
كليبٌ من ثقيف، محطّمُ العظام لم يرضع من ثدي أمّه حتى كاد يموت إنما ولغ من دم جديٍ مذبوح وفق نصيحة القوم لأبيه وعندما كبر حفظ وعلّم الصبيان القرآن ويوم أخطأت معه شرطة عبدلله بن الزبير تحوّل لِلَجوج لدود حسود حقود في حضرة الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان بن الحكم طلباً لثأر شخصي ولحنينٍ لبني أميّة.
كليبٌ الذي يحكى ان سكينة زوجة القائد الشهيد مصعب بن الزبير الذي صرعه محطّم العظام رفضته عريساً لانّه غير كفوء ولا يكفي لتقاس الرجال ان يكون والي الخليفة في الشام وابوها الحسين وجدّها علي(عليهما السلام) ولأنه قتل الأكرمين.
كليبٌ ظنّ انّه وجد ضالته في هند بن المهلب فبذل في سبيلها الكثير من المال وكتب لها مؤخر صداق قدره مئتا الف درهم إلى ان دخل عليها ذات يوم بخفّة فوجدها تتأمل حُسنها في المرآة وتقول:
“وما هندٌ الا مهرة عربية
من سلالة أفراس تحللها بغلٌ
فإن ولدت فحلاً فلله درّها
وإن ولدت بغلاً فجاء به البغل.
جُنّ محطّم العظام الباحث عن حضنٍ دافىء وعاطفة وغرام وانسحب بلا ضجيج ونادى غُلاما وأعطاه المال وطلب منه أن يذهب لهند ليطلقها بكلمتين لا ثلاث والا قطع رأسه فما كان من الغلام المرعوب من سيف وغضب سيّده الّا ان التقاها وقال:
“كنتِ فبنتِ”
الا انّ هند ربما شعرت بوجود زوجها من خلفها وأرادت عن قصد ان تدفع به لقرار الطلاق بإستفزازه لكره له اجابت:
كنّا فما فرحنا
فبنّا فما حزنّا.
حظ كليب مع نساء العرب صعب وأشدهنّ خطورة وبطولة ومروءة وكبرياء وفروسية كانت غزالة الشيبانية التي نذرت إن دخلت الكوفة مع قومها من الخوارج ان تقرأ سورة البقرة في الجامع تحدياً لبني أميّة وكان لها ما أرادت و وقف زوجها الفارس الصنديد شبيب الشيباني يحميها عند باب المسجد.
غزالة الفارسة المغامرة كانت تشارك زوجها القائد القتال وفي هذه المعركة وقفت لكليب الثقفي والي دمشق وحاكم العراق العسكري عند باب القصر و تحدّته ان يبارزها فهرب صائحاً:
“الحجاج لا ينازل إمرأة.. ” فانشدت:
“اسدٌ عليَّ وفي الحروب نعامة
رغداء تجفل من صفير الصافر
هَلا برزت للغزالة في الوغى
بل كان قلبك في جناح طائر.
والله أعلم.
د.احمد عياش
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي الموقع، شكرا على المتابعة.