
الشيخ نعيم قاسم يفتح جبهة جديدة للمقاومة: دعوة للنخب والكتاب لرسم معالم السيادة
الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم يحدد أولويات المرحلة ويؤكد أن سلاح المقاومة “روحنا وشرفنا ولن نتخلى عنه“
بيروت – في خطاب سياسي بارز اعتبر الأول من نوعه الذي يتم تداوله على نطاق واسع بعد توليه الأمانة العامة، وجّه الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، رسالة مباشرة وحازمة إلى الحكومة اللبنانية، مطالبًا إياها بجعل “استعادة السيادة الوطنية الكاملة” أولويتها المطلقة، معتبرًا أنها المدخل الوحيد لحل مشاكل لبنان وتحقيق الاستقرار والنهضة.
جاءت كلمة الشيخ قاسم خلال الحفل التأبيني الذي أقيم لسماحة العلامة السيد عباس الموسوي، “عالم دين جليل”، حيث استهل كلمته بالإشادة بمناقب الفقيد ومسيرته العلمية والجهادية. وسرعان ما انتقل الخطاب لتحديد ملامح المرحلة المقبلة ورسم خطوطها السياسية والعسكرية.
من المقاومة المسلحة إلى المقاومة المجتمعية
لم يكتفِ الشيخ قاسم بالحديث عن دور المقاومة العسكري، بل بادر إلى فتح جبهة جديدة، جبهة “المقاومة الفكرية والسياسية”. وبلهجة تحفيزية، خاطب النخب اللبنانية قائلاً: “أدعو الأحزاب والنخب والمؤثرين على مستوى لبنان أن يساعدوا الحكومة في طريقة التفكير وفي إنجاز الخطط”.
وذهب إلى أبعد من ذلك، مقترحًا آلية عمل واضحة: “بثوا على وسائل التواصل الاجتماعي وفي الإعلام اقتراحاتكم، أوصلوها إلى الحكومة… أغرقوا مواقعهم باقتراحاتكم، ناشدوهم، تحدثوا معهم، حثوهم“.
تطور استراتيجي في الخطاب
يعتبر هذا التوجه تطورًا كبيرًا ومتميزًا لعدة أسباب:
- توسيع قاعدة المقاومة: لأول مرة بهذا الوضوح، يدعو الأمين العام لحزب الله شرائح المجتمع التي لا تحمل السلاح إلى أن تكون جزءًا أساسيًا من مشروع المقاومة، محولاً إياها من قضية فصيل مسلح إلى قضية وطنية شاملة يمكن للجميع الإسهام فيها.
- نقل المعركة إلى الساحة السياسية: يهدف الشيخ قاسم من خلال هذه الدعوة إلى نقل المعركة من حدود الردع العسكري إلى داخل أروقة صنع القرار. فالمطالبة الشعبية والفكرية المستمرة بالسيادة تضع الحكومة والطبقة السياسية أمام مسؤولياتهما، وتجعل من ملف السيادة ملفًا شعبيًا ضاغطًا لا يمكن تجاهله.
- تأطير الصراع بمصطلحات وطنية جامعة: باختياره شعار “نطالب حكومة لبنان باستعادة السيادة الوطنية“، يضع الشيخ قاسم الصراع في إطار وطني جامع يتجاوز الانقسامات الطائفية والسياسية، فالسيادة مطلب لا يختلف عليه اللبنانيون نظريًا، وهو بذلك يحشد الجميع خلف هدف وطني كبير.
إن دعوة الشيخ نعيم قاسم هذه لا تمثل مجرد مناورة سياسية، بل تعكس فهمًا عميقًا بأن المعارك الكبرى لا تُحسم فقط بالقوة العسكرية، بل أيضًا بالوعي المجتمعي، والضغط السياسي، وقوة السردية الوطنية. إنها دعوة لتفعيل “مقاومة العقل والقلم” لتكون سندًا ورافدًا لـ “مقاومة السلاح”، في مرحلة جديدة يبدو أن الأمين العام الجديد لحزب الله يريد رسم ملامحها بدقة.
السيادة أولاً
شدد الشيخ قاسم على أن كل المشاكل التي يعاني منها لبنان، من الاحتلال والعدوان الإسرائيلي المستمر إلى التدخلات الخارجية، لا يمكن حلها إلا عبر استعادة الدولة لسيادتها. وقال: “إذا أردنا أن نحل مشاكلنا في لبنان، فلها بداية، والبداية هي من استعادة السيادة الوطنية”. ودعا الحكومة إلى تحمل مسؤولياتها ووضع “خطة سياسية وإعلامية وعسكرية وتعبوية” لتحقيق هذا الهدف، مؤكداً أنه “لا استقرار ولا تنمية ولا نهضة من دون سيادة”.
سلاح المقاومة خط أحمر
في أبرز نقاط كلمته، رد الشيخ قاسم على الأصوات التي تعتبر أن دور المقاومة قد انتهى، مؤكداً أن سلاحها ضرورة لمواجهة العدوان. وقال بلهجة قاطعة: “المقاومة نشأت لتواجه العدوان… السلاح الذي أعزنا لن نتخلى عنه. هذا السلاح روحنا وشرفنا وأرضنا وكرامتنا ومستقبل أطفالنا”.
ورفض الشيخ قاسم فكرة أن المقاومة بديل عن الجيش اللبناني، بل اعتبرها “نصيرًا لجيش الدولة الوطني” و”عاملًا مساعدًا له”، مشيرًا إلى أن الجيش يبقى المسؤول الأول عن الدفاع عن الوطن. وألقى باللوم على الولايات المتحدة التي اتهمها بمنع تسليح الجيش اللبناني بأسلحة نوعية قادرة على مواجهة إسرائيل، والاكتفاء بتزويده بأسلحة “للقتال الداخلي”.
اتهامات لأمريكا وانتقاد للحكومة
لم يتردد الشيخ قاسم في توجيه انتقادات حادة للولايات المتحدة التي اتهمها بـ”التخريب” و”بث الفتنة” و”منع إعمار لبنان”، معتبرًا أن أي قرار حكومي بتجريد المقاومة من سلاحها هو “خطيئة” وخضوع “للإملاءات الأمريكية الإسرائيلية”.
وفي دعوة مباشرة إلى الشعب والقوى السياسية، قال: “أدعو الأحزاب والنخب والمؤثرين إلى مساعدة الحكومة عبر إغراقها بالاقتراحات والمطالبات باستعادة السيادة”. واقترح إطلاق حملة وطنية تحت شعار “نطالب حكومة لبنان باستعادة السيادة الوطنية“، بهدف تشكيل رأي عام ضاغط لتحقيق هذا المطلب.
واختتم الشيخ قاسم كلمته بالتأكيد على أن المقاومة وشعبها لن يسمحوا لإسرائيل بـ”أن تسرح وتمرح في بلدنا”، خاتمًا كلمته بالهتاف الذي ردده الحضور: “هيهات منا الذلة“.
الكلمة الكاملة لسماحته:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نجتمع في ذكرى مرور أسبوع على وفاة العلامة الجليل السيد عباس الموسوي رضوان الله تعالى عليه، هذا العلامة الذي أدى عملًا كبيرًا ومهمًا في الدعوة إلى الله وفي تأليف مجموعة من الكتب تجاوزت العشرين كتابًا، وكذلك في العمل في داخل الساحة السياسية والثقافية والاجتماعية بما ملأ هذه الساحة بعطاءات مهمة. هو العالم والمبلّغ الذي شارك في تأسيس حوزة الإمام المنتظر في بعلبك عجل الله تعالى فرجه الشريف، مع سماحة السيد عباس الموسوي رضوان الله تعالى عليه بعد أن خرج من النجف الأشرف بسبب الظروف التي كانت موجودة في العراق. كان يؤدي صلاة الجمعة وليلة الجمعة في شمسطار، وكان يشارك كذلك في إحياء شهر رمضان وإحياء عاشوراء مع الناس كما هو ديدن العلماء. هو مؤلف تجاوز العشرين مؤلفًا، أبرز مؤلفاته كانت “البيان في تفسير القرآن الكريم”، المؤلف من خمسة عشر جزءًا، وشرح نهج البلاغة المؤلف من خمسة أجزاء، وكل كتاباته هي كتابات محل الحاجة ومحل التأثير والوعي والتربية. هو أيضًا كان حاضرًا في ساحة العمل والجهاد في كل تفريعاتها، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “أقرب الناس من درجة النبوة أهل العلم والجهاد”. عندما نعدد الاجتماعات واللقاءات التي كان يحضر فيها والجمعيات والمؤسسات التي كان يعمل معها سنجد مدى سعة أفق هذا العالم الجليل. هو كان عضوًا في الهيئة الشرعية في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، يعني أنه كان في رأس اهتمامات العمل الطائفي المرتبط بخصوصيات الشيعة في لبنان. وكان عضوًا في هيئة الأمناء في تجمع العلماء المسلمين في لبنان، الذي يضم السنة والشيعة، أي في رأس العمل الوحدوي بين السنة والشيعة. وهو عضو في الاتحاد العالمي للمقاومة، أي أنه النصير والداعم والمؤثر في دعم المقاومة على مستوى لبنان وفلسطين وكل المقاومة في العالم. وهو عضو في المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الذي أنشئ برعاية الإمام الخامنئي دام ظله على نهج الإمام الخميني قدس الله روحه الشريفة، والذي يضم المسلمين من كافة أقطار العالم، سنة وشيعة ومن كل المذاهب، وهذا يدل على التنوع وعلى الرؤية، هو كان مهتمًا بمذهب أهل البيت عليهم السلام وكان وحدويًا على مستوى لبنان والمنطقة، وأيضًا هو داعم ومؤثر في خدمة المقاومة على امتداد فلسطين ولبنان والمنطقة والعالم. هو كان أستاذًا لي، درست لديه عدة سنوات. رحم الله العلامة المجاهد السيد عباس الموسوي أبو علي لتمييزه عن سماحة السيد عباس الموسوي رضوان الله تعالى عليه أبو ياسر، وإلى عائلته التعزية وكل المواساة، نسأل الله تعالى أن يرفع من مقامه. إلى روحه وأرواح أمواتكم جميعًا نهدي ثواب السورة المباركة الفاتحة مع الصلاة على محمد وآل محمد. عدة نقاط مهمة في هذا اللقاء، أختمها بالحديث عن الوضع السياسي العام. أولًا، منذ أيام في 28 صفر مرت ذكرى وفاة النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم. هو سيد البشرية، هو سيد الأنبياء والرسل، هو الأول في العالم منذ الأولين إلى الآخرين، الذي ملأ الأرض بهذا العمل العظيم، وهو إحياء شريعة الله المقدسة ونشر الدين الإسلامي الحنيف الذي يجمع كل رسالات السماء، “إن الدين عند الله الإسلام”. ألفت النظر إلى أننا في هذا العام سنكون مع مرور 1500 سنة على ولادة النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم. نحن اليوم بال 1447 هجرية، وكان عمره 53 سنة عندما جاء إلى المدينة المنورة، إذا جمعنا الرقمين بيطلع 1500 سنة. من المهم أن يهتم العالم الإسلامي بهذه الذكرى العظيمة، ولذا نتحدث إن شاء الله بالتفاصيل في الذكرى التي تأتي بعد أسبوعين في ربيع الأول في هذا الشهر بإذن الله تعالى. الأمر الثاني، بعد أيام في 31 آب ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر أعاده الله سالمًا ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والأستاذ عباس بدر الدين. الإمام موسى الصدر أحدث تحولًا جذريًا في وضعنا في لبنان وأثر على المنطقة. الإمام موسى الصدر هو إمام المقاومين، وهو فاتح عهد المقاومة الإيمانية الحسينية في هذه المنطقة. لقد دعا إلى مواجهة المحتل بالأيدي والأظافر إذا لم يتوفر السلاح. وهو الذي قال بأن إسرائيل شر مطلق، وأن القدس يأبى أن يتحرر إلا على أيدي المؤمنين. كان حريصًا على الوحدة الوطنية في وطن هو لنا جميعًا، وإذا تألم جنوبه تألم كل لبنان. وهو القائل بأن الجنوب تصدى نيابة عن لبنان وعن كل لبنان، بل تصدى عن كل العرب. نسأل الله تعالى أن يفرج عنه وعن رفيقيه، ونعاهده بأننا دائمًا تحت هذا اللواء على نهج المقاومة ونهج سيدنا السيد حسن رضوان الله تعالى عليه. ثالثًا، في 28 آب سنة 2017 تم تحرير الجرود في معركة “فجر الجرود”. معركة فجر الجرود هي معركة قام بها الجيش اللبناني بالتعاون مع المقاومة الإسلامية حزب الله، وحقق هذا الإنجاز العظيم. نسجل هنا أن هذه المعركة التي كانت ضد التكفيريين وضد داعش ومن معهم، كانت بقرار حازم من رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون، هذا الرجل الجريء والشجاع الذي اتخذ قرار معركة فجر الجرود رغم الضغوطات الأمريكية التي رفضت أن يكون هناك تعاون بين الجيش والمقاومة في المعركة. لكنه أصر أن يخوض المعركة وحصل التنسيق بين حزب الله وقيادة الجيش اللبناني المتمثلة يومها بالقائد العماد جوزيف عون الذي تعاون بشكل كامل، وبالتالي هذا نموذج من نماذج الاستراتيجية الدفاعية التي تجعل المقاومة سندًا للجيش اللبناني في التحرير وفي إنجاز المهمات العظيمة. رابعًا، قصفت إسرائيل في اليمن، ولكنها كالعادة تقصف المنشآت المدنية وتقتل المدنيين، تضرب الكهرباء والمباني والسكان والآمنين. إسرائيل رأس الإجرام، إسرائيل التي تقوم بالإبادة في داخل غزة أمام مرأى العالم. هل يتوقع منها إلا أن تكون بهذا الإجرام في اليمن؟ لكن هنا نسجل لليمن العزيز أنه يقف موقفًا بطوليًا استثنائيًا نادرًا أمام مرأى العالم وسيسجل له في التاريخ بأنه كان الوحيد الواقف بهذه الصلابة وبهذه العزة لنصرة أهل غزة ونصرة فلسطين. أين العرب؟ أين المسلمون؟ أين العالم الحر ليقف مع غزة؟ على كل حال، هذا الموقف هو الذي سيؤدي إلى النصر إن شاء الله تعالى، ومهما تجبرت إسرائيل ستسقط في نهاية المطاف إن شاء الله تعالى. أدخل إلى الحديث السياسي، وأقسم الموضوع إلى ثلاثة أقسام. أولًا، لبنان بحاجة إلى استعادة سيادته على أرضه. كل المشاكل التي نعانيها هي من العدو الإسرائيلي ومن الاحتلال، ومن الداعم الأمريكي الذي يظلل كل الأذية للبنان ويسبب الاستمرار في الاحتلال والعدوان. إذا أردنا أن نحل مشاكلنا في لبنان، لها بداية، والبداية هي من استعادة السيادة الوطنية، يعني بوقف العدوان بشكل كامل، بالانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة، ببداية الإعمار، وبالإطلاق للأسرى. من دون هذه البداية لا يمكن أن نحل مشاكلنا. الحكومة اليوم هي المسؤولة عن وضع خطة سياسية، إعلامية، عسكرية، تعبوية من أجل تحقيق السيادة. لا يوجد استقرار من دون سيادة، ولا تنمية من دون سيادة، ولا نهضة من دون سيادة. السيادة هي الأولوية على كل ما عداها، ويجب أن تتصدى الحكومة لهذه المهمة وهذه المسؤولية. أدعو الأحزاب والنخب والمؤثرين على مستوى لبنان أن يساعدوا الحكومة في طريقة التفكير وفي إنجاز الخطط. ولذا، بثوا على وسائل التواصل الاجتماعي وفي الإعلام اقتراحاتكم، أوصلوها إلى الحكومة لترى أنه توجد مقترحات كثيرة قابلة لأن تطبق ولأن تحملها هذه الحكومة. خصصوا هذا الأسبوع، خلينا نقول اليوم الاثنين إلى يوم الأحد، خصصوا هذا الأسبوع لتقديم مقترحات إلى الحكومة، طالبوها، حتى لو أغرقتم الحكومة بالاقتراحات، هذا يساعد. في موقع للحكومة، في موقع للوزراء، على مستوى التواصل الاجتماعي، أغرقوا مواقعهم باقتراحاتكم، ناشدوهم، تحدثوا معهم، حثوهم، قولوا لهم بأنكم حاضرون. املأوا الشاشات والإعلام بالمطالبة بالسيادة، هذا أمر أساس يجب أن يتحقق. اكتبوا المقالات، وانشروا هذه الأولوية، ولو انصرع الأجانب من حسكم الوطني السيادي الجامع الذي يملأ لبنان، لا تتركوا ساحة لبنان ولا فضاء لبنان ولا إعلام لبنان إلا وتكون السيادة هي المطلب الأساسي من الحكومة لتعمل عليه. ثالثًا وأخيرًا، حكومة لبنان اتخذت القرار الخطير، الخطيئة، بتجريد المقاومة وشعب المقاومة من السلاح أثناء وجود العدوان الإسرائيلي ونواياه التوسعية بإشراف أمريكي آثم. هذه الحكومة إذا استمرت بهذه الصيغة، هي ليست أمينة على سيادة لبنان، إلا إذا تراجعت عن قرارها والتراجع فضيلة. أما الحركة الأمريكية التي نراها، هي حركة لتخريب لبنان، هي دعوة إلى الفتنة، أمريكا إلى الآن تفرض عقوبات على لبنان، أمريكا إلى الآن تحرمنا من الغاز، أمريكا تعمل ليل نهار لتمنع الإعمار وإعادة الإعمار وتمنع مجيء المساعدات من الدول المختلفة التي أعلنت جهارًا بأنها حاضرة لدعم لبنان، لكنها ممنوعة لأن أمريكا لا تريد أن تعمر لبنان. أمريكا تعطي سلاحًا للجيش اللبناني بمقدار يستطيع من خلاله أن يقاتل داخليًا، ولكن ممنوع من السلاح الذي يمكن أن يقاتل إسرائيل، ممنوع. أمريكا تمنع السلاح الذي يحمي الوطن، شو عم تعمل أمريكا؟ البعض يتغنى، كثر خيرهم الأمريكان شو عم يعملوا، لا، لعنة الله عليهم، هن كثر خيرهم، ما هن قاعدين عم يسرقوا البلد، وكان خلال الفترة الماضية عم يشتغلوا ليل نهار من وقت ما بدأ التحرك سنة 2019 لحد هلأ، يعني عندنا ست سنين تقريبًا، كل المفاسد والنتائج والخلخلة والانهيار الذي حصل في البلد كان برعاية أمريكية وبإشراف أمريكي، كان يبعثوا بعض الأشخاص ليجتمعوا مع الـ NGOs لحتى يعلموهم كيف يمكن أن يتظاهروا، فإذا تبين في التظاهر أن الأمر لا يؤثر على البلد ولا يؤثر على الحكومة، لا مشكلة في إراقة الدماء، لأن الدم في التظاهرات يساعد على أن يكون هناك حلول ثورية وجوهرية وتستطيعون النجاح. هذه أمريكا التي تعبث بلبنان، ليست موثوقة، بل هي خطر على لبنان. ترامب يريد منطقة اقتصادية في غزة ويطرد أهل غزة، والآن حسب أكسيوس، يريد منطقة اقتصادية في جنوب لبنان ليطرد أهل جنوب لبنان ويعطي هذه المنطقة للكيان الإسرائيلي. نتنياهو يريد إسرائيل الكبرى التي تشمل لبنان وسوريا والأردن والعراق ومصر، فضلًا عن فلسطين، كل فلسطين. ما عم تسمعوا شو عم يحكوا هؤلاء؟ ما شفتوا شو عملوا خلال الفترات الماضية؟ ما اعتبرتم من النتائج التي تحصل؟ تريدون نزع السلاح الذي حرر؟ أوقفوا العدوان إذا كنتم تريدون بسط السيادة. أوقفوا العدوان إذا كنتم تعملون لمصلحة لبنان. لكن، تجردون المقاومة من سلاحها؟ تواجهون من ضحى بعشرة آلاف من المجاهدين والمجاهدات والشعب والأطفال والرجال والنساء خلال كل هذه الفترة وخاصة خلال فترة طوفان الأقصى وما بعدها حوالي 5 آلاف، وعلى رأسهم سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه والصفي الهاشمي رضوان الله تعالى عليه والقادة والشهداء والناس، هؤلاء كلهم قدموا تضحيات من أجل العزة وسيادة لبنان، أنتم تريدون خرقها الآن؟ وتريدون مواجهة من حرر بدل أن تقفوا وراءه؟ بدل أن تكافئوه؟ بدل أن تستعينوا به؟ بدل أن يكون مناصرًا للجيش كما في معركة فجر الجرود وكما في كل المسار السابق؟ فليكن معلومًا لديكم، السلاح الذي أعزنا لن نتخلى عنه. والسلاح الذي يحمينا من عدونا لن نتخلى عنه. لن نترك إسرائيل تسرح وتمرح في بلدنا وتقتل المقاومين وتصادر الجنوب. اعلموا أن إسرائيل لا تخدم من يخدم مشروعها، وهي تجربة لحد وحداد موجودة قدامنا. لذلك، خلينا نكون معًا، خلينا نتعاون. هذا السلاح روحنا وشرفنا وأرضنا وكرامتنا ومستقبل أطفالنا. كلنا واحد على الأرض، حزب الله، حركة أمل، القوى الحليفة، الشعب اللبناني، أهل الجنوب والبقاع والجبل والشمال والضاحية وبيروت، لدينا أنصار كثر يزيدون عن نصف الشعب اللبناني فضلًا عن القوى السياسية المؤثرة، هؤلاء كلهم معًا لحماية السلاح من أجل حماية لبنان وحماية مقاومة لبنان وأهل لبنان وشعب لبنان وعزة لبنان. من أراد أن ينزع هذا السلاح يعني أنه يريد أن ينزع الروح منا، عندها سيرى العالم بأسنا، وهيهات منا الذلة. بتقولوا شو بدنا نعمل؟ قدامكم خارطة طريق، أخرجوا العدو من أرضنا. أخرجوا العدو من أرضنا، وأوقفوا العدوان، وأفرجوا عن الأسرى، وابدأوا الإعمار، هذه خريطة الطريق. ثم بعد ذلك تعالوا إلى الاستراتيجية الدفاعية. البعض بيقولوا خلي يكون في خطوة منكم وخطوة منهم، وأنتم كحزب لازم أنتم تبلشوا بالخطوة، يعني كل شي عملناه خلال 8 أشهر، بل خلال هذا العمل بعد وقف إطلاق النار، وقدمناه بالجنوب، كله هيدا ما اسمه خطوة؟ هل تثقون بهذا العدو الإسرائيلي ومن ورائه أمريكا؟ هؤلاء ليسوا محل ثقة. لذلك، لا خطوة خطوة، ولا كل هذا المسار الذي يدعو إلى التنازلات. خلي ينفذوا الاتفاق ويعملوا اللي عليهم، وبعدين منناقش الاستراتيجية الدفاعية. الأخطل الصغير، شاعر لبنان، يقول: “عذر لمن مات، لا عذر لمن سلم، إذا تهدم مجد واستبيح حمى، سيان عند ابتناء المجد في وطن من يحمل السيف أو من يحمل القلم”. التزموا بما اتفقتم عليه. أيتها الحكومة، ونحن نلتزم بما عاهدتمونا. ألزموا إسرائيل، وقفوا. ما تعرضوا أكتافكم وتقولوا إنه ضاغطين علينا، قولوا لهم مش قادرين، قولوا لهم الوضع صعب، يا خي مين طالب منكم أنتم تتصدوا وأنتم لستم أهلًا لهذا التصدي؟ معقول عم يطلبوا منكم إنه تقتلوا أهلكم وبلدكم وتعطلوا قوتكم وتقولوا لهم سمعًا وطاعة؟ يا خي ما تقولوا لهم سمعًا وطاعة. على كل حال، حتى لو قلتوا لهم، أنتم مش قادرين، لك أحسن وأشرف إنه تقولوا مش قادرين من الأول، أحسن ما يبين إنه مش قادرين. بعدين إذا قلتوا لهم مش قادرين، ما تخافوا، ما تخافوا على الكراسي، الكراسي محفوظة، ما رح يلاقوا أحسن منكم، ما رح يلاقوا غيركم، إذا أنتم عملتوا أبطال وشجعان، تأكدوا أنهم سيحرمون من أي موقف آخر من أي جهة أخرى، وعلى كل حال حتى لو إجا غيركم ما حيقدر يعمل شي. لذلك، كونوا شجعانًا وقفوا. نحن نشد على أيديكم بهذا الموقف العزيز، سنكون معكم، نعمر وطننا معًا، بإمكانياتنا وبقدراتنا. ما أطيب الرغيف من عرق الجبين، وما أسوأ الطعام الفاخر والقدم فوق رأس آكله. حياكم الله بعزته، وأخزى الله الأذلة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.