حتى لو مددت قدميك باتجاه البحر وحتى لو حاولت وضع قبعة على رأسك لتحجب نور الشمس وحتى لو سئمت عيناك مشهد الشاطىء الخلاب وحتى لو حاولت ان لا تتذكر وان لا تتفاعل وان لا تفكّر فإن الحنين لك بالمرصاد يلزمك ان تعود بقارب شراعي فرط صوتي وضوئي لرصيف المنارة و لمقهى في شارع الحمراء ولحبيبة منسية نبت من حولها العشب والشوك واقام اليمام أمام باب دارها عشّاً ونسج العنكبوت فخاً لكل ذكرى غرام.
ستعود حتى لو كنت هنا،حتى لو لم تغادر المكان،حتى لو لم تهاجر.
في زمن القهر و مجاعة الاخوان ،في زمن حلال الخيانة وحرام الصمود يبقى أجمل الحلول الاختفاء من ضمير مستتر في اسواق عهر الأخلاق.
لستَ خائنا ما دمت لم توقع للجلاد بدمك ولست كافرا ما دمت لا تحترم معابداً لا تدعو للجهاد نصرة للجياع .
انت ارقى من كل هؤلاء وانت اشرف.
تمدد.!
راقب غروب الشمس.!
ارتشف القهوة.!
ما زلت بحنينك ارقً من الضوء وما زلت بغضبك المكبوت أصدق و ما زلت في بحثك عن المعنى والجدوى من كل هذا العمر شاعراً بليغاً لم يكتب شعراً في حياته.
تريد أن تكون تولستيا يبعثر ثروة النبلاء للمساكين ويمضي باتجاه محطة القطارات الا انّك لا تستطيع كي لا إرث منك قبّعتك التي تحجب نور الشمس.
تمدد!
راقب غروب النجم المشتعل بالنار!
انه الغروب الاخير لنور الحقيقة .
لن تجدها حتى لو أشعلت مليون ثقاب سيجارة وحتى لو تناولت صهريج فودكا وحتى لو حاولت فهم الف كتاب مقدس وحديث ونصّ.
حتى لو نسخت حيوانا ثم إنسانا حتى لو استعنت بالذكاء الاصطناعي.
الذكاء الطبيعي أجمل.
تمدد!
تمدد!
لن تنجو!
د.احمد عياش
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي الموقع، شكرا على المتابعة.
