كان يوم اكتشافنا لأنفسنا يوماً مأساوياً،عرفنا كم نحن مذنبون،نبكي الذين نفتقدهم فجأة و لا نفرح بما لدينا ابداً.
كان يوم اكتشافنا لأنفسنا يوماً فظيعاً،لم نقدّم اي نموذج يُحتذى بل سلكنا درب الذين أغرتهم الدنيا ونسينا الوعد ان نبقى أحياء واشداء ضد لصوص الهيكل ولو اننا صمدنا وانتصرنا وانكسرنا وسننتصر لا محالة ضد الاعداء.
كثر الأعداء يا سيدي الامام،ربما أسأنا إدارة الصراع،ربما أخطأنا التصرف والتفكير،ربما سقطنا اراديا في المحظور إنما ما زلنا هنا،فدائيين احياء وشهداء.
لم نكن صوت الذين لا صوت لهم و لسنا اليوم غير أناس تنتظر عند مفترق الطرق.
باقون هنا،صامدون هنا قرب هذا الجدار المتصدّع الأخير.
نعرف انك لن تعود الا اننا ننتظرك.
هكذا نحن نعرف الحقيقة ولا نصدقها لأننا نأمل خيراً دائما .
ليس هناك ما هو أصعب من انتظار مَن لن يعود.
ليس المؤبد بأقسى عقوبة بل المؤلم اكثر ان تنتظر وأن تجد في الأمل يأساً .
في القلب قنبلة يدوية وتحت القدمين لغماً وفي البال نداء اخير للتوجه نحو آخر طائرة ستقلع بعد قليل نحو المجهول.
نحن الغائبين لا انت.
انت حاضر في اختفائك.
أخبرني كيف تنجح ان تكون موجودا في غيابك.؟
ظننا اننا نهضنا من حفرتنا الا اننا في كل مرة ننهض فيها نجد اننا تسلقنا إلى حفرة أعمق.
ليس كل تسلّق نحو الأعلى يا سيدي الامام فأحيانا نتسلق نحو الهاوية.
نعرف أنك لن تعود،لسنا ساذجين إلى هذا الحدّ ،نعرف،لا شيء يستحق العودة.
أتعلم من نحن؟
نحن اهل فوات الاوان يا أمام.
لا تقلق!
سننجو وسننتصر لا لشيء غير اننا نؤمن بالله ونؤمن اننا سننهض.
نحن بخير ولو اننا لسنا بخير،
لا مفرّ لنا غير ان ننهض،سننجو وسننتصر.
هذا آخر كلام عندنا.
.
د.احمد عياش
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي الموقع، شكرا على المتابعة.
