
يوما بعد يوم يتعرى بن يمين نتنياهو أمام عدسة الضمير العالمي, بعد كل مسلسل الدم والدمار والاشلاء التي كان عقله المرضي العدواني سببا لها في غزة والجنوب, ولعل الردود الدولية ومزاج قيادات دول مؤثرة ومهمة في العالم هو خير شاهد وشهيد على ما اقترفه بحق الأطفال والنساء والمعذبين, فحتى الرئيس الأرجنتيني الذي يعتبر من مؤيدي الكيان العبريّ, رفض في الآونة الأخيرة استقبال نتنياهو لأن هذا الاستقبال من شأنه أن يكون سببا لخسارته في الاستحقاق الانتخابي المقبل أمام الشعب الارجنتيني الذي تقدم كثر من المحامين فيه بطل توقيف نتنياهو اذا داس العاصمة الأرجنتينية بيونس ٱيرس, وهذا يأتي معطوفًا على موقف الدولة الإسبانية الذي كان صداحا في القارة العجوز والعالم, والذي يشي ببدء تغير المزاج الأوروبي لناحية القادة والشعوب بشكل واضح وصريح.
قتل جماعي في غزة, وإبادة ممنهجة لسكان الجنوب, هذه المشهدية تخطت فكرة الصراع السياسي والعسكري وانما تثبت بما لا يقبل الشك البعد العدواني لهذه الشخصية التي تريد تعويم نفسها بعد أن لفظها الشارع الاسرائيلي على حساب مئات آلاف الضحايا والجثث والاشلاء والشهداء، ولكن عدالة التاريخ قريبة ستغير المنطقة بأكملها, وهذا ما علمتنا إياها وقائع التاريخ عينها.
اكرر ما قلته في إحدى القنوات التلفزيونية اللبنانية, ما حدث ويحدث في غزة والجنوب, ليس اصطفافًا سياسيا هنا او هناك قطعًا, بل هو اختبار الإنسانية فينا والأخلاق فينا والضمير البشري الذي يمثل حضور الخالق العظيم فينا.