اخبار ومتفرقات

انتهت الحرب بين إيران وإسرائيل… أقله حتى عام 2050

للأسف الشديد، أكاد أقول: لو كان الهبل يؤلم، لكان صراخ ثلثي العالم العربي والإسلامي يصل إلى مشارف أوروبا.

فأي ذنب ارتكبناه حتى ابتُلينا بمحللين وساسة لا يفقهون شيئًا؟ جهلهم مرعب، خواء فكري في زمن التفاهة، ومع ذلك يتصدّرون الإعلام اللبناني والعربي، يوزّعون تحليلاتهم كمن ينفخ في رماد.

المنظرون لمعركة إيران وإسرائيل، يذكّرونني بنملة تريد أن تنظّر في كيفية الوصول إلى المريخ.

وأنا، حين أستمع أو أقرأ “نظرياتهم”، أشعر بالغثيان. فمنهم من يزعم أن إسرائيل انتصرت، وآخرون يردّدون أن إيران خسرت. بل ويأتيك أحدهم واضعًا “استراتيجيات” متخيّلة عن صواريخ يومية ومواجهات كونية… وهو لا يدري أن الحرب انتهت بالفعل، ولن تعود إلى ما كانت عليه.

حين بدأت المواجهة الأخيرة، اكتفت إيران بإرسال رسائل صاروخية محدودة إلى إسرائيل. لم تكن حربًا شاملة، بل إنذارات محسوبة.

الرسالة الأوضح كانت:

• إن مساحة تل أبيب، مركز ثقل الكيان الصهيوني السياسي والاقتصادي والتكنولوجي، لا تتجاوز 52 كيلومترًا مربعًا.

• أي أن قوة إسرائيل الاستراتيجية محصورة في هذه البقعة الصغيرة.

• ولتدميرها لا تحتاج إيران إلى أكثر من مئة صاروخ دقيق. عندها ينهار الكيان، تهرب النخبة اليهودية، تتوقف التكنولوجيا، وتُغلق الشركات.

في المقابل، إيران دولة مساحتها مليون وستمائة ألف كيلومتر مربع، يضاف إليها عمقها تحت الأرض الذي يُقدّر بمائة ألف كيلومتر مربع من المنشآت المحصّنة.

فليتخيّل من يشاء: كم تحتاج إسرائيل من الوقت والسلاح لتدمير إيران، حتى لو لم تُطلق الأخيرة رصاصة واحدة، واكتفى شعبها بالوقوف متفرّجًا؟

لقد فهمت إسرائيل المعادلة: أي مواجهة واسعة ليست في صالحها. وجودها المكثّف في مساحة ضيقة يجعلها عاجزة عن تحمّل تبعات حرب كبرى.

ومن هنا يمكن القول إن النزال الإيراني–الإسرائيلي انتهى، أقله حتى عام 2050، أو إلى أن يغيّر الكيان الصهيوني بنيته الديمغرافية والجغرافية.

اسرائيل قبل اي حرب قادمة بينها وبين ايران تحتاج اقله الى احتلال قدر مساحة الكيان الحالي، لتقوم بتوزيع اليهود ونقل الشركات الى مناطق مختلفة حيث توزع بطريقة جديدة، حينها يمكن ان تفكر مرة ثانية بالدخول في حرب جديدة مع ايران.

أما اليوم، فالعالم يدرك هذه الحقيقة، ويعمل فقط على إخراج إيران من معادلة الصراع عبر الإغراءات السياسية والاقتصادية، ودفعها للتخلي عن دعمها للدول العربية وقوى المقاومة.

والسلام.

المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي الموقع، شكرا على المتابعة. 

زر الذهاب إلى الأعلى