
يعلم الكثير من الأشخاص أن للقراءة تفيد الدماغ، ويتحدث البعض أيضاً عن أن هذه العادة قد تُطيل العمر.
تقول كاثلين جوردان، طبيبة ورئيسة قسم الطب في «ميدي هيلث» – وهو برنامج لإطالة العمر مُصمم خصيصاً للنساء: «القراءة أكثر من مجرد هواية، إنها أداة فعّالة للصحة الإدراكية».
وتضيف: «الأنشطة المُحفّزة للعقل، مثل القراءة وتعلّم مهارات جديدة وحل الألغاز، تُساعد على الحفاظ على نشاط الدماغ، وتقليل التوتر، وبناء المرونة مع مرور الوقت»، بحسب موقع «فيري ويل مايند».
هل تطيل القراءة العمر فعلياً؟
في دراسة نُشرت عام 2016 في مجلة العلوم الاجتماعية والطب، تابع باحثون من جامعة ييل 3 آلاف و635 بالغاً فوق سن الخمسين لمدة 12 عاماً. ووجدوا أن المشاركين الذين قرأوا الكتب لمدة 30 دقيقة أو أكثر يومياً عاشوا في المتوسط 23 شهراً أطول من غير القراء – حتى بعد تعديل عوامل مثل العمر والجنس والتعليم والصحة.
ومن المثير للاهتمام أن هذه الفائدة المُطيلة للعمر لم تكن بنفس القوة لدى من اكتفوا بقراءة الصحف أو المجلات. تقول الدكتورة جوردان إن الكتب تُقدم حماية فريدة. وتوضح قائلةً: «عندما تجلس مع كتاب، غالباً ما يتطلب الأمر تركيزاً أعمق، وانتباهاً أكثر استدامة، وتفاعلاً أكثر نشاطاً من تصفح المقالات القصيرة».
وفي حين أنه ليس من الواضح تماماً سبب قدرة القراءة على تحسين عمرك، فإن هناك العديد من الأبحاث الأخرى التي تربط القراءة بفوائد صحية عامة، وخاصةً لدماغك وصحتك العقلية.
دعم صحة الدماغ
يمكن للقراءة أيضاً أن تساعد في حماية وظائف الدماغ. يقول الدكتور جوناثان غراف-رادفورد، أخصائي علم الأعصاب السلوكي في «مايو كلينك»: «تُعدّ الأنشطة التي تُحفّز العقل، مثل القراءة المنتظمة، جزءاً قيّماً من روتين صحي للدماغ».
ويوضح غراف-رادفورد: «وجدت دراسات واسعة النطاق أن الأشخاص الذين يقرأون بكثرة قد يكونون أقل عرضة لفقدان الذاكرة أو التدهور المعرفي مع تقدمهم في السن».
ويعود ذلك إلى أن القراءة تُساعد في تطوير الاحتياطي المعرفي، وهو «عازل» عقلي يُمكّن الدماغ من تعويض الشيخوخة أو الإصابات بشكل أفضل. يُساعد الاحتياطي المعرفي دماغك على العمل بمستوى أعلى، حتى لو كنت تُعاني من تغيرات مرتبطة بالعمر في صحة الدماغ.
تخفيف التوتر
من الواضح أن التوتر قد يُلحق ضرراً بالغاً بصحتك العقلية والجسدية. ومع ذلك، يَجهد الكثير منا لإيجاد ممارسات لتخفيف التوتر والقلق، تكون ميسورة التكلفة وفي متناول الجميع وفعّالة. مع ذلك، يُمكن لقراءة الكتب أن تُحقق هذه الأمور الثلاثة.
وتوضح جوردان: «هناك بعض الأدلة على أن القراءة تُخفف التوتر، وأن انخفاض التوتر يُترجم إلى التهابات أقل، وهو ما نعلم أنه يُفيد صحتنا أيضاً».