
وتعتقد خطأً أنّك كلّما ازددت شهامة وأدباً واستقامة سيزداد المصفقون لك الا انّ الواقع مختلف إذ سيزداد الانذال كرهاً لك لأنّك تستفزّهم بأخلاقك ولأنّك تثبت لهم ان اختيارهم للسفالة كطريق نجاح كان فكرة حقيرة.
و الانذال اكثر عدداً وانتشاراً لذلك لا تتعجّب إن عملت خيراً وحصدت صداعاً وخيبة فالآخرون يزعجهم النجاح النظيف والبطولة وانت بطل ولو انكسرت.
سرْ في الاتجاه الصحيح ولو بقي حجر واحد وروحاً واحدة وحصان اخير في غزة.!
الانكسار لا يلغي مفاعيل الشجاعة والبطولة والشهامة والعلوّ عند الشرفاء انما يستثمر الجبناء والخونة الانكسار للتشهير ليُطمئنوا أنفسهم انّهم كانوا بخساستهم أذكى ولأنّهم كانوا أنجاسا يرون في كلّ الطاهرين نجاسةً.
سرْ في الاتجاه الصحيح ولو بقي حجر واحد و روحا واحدة و حصان اخير في عيتا الشعب وجبل الريحان!.
ثق بنفسك اكثر كلّما رماك الآخرون بحجر إن تعثّرت وإن سقطت في فخّ غدارين.
ذنبك انّك لم تصدّق من حذّرك ان كثير من المبتسمين لك يخفون انيابهم حسداً وغيرة وعداوة مجانية ليس لشيء غير أنّك اثبت في يوم من الايام نجاحك و بطولتك وشجاعتك ومناقبيتك فدائيتك.
امرٌ خطير ان تكون فدائيا والاخطر ان تكون فدائياً جريحاً.
كثير من الناس تمنّوا ان يكونوا مكانك ولاأنهم عجزوا عن ذلك تمنّوا فشلك واندحارك وسقوطك عند أول مفترق طرق ليرضوا غرورهم واحقادهم ان طريق الخير والتضحية بالروح من أجل المبادىء امرٌ احمق ومستهجن و مستحيل .
الا انّك كنت وستبقى قبضة المستحيل.
وكنت المستحيل فكيف لا يطعنونك بالظهر وكيف لا يزرعون طريقك بالألغام وكيف يفوّتون على أنفسهم وعلى جيوبهم فرصة مراكمة الشرّ والمال الحرام.
المال الحرام ربّ الاوغاد.
الاحقاد أقوى والأخذ بالثأر أسهل عند أصحاب الارواح النتنة الذين يرونك تقاتل الوحش الاكبر وينتهزون الفرصة لطعنك من الخلف.
الفدائي الجريح يقاتل.
تنفس الصعداء ولا تتفاجأ فأنت كنت تعلم أن من سيبقى معك في طريق الحق قلّة من السالكين الاشداء فلا تستوحش المسير باتجاه الشمس.
انت الشمس ايها الفدائي الجريح وانت المستحيل.
والله اعلم.
د.احمد عياش
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي الموقع، شكرا على المتابعة.