاههن إلا لماظاً…. ولما عادت طفلة يتيمة من المدرسة إلى أهلها حدثت أمها قالت ماما اليوم سمعت واحد گلي بابا والله حلوة كلمة بابا….فرفعت أمها يديها صارخة وشاركتها أخواتها و أرملة أخيها وشاركتهن أمها التي فقدت ولديها الوحيدين بين جبهة قتال في البوابة الشرقية وبين إعدام في سجونك……وظلت الطفلة يتيمة أب أكلته حربك ساهمة مذعورة فزعة من كلمة بابا ….كغيرها من اليتامى لاتعرف كلمة بابا ( حلوة لو مو حلوة )……ياسيادة الرئيس خدعوك حتى أقنعوك أن الحكمة تصدر منك و من كل إتجاهاتك من أعلاك ومن أسفلك..….حتى قلت ذات يوم كلمة بليغة في محضر من محاضرك كلمة لم يسمع بها الشعب العراقي وأنت تقول ( هاي الطربگه)…وفي اليوم الثاني وفي صحيفة الحزب والثورة، تسابقت المفردات، وتزاحمت السطور في مقال طويل وعريض ليجلي معاني هذه الكلمة الفذة…بعنوان كبير (ماذا يعني الرئيس القائد بكلمة طربگة )…… ياسيادة الرئيس لقد ( طشت) أفكارك ونتاج عبقريتك ورؤاك وتصوراتك الفذة وتلقاها مريدوك وأفراد حزبك وعصابتك حتى زار مسؤول بعثي ناحية المشرح من محافظة ميسان….والحرب مستعرة والقتلى تأتي تباعاً زرافات ووحداناً فقال لمن حوله مطمئناً ( لا تخافون الناس متخلص شوفوا الغنم شگد نذبح بيها وباقية غنم ) ياسيادة الرئيس جفت محابري ولم تجف فضائلك ومحاسنك ….ولهذا يحن لك محيسن الأعور وگويطع الأحدب وجريو الوسخ وزنيهر أبو مخطه وحمديه ام شامه وسعديه ام گذله وسنيه العورا ….. وصويحباتهن ….آه على ذلك الزمن الجميل لم يروا مثله هيبة وعز وإنتصارات وخير (چثير).. ….حتى أبنائهم صاروا يحنون على أيامك وزمنك الجميل أبنائهم الذين أتوا إلى الدنيا ولم يلحقوا بك إذ أخرجتهم القابلات من بطون أمهاتهم في اليوم الذي أخرجوك من الحفرة عفناً وسخاً قذراً…….مذؤماً مدحوراً تتبعك لعنة الله ولعنة اللاعبين …..
سامي الساعدي 8/8/2025