السياسيةجبيلجبيل المدينةجبيليات وكسروانيات

في جبيل: ندوة تكريمية في الذكرى الـ47 لتغييب الإمام موسى الصدر

في جبيل: ندوة تكريمية في الذكرى الـ47 لتغييب الإمام موسى الصدر

جبيل – نظم “اللقاء الوطني – حركة فكرية إنسانية في قضاء جبيل” ندوة تكريمية إحياءً للذكرى السابعة والأربعين لتغييب الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه، على مسرح البطريرك الياس الحويك في ثانوية راهبات العائلة المقدسة المارونيات في جبيل. وجاءت الندوة، التي أدارها الدكتور كريستيان الخوري، تحت شعار “استذكارا لمواقفه الوطنية والإنسانية في ظل تصاعد انتهاكات الحريات المدنية والدينية في المنطقة”.

شارك في الندوة شخصيات سياسية ودينية وثقافية، من بينها رئيس اللقاء صادق برق، إمام جبيل الشيخ غسان اللقيس، رائد شرف الدين ممثلاً عائلة الإمام الصدر، ورئيس أساقفة أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، إلى جانب حضور رسمي وحزبي تقدمه ممثلون عن رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، النائب جبران باسيل، النائب سيمون أبي رميا، النائب رائد برو ممثلا بزاهر حيدر، النائب السابق عباس هاشم، الشيخ الدكتور محمد حيدر ممثلا نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، نقيب المحررين جوزف القصيفي، رئيس رابطة مختاري قضاء جبيل كريستيان القصيفي وعدد من مختاري القضاء ، نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض ، المدير العام السابق لمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان المهندس جان جبران ، سعيد نصر الدين ممثلا حركة “امل” ومسؤول البلديات في الحركة علي الحاج ، الشيخ حسين شمص ممثلا “حزب الله”و نائب رئيس المنطقة الخامسة في الحزب الشيخ جمال كنعان، رئيس المكتب التربوي في “أمل” الدكتور علي مشيك وفاعليات.

بعد عرض فيلم وثائقي عن الإمام المغيب، أشار الدكتور الخوري في كلمته إلى أن الندوة “محاولة لإعادة تسليط الضوء على شخصية الإمام الصدر ونهجه وتضحياته”، مذكراً بمقولته الشهيرة: “يا مسيحيي لبنان، أنا على استعداد وأتمنى أن أموت في سبيل رفع الحرمان عنكم”. وشدد على أن الإمام “كان متمسكاً بفكرة الدولة ومؤسساتها، ورفض أي شكل من أشكال التقسيم، وسعى إلى تعزيز الوحدة الوطنية والتعايش الإسلامي – المسيحي”.

بدوره، أكد رئيس اللقاء صادق برق أن الإمام الصدر “لم يكن مجرد قائد ديني بل مشروع نهضة وطنية وصوت العدالة الاجتماعية”، مضيفاً أنه “دعا إلى وحدة اللبنانيين، وجعل من مقاومة الاحتلال الإسرائيلي ركناً أساسياً في فكره الإصلاحي إلى جانب محاربة الفساد والإقطاع السياسي”. ورأى برق أن لبنان يعيش اليوم أزمة وجودية تتطلب استلهام فكر الإمام لبناء دولة القانون والعدالة.

من جهته، استعاد الشيخ غسان اللقيس محطات من زيارات الإمام الصدر إلى جبيل في سبعينات القرن الماضي، واصفاً إياه بأنه “عالم جليل، ثاقب النظر وصاحب رؤية”، مشدداً على أن مشروع العيش المشترك الذي دعا إليه “أصبح حاجة ملحة للبنان والعالم أجمع”، داعياً وزارة التربية إلى إدراجه في المناهج التربوية.

أما رائد شرف الدين، فاعتبر أن الإمام “لا يزال حياً في ضمير الوطن والإنسان”، مؤكداً أن قضيته “تتجاوز حدود لبنان لتصبح قضية إنسانية شاملة”، ومذكّراً بأن تغييب الإمام “لم يكن محاولة لإسكات شخص، بل لإسكات مشروع عابر للطوائف يقوم على الكرامة والعدالة”. ولفت إلى أن “ما حذر منه الإمام قبل نصف قرن من مخاطر الطائفية والفساد والانقسام هو ما يعيشه لبنان اليوم”، داعياً إلى التمسك بفكره كطريق خلاص.

من جهته، قال المطران ميشال عون إن الإمام الصدر “بقي حياً في الضمائر والوجدان، صامداً في وجه التفرقة والحرمان”، مؤكداً أنه “كان ضميراً وطنياً وشريكاً حقيقياً في مشروع الدولة”. وأشار إلى أن “الوفاء للإمام يقتضي الإصرار على بناء دولة المواطنة التي تحمي جميع أبنائها وتكسر قيود الطائفية والفساد”.

وخلال الندوة، تليت رسالة للرئيس العماد ميشال سليمان وجّهها إلى اللقاء الوطني، شكر فيها دعوته مؤكداً أن “ذكرى الإمام الصدر تبقى حية في وجدان كل لبناني يؤمن بالعدل والكرامة والوحدة”. ورأى سليمان أن الإمام “جسّد رمزاً وطنياً وإنسانياً فريداً، وأن لبنان اليوم بأمس الحاجة إلى حكمته ورؤيته لبناء دولة العدالة الاجتماعية والمواطنة”.

لتبقى ذكرى الإمام الصدر، بعد سبعة وأربعين عاماً على تغييبه، مناسبة وطنية لتجديد العهد على ما دعا إليه من وحدة وعدالة وكرامة، ورسالة عابرة للطوائف والحدود.

زر الذهاب إلى الأعلى