
ردد رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ” وصية سماحة الإمام محمّد مهدي شمس الدّين” أوصي أبنائي إخواني الشّيعة الإماميّة في كلّ وطن من أوطانهم، وفي كلّ مجتمع من مجتمعاتهم، أن يدمجوا أنفسهم في أقوامهم وفي مجتمعاتهم وفي أوطانهم، وألا يميّزوا أنفسهم بأيّ تمييز خاصّ، وألا يخترعوا لأنفسهم مشروعًا خاصًّا يميّزهم عن غيرهم.” كذلك قال الإمام: “على الشّيعة اللّبنانيّين أنْ يندمجوا في محيطهم الإسلاميّ اللّبنانيّ اندماجًا كاملًا (…) وفي نفس الوقت هذا الاندماج لا يكون على قاعدة طائفيّة مذهبيّة، وإنّما يكون منسجمًا مع الاندماج في الوطن العامّ مع الشّعب اللّبنانيّ كلّه. (…) إنّ المسيحيّة في لبنان جزء مكوّن للبنان كالإسلاميّة في لبنان””.
الكلمة الكاملة للدكتور جعجع
وجاء كلام جعجع خلال القداس الاحتفالي الذي أقامته “القوات اللبنانية” في معراب لمناسبة ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية تحت شعار “نجرؤ ليبقى لبنان”، برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ممثلًا بالمطران يوحنا رفيق الورشا، وبمشاركة ممثلين عن مختلف الكنائس، إضافة إلى حشد سياسي وديبلوماسي وديني وشعبي واسع. كما نُقل إلى جعجع كتاب شكر من رئاسة الجمهورية على الدعوة، وقّعه الرئيس العماد جوزف عون والسيدة الأولى نعمت عون.
وفي خطابه، طمأن الدكتور جعجع أبناء الطائفة الشيعية إلى أنّ “أكثرية اللبنانيين لا ترضى أن يصيبهم ما أصاب القواتيين في حقبة الوصاية السورية بعد أن سلّموا سلاحهم”، مشددًا على أنّ “الأيام تغيّرت، فلا غازي كنعان ولا رستم غزالة، بل سلطة وطنية منبثقة عن مجلس نيابي حقيقي وحكومة شارك الشيعة في أغلبيتها”.
وأكد جعجع أنّه “لا حرب أهلية في لبنان ولا أحد يريدها”، مخاطبًا “محور الممانعة” بالقول: “مشكلتكم ليست مع أي طائفة أو حزب بل مع الدولة ومؤسساتها وجيشها وغالبية ساحقة من الشعب اللبناني”. ولفت إلى أنّ “التهويل بحرب داخلية خطأ وخطيئة لن تغتفر، لأن أي مواجهة داخلية ستكون خاسرة ومدمرة”.
وعن الاستحقاق النيابي، أعلن جعجع تمسك القوات اللبنانية بإجراء الانتخابات في موعدها المحدد “من دون أي تفكير أو توجه إلى التمديد تحت أي ذريعة”.
كما دعا الشيعة إلى “العودة إلى تاريخهم اللبناني والاندماج مع بقية اللبنانيين بعيدًا عن السلاح والمشاريع الإقليمية”، مستشهدًا بوصية الإمام محمد مهدي شمس الدين بضرورة اندماج الشيعة في أوطانهم ومجتمعاتهم.
وجّه جعجع أيضًا رسالة إلى الشباب اللبناني دعاهم فيها إلى عدم الاستسلام لليأس، مشيرًا إلى أنّ “لبنان الجديد بدأ يتكوّن، ودولة القانون والمؤسسات تعود إلى الحياة”، مؤكدًا أنّ “مسيرة التغيير انطلقت ولن تتوقف”.
وختم بالقول: “آن الأوان لتسليم كل سلاح غير شرعي والانضواء في مشروع الدولة، لأن لا خلاص للبنان إلا بقيام دولة فعلية واحدة سيّدة على أرضها”.